25.Must be love on the brain.

2.1K 102 229
                                    

-
-
-
-


صراخٌ مَكبوتٌ خلفَ سماعاتي,
أسمعُ الجاز بينما أحدِق إلى اللُعابُ الغاضِب حولَ شَفتي والدتي أثناء صراخها المَرير,
أنظرُ إلى فخذاي,
نحنُ عائِدين من حقلِ الأرُز البَعيد,
انظرُ إلى هاتفي,
الثامِنة مساءً,
والداي يتشاجرانِ بينما نقودُ عبرَ المُنحدرِ المُظلِم ..

اِبتلعتُ وحدقت في النجوم,
أشعرُ بالراحة عندما أنظرُ إليها,
تجعلني أتذكَر التمدُد في الحَقل برفقةِ جونق إن,
عندما أنامُ في منزِله و تتعسَرُ معدتي بسببِ جفافِ جَسدي,
فنَتسللُ معًا خلفَ منزلهُ حتى لا ترانا والدته,
نتمَدد بينما يُربِت على معدتي حتى تهدأ,
يُقبلني حتى أنسى أني مريضٌ لا أُشفى ..

تعلمتُ مؤخرًا, و بعدَ إعتيادي على رحيلهُ الطَويل,
أني وحدي مسؤولٌ عن إسعادُ ذاتي,
تعلمتُ إخفاضُ الصُراخ حَولي,
و البقاء في السكنِ الجامعي برفقةِ رفيقُ سَكني ؛ دونَ الإنهيار..

لكنني حَزين,
أعلمُ بفجوةٍ بداخلي,
الكلُ يراها عندما أبتَسِم,
أو أحاوِل ..

أنا حَزين,
ليسَ لأنني شخصٌ كَئيبٌ أو مُرتبِك و حائِر,
و ليسَ لأنني مَريضٌ بداخلي,
لكن .. الإبتعادُ يكونُ عقابًا,
ثمَ يصبحُ عادَة..

أعتقِد أني عُوقِبتُ بغيابه,
الآن انا أعتاد,
لكن بحزن ..

أكرهُ الحُزن,
لأنهُ على الرُغم من أنني أعتاد,
لأنهُ على الرُغم من نجاح محاولاتي الكَثيرة في النسيان,
و محاولاتي لإكتفائِي بذاتي ؛ هوَ يدفعني لأحتاجُه ..

أكرهُ الحُزن لأنني أحتاج جونق إن عندما أفعَل,
أحتاجُ للتحدِيقِ في شفتيهِ عندما يتذمرُ من برودةِ الجَو,
عندما يعبِسُ لصراخي بِه,
حاجبيهِ الحادين و لعقِه المتواصِل لشفتيه..

أُفكِر كثيرًا,
هل سأنساهُ أبدًا؟
إلهي.. إنقضَت عامين,
ألا يمكنني أن أنسى لوهلة؟
ألّا أحزَن ؟
أرجوك..

أرفعُ عيناي اللتان اِعتادَتا بدورِهما الإنحناء,
أفزعُ لأبي الذي يُحاوِلُ إيذاءُ والدتي,
فأقِف في منتصفِ السيارةُ لأصرُخ بـ " كفى!!" يستديرُ إلي بغضبٍ يتطايرُ من عيناه الحادَتان,
يصفعني بينما واصلتُ محاولاتي في إنقاذِ والدتي الحُبلى,
" إحذَر!!" - صرخَت هي لأرفعُ عيناي,
أنظرُ إلى الإضاءَةُ المُشِعة أمامَنا,
ننعطف يسارًا الآن,
علِمتُ بهذا لإرتطامِ جَبيني في نافِذةِ الباب ..

تنظرُ عيناي إلى النجومُ لمرةٍ أخيرَة,
أخيرةً قبلَ تَشبُثي في المُقعَد بفشَل,
جونق إن يخبرني دائمًا أن أمنيات الليالي النجمية تتحقق،
فحدقتُ إلى النجوم لا لقُنينةُ الماء المَفتوحَة التي تُبلِلُني قبلَ إستيعابي أنَ مركبتنا تتَدحرَج عبرَ التَل,
جَسدي غيرُ المُثبَت بحزامِ الآمانِ إرتطمَ إلى الخَلف,
نظَرتُ إلى النجوم,
أو نظَرت هي إلي ..

Philophobia.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن