الحلقه 18(الانتقام)
وقفت ملاك في جمود تام لا تعلم من أين تبدأ ومن أين تستحضر الكلمات....وأمام ذهول الإثنين قطع الصمت السيد شهاب قائلاً...
- اهلين دكتور عماد....
- رد بإستغراب: اهلا عم شهاب....
- نظر رأفت الى ابنه وملاك قائلاً: ايه انتم تعرفو بعض؟
- ايوه نعرف بعض..ملاك زميلة بالجامعة....
- ردت ملاك بلهجة صارمة: كنت زميلته في الجامعة...
- قال أبو رأفت موضحاً الوضع: انسه ملاك جاية تعمل بحث عن الاراضي واخدت مني معلومات...وعزمتنا على مسرحية ...
- قالت ملاك بثقة: وانت معزوم بردو على المسرحية.....
إستأذنت الحضور للذهاب ...قائلة: منتظره وجودكم الجمعة الجايه ياريت تيجو...
غادرت المكان مع السيد شهاب...ولكن ما هي الا لحظات حتى لحق بها عماد يهتف بإسمها....توقفت لترى ماذا يريد ....عندها شعر السيد شهاب أن هناك أمر ما بينهما فعاد الى منزله وبقيت ملاك مع عماد في حديقة المنزل...
- قال وكأنه يشعر بذنب: ما ملاك...ازيك؟؟؟
- الحمدالله..عايشة..مش شايفني عايشة!
- مش مصدق اني شفتك هنا..
ضحكت بإستهزاء قائلة: ولا أنا صدقت انك.....
- اني ايه؟
- تنهدت قائلة: انك هنا .....
- ايه قصه المسرحية؟
- الجمعة اللي جية تعرف...
- واشمعنى عندنا في الكفر...
- قالت بثقة: يوم الجمعه تعرف كل حاجة...عن اذنك
- ملاك لحظة.......
- استدرات قائلة: نعم!
- قال محاولاً استدراج عواطفها: ملاك..مش لازم تنسي ان الي بينا كان حاجة كبيرة...
- قالت بحزم: انسى..زي ما نسيته ارجوك.....
- قال بعطف: خلاص؟؟؟؟؟...كرهتيني
- قالت بإستهزاء:لا...مش كره بس اللي يسيب واحدة حبته وهي في ظروفها الصعبة لا يستاهلها ولا يستاهل حبها.عن اذنك...
إنصرفت ملاك لتحضّر ليوم الجمعة هذا اليوم الذي تعتبره تاريخياً في حياتها...قضت الليل كله وهي تكتب قصة المسرحية وترتب فصولها ....
في صباح اليوم التالي كانت في الجامعة تتفق مع زملائها في معهد التمثيل ليشاركوها في ما تحضره وأعطتهم ثمن الديكورات التي كانت جاهزة من الكرتون والخشب.....
كانت تزور الارض لتحضير المكان وتنسقيه مع الإضائة والصوت ...لتتحول اللارض الى مسرح بسيط أمامه مجموعة من الكراسي صفت بشكل أنيق فبدت مسرحاً في غاية الجمال....
======
وجاء يوم الجمعة بعد أن دعي كل اهل القرية ...في الصف الأول جلس ابو رأفت ورأفت وعدد من وجهاء القرية....وفي الصف الثاني كانت تجلس صفية وبجانبها صبحي ...وفي الصفوف المتبقية جلس اهل القرية في انتظار هذه المسرحية التي ستعرض لهم ....والتي كانت مصورة أيضاً..كانت ملاك مختبأة خلف الستارة....وكان زميل لها يوزع على الحضور أقلاماً وأوراق..... عماد اتى متأخراً وفضل الجلوس على كرسي منفرد في الزاوية حتي لا يراه احد....
وبعد دقائق فتحت الستارة وعلا تصفيق الحضور....
خرجت ملاك....رحبت بالحضور...
- بشكر كل الي لبا دعوتي وجيه زميلي هيوزع اوراق حتكتبو عليها الحكم بعد ما تشوفو المسرحية الحكم ده على الابطال حتفهمو كل حاجة بعد ما تشوفوها..اسيبكم مع القصة والمسرحية......
كان الديكور والأصوات توحي بوجود ارض زراعية ....يعمل فيها أحدهم....
يلمح فتاة تتقدم نحوه.....تتحدث معه عن شيئ ما...وبعدها تلحقها نظراته ويسأل عنها فيخبره صديقه انها (نهاد) ابنه احد مهم في القرية....البطل اسمه جمال....اما صديقه فيدعى عصام....
مشهد اخر كان يلقي الضوء على علاقة نهاد بعائلتها خاصة والدها ابو رامز الجليل الذي ينهال عليها ضرباً لأتفه الأسباب ويريدها أن تتزوج بابن عمها وهي ترفض دائماً لانها تعتبره انه زواج مصلحة...حتى ان ملاك استعانت بفتاة تشببها اي شعرها أشقر وعيونها زرقاء لتظهر كوالدتها سعاد....
مشهد اخر يوضح قصة الحب التي تنشأ بين نهاد وجمال........ويخبرها انه يريد ان يتقدم لخطبتها..وهي خائفة من ردة فعل اهلها......فما كان من الاب الا أن طرده ومسح به الأرض....
بعدها نشاهد العذاب الذي يلحق بنهاد فقط لأنها تحب جمال لانه فقير وكيف يمنع عنها الطعام والشراب...
يأتي بعدها مشهد الهروب ...هروب نهاد للزواج من جمال وكيف يساعده صديقه عصام في الأمر....وكيف تعيش بعدها برعب وخوف من انكشاف امرها...الا انها تبقى سعيدة برفقة زوجها الذي تحبه وترزق بفتاة تسميها ندى....الا ان يأتي اليوم الذي يقتحم فيه رامز الخال منزل نهاد ويأخذ الفتاة ويرميها في الطريق....ويجبر جمال على مغادرة القرية الى الأبد...
المشهد الأخير الذي أبكى جميع الحاضرين..هو لحظة وفاة نهاد وهي تنطق بإسم ابنتها وبإسم زوجها..رغم ان ملاك لم تكن موجود في تلك الأثناء ولكنها تخيلت الوضع العام ووضعت عواطفها وأحزانها في هذا الفصل...كانت المسرحية تعرض امام دهشت الحاضرين وأغلبيتهم قد قرّب الأسماء وشعر انها تقصد ابو رأفت الخليل وابنه حتى ان عماد كان مشلولاً للغاية وهو يتابع العرض ما بين التصديق وعدم التصديق ولكنه شعر ان القصة تعني عائلته مباشرة لا أحداً غيرهم....
ابو رأفت الخليل وابنه كانا يجلسان وعلامات الغضب بادية عليهما والنار تخرج من عيونهما وكأنهما تأكدا أنهما أبطال القصة الحقيقيين...وانتهى العرض واسدلت الستارة على المشهد الأخير وهو وفاة نهاد....وعلا صوت يطلب من الحضور عدم المغادرة.....بل كتابة الحكم او الصفة التي من الممكن ان تطلق على كل بطل من ابطال القصة..وبعدها جمعت الأوراق...و خرجت ملاك وبيدها ورقة كبيرة.....وقالت...
- بشكر حضوركم وبتمنا تكونو استمتعتو بالعرض...القصة لا قصة تأميم ولا حاجة !القصة اعمق من كده بكتير لحكاية حصلت هنا في الكفر من اكتر من 20 سنة...وانتم بأديكم كتبتوا الاحكام للابطال الي حتعرفوهم بعد شوية...
- جمال: انسان مظلوم...ما يستاهلش الي حصله....انسان كويس..اخلاقه عالية
- ابو رامز الجليل(ونظرت عندها ملاك الى السيد ابو رأفت الخليل ورمقته بنظرة غضب وتابعت) ظالم- مستبد قاتل-يستحق الإعدام شنقاً او رمياً بالحجارة...
رامز الجليل: عديم الأخلاق...لا يعرف الله..ليس لديه قلب...يحكم بالجلد...
ندى: المظلومة الكبرى في القصة....
صمتت قليلاً....ثم تابعت:ايه رأيكم تتعرفو على الابطال
-اولا القصة الي شفتوها هي حقيقة مش تمثيل ....واابطال هما...
نزلت من على السلم واقتربت من رأفت الخليل الذي وقف مندهشاً ....
- بعرفكم على السيد رامز الجليل...قصدي رأفت الخليل...
- واقتربت من السيد ابو رفت الخليل الذي بقي جالساً كأن الشلل أصابه: بعرفكم على ابو رامز الجليل...قصدي ابو رأفت الخليل...
- اقتربت من شهاب قائلة: بعرفكم على الصديق الوفي عصام...شهاب....
- وانطلقت الى الصف الثاني قائلة: بعرفكم على صفية وصبحي..(الرجل العظيم والست العظيمة الي ربو البنت الي اترمت على االطريق)
ودلوقت البنت الضحية..بصو على الستارة حتطلع بعد شوية...
....
غابت للحظات....وخرجت بعدها من وراء الستارة...أمام الدهشة العارمة لجميع الحضور.....وقف السيد ابو رأفت الخليل عندها غير مصدق ما يرى ولم ينطق بحرف...وبدأت نظرات الإحتقار والإذدراء تعلوه من أهل القرية...
قالت ملاك بثقة: القصة عرفتوها والابطال عرفتوهم وانا البنت..والحكم الي كتبتوه في حق الابطال نفذوه لو تقدرو ولو ما نفذتوهوش في عدالة السما اهم ميت مرة من عدالة الارض...انا حقي دلوقت اختو واخدت حق امي ...وده يكفيني...
خرج بعدها الجميع ولم يكلم أكثر يتهم رأفت ولا والده وكأنهم حكموا عليهم بالإعدام ولكن هناك من تجمع حول أبو رأفت الخليل يستفسرون عن الوضع وهو يلتزم الصمت ولم يعرف كيف خرج وركب سيارته متجهاً الى منزله ليختبىء من عيون وألسنة الناس....
أما ملاك فإقتربت من والدها ووالدتها وضمتهما بشدة....وعلامات الفرح ظاهرة على وجهها وكأنها حققت إنتصاراً ضخماً....
أما عماد فبقي جالساً في الزاوية من دون أن يلمحه أحد وبدأ يبكي ووضع يده على رأسه كأنه لا يريد أن يذكر ما شاهده منذ لحظات......
وخرجت ملاك الى عالمها الجديد مستعدة للعودة الى الاسكندريه مع والدها ووالدتها..
#اهو كده-الانتقام-والا-فلا!!!!
ندخل على انتقام الوزير بقي؟؟؟؟
![](https://img.wattpad.com/cover/203775663-288-k556109.jpg)
أنت تقرأ
انا بنت مين
Mystery / Thrillerقصه حب تفوق الخيال حزينه - رومانسيه لابعد الحدود-صادمه بعض الشئ- القصه بعنوان انا_بنت_مين؟؟؟ كاملـــــــــــــه انه قهر ليس بعده قهر... الضحية مين؟؟ الظالم مين؟؟؟ المجرم مين؟؟؟ الجلاد مين؟؟؟؟ تعالو نعيش القهر ده ...مع _انا_ بنت_ مين هذه هي حياة سعاد...