الفصل الواحد والعشرون: سبب

190 25 19
                                    




انطلق كل من دوسر وأيهم وداغر للقبض على الحارس الذي شعر بالخوف الشديد من اندفاعهم السريع نحوه فتوارى عن الأنظار في لحظة واحدة بعد أن تلون لونه بلون المكان وأصبح من الصعب رؤيته وحاول الفرار. حلقت نورسين في الهواء وقالت وهي تشير إلى أحد المنحدرات: ((إنه هناك ينزل أستطيع رؤية التراب خلفه)).

طار ألفي بسرعة خاطفة وقام بالانقضاض على الحارس فتدحرجا معاً من المنحدر إلى الأسفل ومن شدة التخبط بالأرض والأحجار الموجودة عليه أظهر الحارس نفسه لا إرادياً ولم يتحمل ألفي تخبط يديه القوي على الأرض الصخرية فقام بإفلات الحارس في اللحظة التي سقطا فيها معاً إلى البحيرة التي تحيطها الشلالات من كل اتجاه.

تسارعت دقات قلب ألفي فإذا أضاع ذلك الحارس الآن فسيقعون في ورطة كبيرة وقد ينتهي أمرهم على الفور. أخذ يلتفت يمنة ويسرة ولكنه لم يجده نظر إلى الأعلى لكن لم يكن للحارس أي أثر حاول ألفي النظر إلى الأسفل في محاولة يائسة منه لإيجاده ولدهشته رآه هناك في الأسفل وهو يحرك يديه وقدميه بشكل عشوائي. أدرك ألفي أن الحارس لا يجيد السباحة فاتجه نحوه وقام بإمساكه وسحبه إلى الأعلى. حلق ألفي إلى الأعلى ولاحظ أن الحارس كان مرعوباً من البحيرة الموجودة في الأسفل ومن شدة خوفه كان يتشبث بقوة بألفي. مد ألفي يديه إلى أذن الحارس الذي لم يستطع فعل شيء فلو تحرك سيهوي من هذه المسافة العالية إلى البحيرة مجدداً. سحب ألفي السماعة من أذنيه وحطمها على الفور ثم حط بالقرب من رفاقه.

سحب دوسر ذراع الحارس بقوة وقال: ((ما الذي سنفعله بهذا الشخص؟)).

نظر ألمير إلى وجه الحارس المشوش الخائف الذي لم يعد قادراً على فهم شيء مما يقال أمامه وقال: ((سنأخذه معنى إلى الداخل لعلنا نستفيد منه)).

دخل الجميع إلى المكان السري الذي أغلق خلفهم بعد دخولهم.

...............................

فتح باب الزنزانة بقوة مصدراً صوت صرير حاد مع تردد صدى صوت ميز الأجش وهو يقول: ((حان وقت الاستيقاظ أيها الصعاليك الصغار غار غار)).

فتح الجميع أعينهم إلا دامس بعد أن سمعوا صوت ميز المزعج الذي دخل حاملاً مصباحه المضيء وخلفه صهيب يمشي ببطء. تجهم وجه ميز بعد أن رأى ندى وخطا نحوها بسرعة وأمس رقبتها بيده الضخمة وأخذ يضغط على عنقها وهو يصرخ: ((سأنتقم منك ومن توأمك انظري إلى عيني لا أستطيع الرؤية بهااااااا)).

صرخ الجميع وهم يطلبون من ميز التوقف ولكنه كان يضغط أكثر. كانت عيون ندى الدامعة معلقة على صهيب الذي كان يقف خلف ميز مباشرة. نظر إليها صهيب وقد ظهرت علامات الغضب عليه وهو يضع يده على ذراع ميز ويقول بحده: ((أتركها ...)).

أكاديمية الفضاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن