بلحظَةٍ ما تبدأ بتقَبل الواقِع، تتقبَل فِكرة أنكَ مُصاب بأكثَر من خَللٍ في شَخصيتِك ، بأكثَر من خَللِ بداخِلَك، أنتَ لستَ شخصاً ولستَ نصفُ شخص، أنتَ فقَط لا شيء، أنتَ الفراغُ والعدَم، تبكي وكأنها المرةُ الأولى التي تعرِفُ بها نفسِك، تَرى ذلكَ الخراب الذي بداخلكَ والذي خلَفتهُ حُروبكَ مع ذاتِك، تريدُ الإبتعاد عن الجَميع ولكنكَ تعلم أنكَ جرَبتَ ذلكَ ولم يُجدي نفعًا، أنتَ فقط مُحطم ، انتَ غير مرئي وكلَ شيءٍ يُرى ،تبحث كثيراً عن الحل الوحيد لانتهاء كل شيء، فقط تريد أن ينتهي كلَ هذا بطريقةٍ ما.
انتَ لا تستطيع البوح ولا تستطيع البُكاء أو الصُراخ، لا تستطيع فِعل ما يجعلُكَ تهدأ، تَقَبُل أمرٍ ما أصعب من إكتشافه، ولكِنهُ أمراً جيداً في الوقتِ ذاتِه؛ لأنكَ إن لم تتقبَل أمرٍ ما لن تستطيع تغييرُه، أنتَ تعلم أن الأشياء تمكَنت مِنك ولكن أنت لازلتَ أنت، قبلَ أن تؤثِر بكَ الأشياء كنت شخصاً جيداً و ذو مشاعِر جيدة، لا تعلم الإنكسار أو فقدان الأمل، لا تعلم ما هو الفراغ وموتُ الشعور، لذلك أنتَ تستطيع إعادة نفسِك لِما كانت عليه، ما كنتَ عليهِ سابقاً سوفَ يبقَى إلى الأبد، فقط لا تسمح لنفسكَ بالتوقف والنَظر والإنتظار إلى ما سيحدُث أو إنتظار التغيير ليأتي إليكَ بقدميه، إبدأ من هذه اللحظة، إبدأ بتغيير ما أحدثته الأيامُ السيئة بداخلِك قبلَ أن يزداد الأمرُ سوءاً، "إياك والإنتظار" .