١١. مشاعِرٌ منبوذَة.

2.4K 149 175
                                    

‏الظلامُ حَولي يَحتلُ زواياي,
‏ أحسُ بأني مُنهَك ,
‏و بالتفكيرِ في الأمر , لطالما كنتُ منهكًا ..

‏في أيامٍ كثيرة حتى قهوتي المُحببَة لا تُساعدني,
‏في أيامٍ كثيرة أخرى حتى رسالةٌ لطيفة من أعزُ أصدِقائِي لا ترفعُ روحي,
‏في أيامٍ كثيرة .. أدعو كثيرًا و أتمنى كثيرًا,
‏و في أيامٍ أخرى أيأسُ بسرعة, و أبكي لوقتٍ طويل..

‏أعتقِدُ أنَ الجزءُ السيء في كونِكَ كتومًا هوَ الإنفجار,
‏و الجزءُ الأسوَء هوَ عدمِ قدرتكَ على إيجادِ الحَل ,
‏أن يكونَ الحلُ أمامَك , فتنظرُ لكلِ شيءٍ آخَر عداه ,
‏وتبحثُ ثمَ تبحثَ وحدَك و تبقى ضالًا وحيدًا ..

‏و الأسوَء مِنهم جميعًا أنكَ تواصِلُ التَفكير بأنَ سعادتُكَ مسؤوليتكَ وحَدَك ,
‏ و أنَ تمديدُ ذِراعِكَ لشعورٍ جَميل ليسَ سِوا عِبءٍ ثَقيل ..

‏منذُ زمنٍ طويل فقدتُ كلَ أحساسٍ بحماسةٍ تدفعني للإستيقاظِ صباحًا,
‏منذُ زمنٍ طَويل انا نسيتُ كيفَ أستيقظُ متلهِفًا لشيءٍ جَديد ,
‏لكِن .. بداخلي شيءٌ واصلَ إخباري بأنَ هناكَ نَقص ,
‏فجوةٌ كبيرَة ستُغلِقها انتَ يومًا ..

‏و حينما تهتُ و لم أعرِفكَ جيدًا ,
‏تِهتُ في عددِ المراتِ التي تعثرتُ قبلَ أن أصِلَ إليك,
‏وفي عددِ المرات التي بترتُ انا أصابعي المتشوِقةُ للَمسِك ,
‏فبقَت فجوتي مفتوحَه , و لا تزال ...

‏***

‏أربعةُ أزواجِ أعينٍ تُحدِق في نومِه الهادِئ ,
‏بيكهيون يجلِسُ بجانبهِ مرتبِكًا ,
‏يقِفُ هانجاي خلفهُ بجانِب ابنِ خالتِه , كيم جونق إن ,
‏بينما الشاحِبُ الطَويل تمددَ على الأريكَة ..

‏إنها تُشيرُ إلى الواحِدةِ فجرًا الآن ,
‏و في هدوءٍ مُميت همسَ جونق إن " يمكنكما المُغادرَة يارِفاق, يجبُ أن تذهبانِ إلى المدرسة غدًا .."
‏" لا , من المستحيل أن أرحَل وهوَ لم يستيقِظ " - قالَ بيكهيون , كفهُ تتحسَس الذراع الناعِم ,
‏" سأتصِلُ بِكَ فورَ إستيقاظِه بيكهيون , يمكنكَ الرَحيل " - قالَ سيهون بعينانِ ناعِستان ,
‏" لا , يمكنكَ انتَ الرَحيل , رأسكَ سيسقطُ أرضًا " - لايزالُ يُحدِق في كيونقسوو وحدَه ..

‏" إرحَل إذًا جاي .. " - " لا أملكُ صفوفًا غدًا , سأبقى برفقةِ بيك " - أجابَ أمرُ الأسمَر ,
‏يستنِد جونق إن ضِد الحائِط الرُخامي , غرفةٌ ثمينَة جِدًا يتمددُ فيها كيونقسوو ,
‏قلبُ جونق إن سريع حتى الآن ومنذُ أربعِ ساعاتٍ طويلات, كيونقسوو حتمًا تذكرَ شيئًا ,
‏و على الرغمِ من أنَ أولويةُ جونق إن هيَ سلامةُ كيونقسوو الذي تداعَى بينَ ذراعيه ,
‏ابنُ كيم الأسمَر لا يزالُ متوقِدًا حولَ معرِفةِ مشاعرِ الأقصَر ..

Philophobia.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن