الحلقه 20

4.2K 117 3
                                    

الحلقه (20)
مساء الخير يا حلوين--انا جيت

أطلقت ملاك ضحكة خفيفية وهي ترى علامات الخجل تظهر على مراد الذي ارتبك بسرعة قائلاً..
- ده انا حظي من السما.....انا بصراحة جعان...الجاتوه شكله حلو...ولا العزومة قرديحي...
قالت صفية ضاحكة: انت من اهل البيت ...ده انا حدوقك طبيخي كمان
جلس صبحي ومرد وملاك يتحدثون في امور عديدة وكانت صفية تحضر العشاء....
-قال صبحي وهو ينظر بعطف الى ابنته: انا عمري ما نسيت عيد ميلاد اغلى الناس عندي....
ابتسمت ملاك وكأنها تشكره بعينيها...
مراد مبتسما_ اكيد عمرها ما حتلاقي احن منكم....يا ريت كل الاهل زيكم..
- نظرت ملاك اليه قائلة : صح يا مراد انت عمرك ما كلمتنا عن عيلتك....
- تنهد قائلاً: انا امي وابويا ماتو وانا صغير ...عمتي هي اللي ربتني....ما كنتش متجوزة وربتني في بيت جدي....بقيت كل حياتها...وبقولها يا ماما....
- نظرت اليه ملاك بإستغراب: بتتكلم جد!
- ايوة.....وصدقيني يا ملاك عمري ما حسيت بنقص في حياتي....ولو جابولي امي دلوقتي مش ححس اتجاهها بالي بحسه مع عمتي الي ربتني وخدت بالها مني كل العمر ده لغاية ما وصلت للي انا فيه....
صبحى- ما شاءالله يا رب يخليهالك....ونعم التربية....
مراد- الله يحفظك يا استاذ صبحي
- قالت ملاك:سلملي عليها اوي ..نفسي اتعرف عليها..
مراد- ان شاء الله حتتعرفي عليها على كمان نفسها تتعرفك عليك اصلي بكلمها ديماً عنك...
استأذن بعدها صبحي ليستعجل صفية في العشاء....
مراد نظر مراد الى ملاك قائلاً: تعرفي اننا نشبه بعض اوي...
ملاك- ازاي؟؟؟
مراد- احنا الاتنين اللي ربونا مش اهلينا الحقيقيين واحنا الاتنين طلعنا درجة درجة في الحياة..واحنا الاتنين بنتحدى الظلم الي في الحياة وبنحاربه...
- ابتسمت ملاك قائلة: ممكن عشان كده انا ارتحتلك اوي......
- تعرفي.....مش عارف ليه حاسس..ان....
وقبل ان يكمل جملته..كان صبحي يدعوهما الى العشاء... وقبل أن يغادر المنزل تحدث مع ملاك على الباب قائلاً....
مراد- عاوزك بكرة تكوني قوية وواثقة من نفسك قدام الرائد لانه حيواجهك بأدلة جديدة.....خدي معاكي الدليل الي حصلتي عليه مني في اخر مرة كنتي مع الوزير....
ملاك نظرت اليه بثقة : ان شاء الله ادعيلي...
مراد- أخرج من جيبه علبة صغيرة وأعطاها اياها قائلاً: نسيت...الهدية....كل سنة وانتي طيبة....
- أخذتها بحرج قائلة: انا مش عارفة اقولك ايه مش كفاية الي عاملته معانا.....
- ابتسم قائلاً: انا ما عملتش حاجة..تصبحي على خير...
دخلت غرفتها وفتحت الهدية وجدت أجمل ما يمكن أن يهدى لشخص...انه القرأن الكريم...وضع في علبة خشبية مزخرفة منقوش عليها(كن مع الله يكن الله معك)....كم كانت سعيدة بها وكأن أحداً أهداها كنوز الدنيا....كانت بحاجة الى هدية كهذه في مثل هذ الوقت...
جلست في سريرها ووضعت العلبة الى جانبها ....وبدأت الأفكار تراودها من جديد ولكن هذه المرة كلام مراد لم يغب عن بالها ولا ثانية...ها هي تلتقي بشخص اخر يحاول تغيير مجرى حياتها....يحاول أن يخرجها من الحزن الذي تشعر به بين الحين والأخر....يزيد من ثقتها بنفسها...ويبعث في روحها الأمل ..ويحاول دائماً إقناعها بأن عدم وجودنا بقرب اهالينا الحقيقيين ليس امراً مهماً.....المهم مع من نحن الأن وكيف تربينا وماذا أصبحنا...

انا بنت مينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن