الحلقه21

4K 113 7
                                    

الحلقه 21-ماقبل الاخير
وصلت ملاك الى القاهرة وضعت اغراضها بسرعة ....امسكت هاتفها وطلبت رقماً....
- الو.....
- الو عماد.....
- ملاك!
- عاوزة منك خدمة.....ممكن اشوفك ضروري.....
بعد ساعة كانت ملاك تجلس في حديقة الجامعة تنتظر وصول عماد......
لمحته من بعيد....وعلامات اليأس بادية على وجهه....تقدم منها....
- ملاك...
- قالت بثقة: اهلا عماد ..ازيك...
- الحمدالله على كل حال.....
- ازاي الجامعة....
- قال بإستهتار: سقطت اول فصل.....
- هزت رأسها قائلة: انا السبب؟؟؟
- ضحك باستهزاء قائلاً:ماعدش حاجة تهم
- لا في حاجات مهمة .....ولازم تساعدني... ها تساعدني....؟
- انا لازم اساعدك عشان حاجتين اولهم ان في يوم كان بينا حاجة وتانيهم عشان انتي بنت عمتي.........
- ابتسمت قائلة: يعني معترف اني بنت عمتك..مش زي!!!!.......
- ما تكمليش....بترجاكي....انا دلوقت عايش لوحدي سبت البيت كله...وجدي جاتله حمة من يوم ما اهل الكفر كلهم نفرو منه ودلوقت هو مشلول....ربنا اخدلك حقك منه يا ملاك...
- وقفت وقالت برعب: انشل!
- ايوه ..الله يعينه.....
- قالت بحزن: لا حول ولا قوة الا بالله...
- كنت فاكرك ح تشمتي...
- لا اعوذ بالله.....ربنا ما يجعلناش من الشامتين ...بس ربنا يمهل ولا يهمل
- خلاص كل حاجة انتهت..قوليلي اقدر اساعدك بأيه وانا تحت امرك...
- مش عارفة اذا كنت تقدر بعد الي قلته ده.....
- قال بثقة: انا حياتي فداكي....
- سرحت بعيداً وقالت: كان فين ده كله لما اتخليت عني؟؟
- انا ندمان يا ملاك صدقيني ندمان......
- ما بقاش ينفع يا عماد....للأسف ما عادش ينفع...
- ليه في حد تاني؟
- مش حقولك غير  انك تتمنالي الخير ...والدم ما يبقاش مية وده الاهم مهما بعدنا احنا قرايب غصب عننا ان رضينا او لا...الدم جمعنا........
- هز رأسه موافقاً: اكيد...حتفضلي غالية عندي....
- لكن لازم تساعدني.....
- أأمري....
- وثيقة زواج سعاد من فريد الجمال مع جدك..او ابوك...عوزاها ضروري ممكن..
..............................

أنهت ملاك مقابلتها مع عماد واتجهت الى المصرف...لتسحب الشيك.....تقدمت من الموظف قائلة...
-عاوزة اسحب الشيك ده واحطه في حساب جديد
- قد ايه المبلغ؟
- مليون دولار..
-قال بسرعة: اتفضلي عند المدير....يا اهلا وسهلا....
توجهت الى غرفة المدير الذي طلب منها بعض البيانات....
- انا مش عاوزة المبلغ باسمي وحدي...عاوزاه باسم حد معاية
- مين حضرتك؟؟...
- مراد مصطفى....
بعد أن انهت عملها في المصرف...غادرت عائدة الى البيت...بعد أن حققت ما تريد........ولكن في هذه الليلة استيقظت ملاك على كابوس في غاية البشاعة....ومحور الكابوس كان مراد.....استغفرت الله...وقرأت بعض ايات القرأن وحاولت ان تعاود النوم..ولكن قلقها ذاد على مراد....
مر اليوم التالي على ملاك عصيباً......ما أصعب الانتظار...كانت في غاية التوتر ..وقطعت البيت الاف المرات ذهاباً واياباً وهي تنتظر أن يرن هاتفها.......
واخيراً....رن هاتفها..كان عماد...
-الو ملاك...
قالت بلهفة: ايوة عماد....طمني...
-قال بيأس: مش عارف اقولك ايه....
- قالت برعب: ايه؟؟ما تقليش انو لا؟؟...
- مش عارف بس جدي عاوز يشوفك من لما قلتله على الورقة وهو مُصر يشوفك وحالته صعبة.....
- يعني حيديني الورقة؟
- مش عارف بس هو طالب يشوفك ما تخافيش جدي بقة انسان تاني ومسالم اوي.....
- قالت بسرعة: مسافة السكة واكون عندك....
اتجهت ملاك مسرعة الى كفر الزيات ...بكل ثقة....كأنها جبل لا تهزه الرياح....
كان عماد بإنتظارها في الخارج....
أدخلها الى غرفة جدها.....الذي سارع بالقول: سيبونا لوحدنا...
خرج عماد وأقفل خلفه الباب..بقيت هي وجدها....الذي كان يجلس على كرسي متحرك...لا يستطيع ان يحرك جسده من الجهة اليمنى...ويتكلم بصعوبة...
نظر الى ملاك قائلاً:تعرفي انك شبه امك اوي....
تنهدت- الله يرحمها....
- عارف انك بتكرهييني بس ربنا انتقملك مني........
انا ما بكرهكش بس انت ادعي ربنا يسامحك انا عن نفسي مسامحاك.....
- مش عارف اذا ربنا حيسامحني...
- اقتربت منه شعرت انه مكسور جداً:ربنا غفور رحيم.....صدقني....المهم تصلح غلاطاتك لو تقدر تصلحها تصلحها....
- ياريت يا بنتي ياريت....
- تقدر.....الورقة...وثيقة زواج فريد وسعاد اديهالي...
سرح بعيداً ولم يرد على ملاك...
اقتربت منه وأمسكت يديه وبدأت الدموع تنزل من عينيها: بترجاك الورقة دي مهمة اوي عندي ساعدني لاول ولاخر مرة في حياتك عشان بنتك سعاد الله يرحمها....
عندها......اتجه بصعوبة الى خزانته..اخرج منها صندوقاً ...فتحه...واخرج منه مجموعة من الاوراق..بعدها سحب ورقة..وأعطاها لملاك...
- خدي يا بنتي....
- نظرت ملاك اليه بفرح قائلة: متشكرة اوي يا جدي اوي
- ابتسم قائلاً: قلتي ايه؟.....
- تنبهت ملاك عندها انها قالت جدي...اقتربت منه بعدها قائلة: ايوه جدي...صدقني جدي....مهما حصل حفضل بنت بنتك
وضع ابا رأفت يده على رأسها في حنان.....ونزلت دمعت من عينيه....
وقبل ان تعاود الى القاهرة...اتجهت الى قبر والدتها قرأت لها الفاتحة وجلست  عنده بصمت....
...................
اسيقظ مراد ليجد نفسه في غرفة المستشفى ....شعر بألام مبرحة في معظم جسده..وضع يده على رأسه ليتذكر ما حصل معه واين كان اخر مرة قبل أن يرقد هذه الرقدة الموحشة....حاول الجلوس بصعوبة...ولكنه سمع أحداً يقرأ القران بصوت خافت....
قال بصوت خرج كأنين:اخ.....جسمي بيوجعني....
ركضت بسرعة اليه والدموع ترافقها وقالت بفرح: حمدالله على سلامتك يا حبيبي.....الحمدالله انك فقت وبقيت بخير.....
-عرف فوراً انها العمة راضية قال: ماما..هو ايه الي حصل..................انتي قاعدة في الضلمة ليه....
- قالت برعب: ضلمة ايه يا حبيبي..النور والع.......
- فتح عينيه بصعوبة وحاول أن يرى ولكنه لم يجد امامه سوى السواد: ماما...انا مش شايف يا ماما...مش شايف......ولعي النور....
- شعرت العمة راضية وكأن زلزالا ًضرب المكان وستقع في اي لحظة على الأرض: لا..لا..فتح عينيك كويس.....مراد...بصلي انا امك مش شايفني......
- بدأ مراد يصرخ: مش شايف يا ماما...بقولك ضلمة ضلمةةةةةةةةةةةة...........مش شايفك مش شايف حاجة.......
- امسكته وبدأت تهزه برعب: انا قدامك يا مراد..يا حبيبي...شفني..بصلي....مرادددددددددد
انهارت العمة راضية وبدأت تصرخ بجنون.......ومراد يكرر الكلمات التاية: انا اتعميت..اتعميت يا ماما.....مش شايف مش شايف.....
............................
في اليوم التالي حضرت ملاك اغراضها عائدة الى الاسكندرية واصطحبت معها والدهاوالعم شهاب وطلبت من والدتها ان تبقى فى القاهرة ولكنها رفضت...وأصرت ان تبقى بجابها....لكن ملاك وعدتها أن تجلبها في اقرب فرصة اليها ريثما تهدأ الاحوال قليلاً.....
وصل القطار الى الاسكندرية وبسرعة البرق كانت ملاك في قسم الشرطة.....حيث ادلى العم شهاب بما يعرفه من معلومات واقسم على ذلك.....وطلبت منه ملاك ان تكون تحت حمى القانون المصري هي وعائلاتها....لأنها ستتعرض للأذى متهمة فريد الجمال بأنه وراء ما حصل لمراد مصطفى.....ووراء ما سيحصل لها....
غادرت ملاك....بعد أن تم تحديد موعد لإجراء فحص الموروثات الجينية....
..............................
ذهبت الى المستشفى للإطمئنان على مراد.....وهي في غاية اللهفة لرؤيته والإطمئنان عليه...كانت تشعر بذنب كبير لأنها السبب فيما حصل له......
دخلت غرفته مسرعة وهي تحمل باقة من الورد .....وجدت مراد لوحده ..ممدد على سرير..وينظر الى الأمام...ابتسمت...حينما شاهدته بهذه الحالة....إعتقدت ان وضعه الصحي قد تحسن كثيراً....وسيفرح عندما يراها ويعرف انها قد جلبت الوثيقة معها....
اقتربت منه بإبتسامة عريضة قائلة:مراد...الحمدالله على سلامتك....
عندما سمع صوتها...توتر بشكل رهيب....وتمنى لو أن الأرض تنشق وتبلعه..ادار وجهه بسرعة عن مصدر الصوت....
- قالت بإستغراب: مراد..انا ملاك..؟..زعلان مني...عشان سبتك لوحدك؟؟
وقبل ان تكمل كلامها....وضع مراد يديه على وجهه وبدأ بالبكاء......
وضعت باقة االورد التي كانت تحملها جانباً... وقالت برعب: مراد مالك بتعيط ليه انت لازم تكون اقوي مش انت الي ديما بتقلي كده انا رجعت ومعاية الدليل الي حيكسبنا القضية وحنفرح بانتصارنا يا مراد وكل حاجة حتبقى تمام
قال بصراخ: ما اقدرش اساعدك في حاجة بعد النهاردة....
قالت بحزن: بتقول كده ليه يا مراد انت وعدتني مش حتتخلى عني...
تابع الكلام وهو يبكي بشدة: انتي مش فاهمة حاجة مش فاهمة حاجة....ابعدي من هنا...روحي..اطلعي برة مش عاوزة اشوفك هنا..اطلعي بقولك اطلعيييييييييييييييييييييييييي
ابتعدت ملاك الى الوراء وهي في حالة ذعر ..تشوشت أفكارها.....لا تعرف كيف تتصرف في موقف كهذا....الا أن جاءت العمة راضية.... دخلت الغرفة....فسارعت ملاك وحضنتها بقوة ....وقالت لها...
عمة راضية فهميني في ايه...

انا بنت مينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن