الحلقه13

3.7K 113 6
                                    

الحلقه 13(مفاجاه)

اليوم التالى كان شهاب يدخل الى منزل صبحى وصفيه وفى استقباله ايضا ملاك رحبوا به ودعوه للجلوس فى الصاله
قالت ملاك للسيد شهاب:اعرفك..صفيه وصبحى..(انتبهت الى كلاماتها فقالت مسرعه )اقصد امى وابويا
نظر السيد شهاب الى صبحى وقال:انا شهاب...اللى من عشرين سنه حطيت الورقه القديمه على باب بيتك
قال صبحى وهو يهز راسه كانه لايريد وجود هذا الشخص من اساسه وياليته لم يظهر هذه الورقه :اتشرفنااااااا
حدثهم عن كل ما حصل لفريد وسعاد من يوم ان التقيا سويه الى اليوم الذى وضع فرح اما بيته القديم....وصفيه تسمعه بحزن رهيب وملاك تجلس بثقه كبيره وكان الالالم التى شعرت بها تعوودت عليها واصبحت جزء من حياتها اليوميه ولم يعد يهمها سوى ان تجد والدها وان نتنقم لامها
====
بعد ان انهى شهاب القصه كامله
قال صبحى:يعنى فرح لازم تدور فى اسكندريه بما ان اخر رساله وصلت من فريد كانت من اسكندريه...
قال شهاب:انا للاسف زى ماقلتلكم ما لقتش الرساله بس اللى فاكروا انه قالى انه فى اسكندريه بيشتغل هناك فى مستوصف لازم ندور على كل المستوصفات والمستشفيات ونسأل عنه فى النقابه هناك اكيد قعد هناك او يمكن سافر انا عارف احنا حندور على ابره فى كوم قش انما نحاول مش كده يا فرح (نظر الى فرح السارحه فى عالم اخر)
قالت بثقه عارمه:ان شاء الله حنلاقيه ده ابويه وحلاقيه....وكانها طعنت والدها صبحى بسكين حاد ..
.صمت برهه فعاد يقول :ربنا يوفقك وان شاء الله تلاقي ابوكى (ضربها بنفس الطريقه التى جرحته بها)
وكأن ملاك او فرح تعودت ان تجرح الناس من الان وصاعد كما جرحت ...بغض النظر من يكونون...
====
استقلت ملاك القطار الى الاسكندريه وفى داخلها رغبه عارمه بان تجد ماضيها وتعرفه....جلست على المقعد وجلس بجانبها السيد شهاب...كانت تنظر من النافذه التى بقربها الى مصر بلدها التى تتركها لاول مره فى حياتها لتبحث عن جذورها
وضحكت ..لقد كانت تعتقد طوال حياتها انها من سكان القاهره ما اسخفها من كبه حمقاء....ففى ليه وضحاها اصبحت ابنه لرجل اصوله ريفيه
هل هذا يعقل؟...سرت قشعريره فى جسدها واغمضت عينيها بسرعه...لم يكن يهمها ما تفعل ولا حتى ما ستفعل ولا الخطا من الصواب ولكم ققط الماضى....الماضى فقط...تذكرت والدتها صفيه التى حضنتها وودعتها والدموع تملآ وجنتيها ووالدها صبحى الذى كان متماسكا قدر الامكان ففى حياته لم يضعف ولكن ملاك كانت وما تزال نقطه ضعفه الوحيده...تذكرت كيف كانت تحضر صندوق الذهب الخاص بها لتبيعه لتستطيع تحمل نفقات السفر ولكن والدها صبحى عندما علم رفض الامر واعطاها كل ما اكتنزه من مال للايام الصعبه بدون ان يفكر لمجرد ان ابنته فى حاجه قصوى للمال....قالت له عندها (دين وسارده)احست انها كانت قاسيه .....فعلا قاسيه ..اختنق صوتها بالبكاء وهى تفكر فقط انها تجرح كل يوم اعز اتنين فى حياتها ...فعلا المستحيل لتكون سعيده وهما الان يضحيان من اجلها بكل غال ورخيص ...عادت وهزت راسها كانها لا تريد ان يحن قلبها على احد....ونظرت بعيدا وفى نظراتها عاد الاصرار للانتقام وللبحث عن ماضيها مهما كان التمن....حتى انها لم تنتظر قدوم يوم الجمعه للذهاب الى القريه ولقاء عائله والدتها ففضلت ان ترى والدها اولا ومن بعدها تعود للانتقام ...وقطع شريط ذكرياتها صوت صفاره القطار وهى تعلن الوصول الى الاسكندريه...شعرت عندها انها لا تقوى على الحركه...ها هى تقترب من اللحظه الحاسمه
==هل ستجد والدها؟؟
كيف سيكون االقاء؟؟
طوال الطريق من محطه القطار الاسكندريه الى الفندق كانت تشعر بالانقباض ولا تقوى حتى على الكلام تنظر فى وجوه الناس وكانها تبحث بينهم عن والدها ...فريد الجمال
وفجاه قال لها شهاب:مالك يا انسه فرح ساكته ليه؟؟
فرح:ها.معاك حق..اصل السفر بيزعجنى شويه اول مره فى حياتى اسافر واسيب مصر شهاب:معلش ..دلوقت حنقعد فى الاوتيل وترتاحى وعاوزك تعتبرينى ابوكى التالت واللى عوزاه قوليلى عليه...انتى بنت الغالى وانا جيت معاكى هنا عشان حبى لابوكى وامك وان شاء الله تلاقيه ربنا قادر يجمع البعيد
فرح:قالت بامتنان:ربنا يخليك يا عم شهاب ده عشمى فيك
===
جست فى غرفتها فى الفندق الفاخر الذى حجزت فيه واخذت حماما ساخنا ولبست ثيابها مسرعه لتقابل السيد شهاب فى صاله الاستقبال فهى لا تريد ان تضع ولا دقيقه هنا... خرجت من غرفتها ونزلت على السلم لم تجد السيد شهاب قد جاء بعد....جلست وحيده فى انتظاره...وهى تراقب الجميع من مجلسها ..الداخلون والخارجون الى ان رات شابا فى مقتبل العمر يمسك اله للتصوير ويصرخ فى وجه احدى المسؤولين فى الفندق قائلا:انت فاكر ايه...الحكايه بالبساطه دى ..ده انا معايا كارنيه مش جاى اشحت منكم..
رد عليه المسؤل قائلا:يا استاذ مراداسمعنى انا مش معارض بس انت كمان راعى الظروف الامنيه اللى احنا فيها...انت ما معكش تصريح من الامن انك تغطى فاعليات الندوه اللى حتحصل
مراد: لا ده استقصاد بقى..اسمعوا..انتوا ماتعرفوش مراد مصطفى انا مش حروح النهارده غير لما ادخل واحضر الندوه ولا هى جريده الامل دفعالكم عشان ما دخلوش حد من جرديتنا
المسؤل:الحكايه مش ...خلاص خلاص اتفضل استريح وانا حبعت المدير يتفاهم معاك..وانا مالى دى تعليمات
===
عندها جلس الشاب امام ملاك فى غرفه الاستقبال فى انتظار المدير...ازاحت نظرها بسرعه عنه وبدأت تنظر الى السلم فى انتظار السيد شهاب
==
بدأ الشاب ينظر اليها باستغراب وكانه يحاول ان يفتح حديثا معها بأى شكل كان ..وفجاها قائلا:ده ايه الناس دى...قال اوتيل محترم قال...اسمعى منى فلسعى من هنا ودورى على اوتيل تانى...
==
رمقته بنظره غضب ولم ترد عليه عاد وحاول الحديث معها...
:هو انتى جايه تحضرى المؤتمر اللى حيحصل النهارده
قالت بلهجه صارمه:لا
قال كلهجه ابناء السوق:وماله احضريها..ده انا النهارده ناوى اغطيها كلها واكتبها فى الجريده...بس ايه حفرمهم ان شاء الله...اصل محسوبك صحفى فى جريد (لا للصمت) صحفى صحفى يعنى (وحرك راسه بسرور وكانه يعرفها بنفسه) ولكن ملاك تجاهلته الى ان شعر انها لا تريد الحديث معه مطلقها فصمت قليلا وقال :ده انتى الظاهر حضرتك عكس اسم مجلتنا تماما (وضحك)
تنفست الصعداء عندما رأت السيد شهاب يتقدم نحوها اقترب منها قائلا:اتاخرت عليكى مش كده
ملاك:مش مشكله يا عم شهاب
شهاب:عاوزه نفضل هنا
ملاك:لا ..خلينا فى المطعم اول حاجه عاوز ادوق اكل اهل اسكندريه
==
نظر مراد اليهما بأستغراب وهما يتحدثان سويا.ثم وقف قائلا وهما يغادران:مش تقولى انك مش من هنا...يادى النور يادى النور قالها بطريقه مضحكه رسمت البسمه على وجهها وهى تغادر مع السيد شهاب .....وجاء بعدها المدير ليتحدث مع مراد وما ان راه حتى ارتفع صوته من جديد
هو فى ايه انتوا مستقصدنى فى البلد دى ولا ايه....ده انا ماحدش ياكل حقى
نظر السيد مهاب الى ملاك وهما يجلسان على طاوله الطعام وقال لها فى حيره:والله ياست فرح مش عارف ابدا ازاى احنا بندور على ابره فى كوم قش
ملاك:انت شايف نبدا منين
شهاب:لازم ندور فى المستوصفات والمستشفيات يمكن نلاقى حاجه
تنهدت وقالت:ماشى من بكره الصبح ان شاء الله نبتدى
شهاب:قولى ان شاء الله يا بنتى
==
انهت ملاك طعامها واتجهت الى غرفتها وهى فى طريقها قرات قاعه الاستقبال لائحه خشبيه عريضه معلق عليها اعلان ضخم مكتوب عليه (زراعتنا وارضنا وصحه ابنائنا مستقبلنا معا ضد استراد المبيدات السامه)قراتها بسرعه وقالت بصمت:دى اكيد الندوه اللى اخينا اللى شفته تحت كان بيتخانق عليها وبعدها ظهر فجأه امامها...ابتسم لها وقال:ازى النيل وحشنى ...اصل بحبووووه
قالت فى سرها:ده ايه الوقاحه دى ..لم ترد عليه بل دخلت غرفتها واقفلت الباب
===
فى صباح اليوم التالى بدأ البحث ...انه البحث عن الماضى..عن المجهول لم يترك السيد شهاب مستوصف او مستشفى الا وسأله عن فريد الجمال سمع اجابات كثيره (سافر-ترك المنطقه من زمان-مافيش حد اسمه كده هنا) لمده خمسه ايام يبحثان...ولم يدلهما احد على فريد الجمال.....فكل المعلومات التى معهم هى انه طبيب وعمره الان تقريبا 45 سنه وانه من كفر الزيات...طبعا معلومات ضعيفه لا تبعث التفاوئل فى نفس اى احد ولكن ملاك كانت تشعر انها ستجده ولو بقيت تبحث عنه شهور او سنوات ..جلست ملاك مع السيد شهاب فى احدى الحدائق العامه بعد يوم طويل من التعب...والياس يعتريها بعد اسبوع من البحث المتواصل
ملاك:تعرف ياعم شهاب حاسه انى تعبت ما كنتش متخيله اننا حنتعب كده على الفاضى
شهاب:معلش يا بنتى ما تفقديش الامل احنا بس لو عندنا صوره بس المشكله ما عندناش معلومات...بس ما تفقديش الامل
==
خرجت ملاك والسيد شهاب متجهه الى الفندق ..كان شهاب يائس وينظر بين وجوه الناس عله يعثر صدفه على فريد....واذا به يقف امام احدى الاعلانات الكبيره المنتشره على الطرقات ويصاب بالذهول ويقف بلا حراك ....
نظرت اليه ملاك باستغراب: فيه ايه يا عم شهاب 😍

لم يرد عليها بل بقى واقفا يحدق فى الاعلان
ملاك:عم شهاب فيه ايه؟؟
اشار شهاب باصبعه الا الاعلان وبقى محدقا فيه..
نظرت ملاك الى اللوحه المعلقه وقرأتها(لا للمبيدات السامه التى ستقضى على الزرع وصحه الانسان..امنعوها لا لوزير الصحه...لا للمبيدات السامه)وبجانبها صوره رجل يسلم على شخص اخر شكله اجنبى ازدات حيره
ملاك:عم شهاب مالك..
قال شهاب بخوف:فرح...دا...اللى فى الصوره ..فريد الجمال؟؟؟ 😃
ملاك: قالت بسرعه:لا مش معقول
قال مؤكدا:ده ابوكى يا فرح ..ده فريد مش ممكن اتوه عنه صدقينى ده اللى شكله وزير الصحه
قالت له وضحكت:عم شهاب شكلك تعبان من كتر ما دورنا ولفينا..تعال على الاوتيل صرخ قائلا كطفل صغير وضرب بقدميه على الارض:بقولك ده فريد
حدقت فى الصوره جيدا وبدأقلبها يطرق بشده ثم قالت ..طيب مش حاطين اسمه ..خلينا نتاكد بس...نعرف اسمه اذا اسم وزير الصحه فريد الجمال يبقى هو
قال بغضب:هو..هو..باقولك هو بس عشان تتاكدى تعالى معايا لمكتب العقارات اللى قدام ده
==
ذهب شهاب الى مكتب فى الشارع الامامى وترك ملاك امام الصوره لوحدها تحدق فيها بصمت ..عاد وفى يده رجل باد عليه الاستغراب من تصرفات شهاب معه ...اوقفه امامها قائلا:وزير الصحه اسمه ايه قولها؟؟
قال بتلعثم:اسمه يمكن فريد
قال له شهاب بحماس وابتسامه عريضه:اسمه فريد الجمال مش كده
تركه الرجل وهو يشير بعلامات فى يده وكانه يقول (ماله المجنون ده)
بقيت ملاك تنظر الى الصوره بصمت وشهاب يؤكد لها :قلتلك يا فرح ..دا ابوكى شفتى ابوكى طلع وزير الصحه والله والدنيا ضحكتلك يا فريد
قالت ملاك بذهول وهى لا تزيح نظرها عن الصوره :مش مصدقه!!!!!!!!!!!!😍
وياترى شهاب اتشابه على الصوره فعلا؟؟؟
تفتكروا هيطلع ابوها فعلا الوزير؟؟؟؟
ده اللى هتعرفوا الحلقه الجايه (ومفاجاه كالعاده) 😃😄

انا بنت مينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن