في صباح يوم جديد ، وبينما كانت ياسمين نائمة على الكرسي امام غرفة العناية المشددة ، هرعت الممرضة السمينة من داخل الحجرة وكأن شيء حدث بداخلها فاستدعى خروجها لجلب الطبيب ، وكان نوم ياسمين خفيف تصحو على دبيب النمل كما يقال ، أسرعت خلف الممرضة وقالت لها
_ما الامر لما تركضين لقد حاولت الدخول ووجدت الباب مقفل لحجرة العناية
ردت_ انه المريض لقد استفاق
توقفت ياسمين فجأة وتباعدت الممرضة بخطواتها المتثاقلة عنها وبدت شادهة الحس وكأنها صنم ، بملامح متحجرة ثم اسرعت نحو حجرة العناية لتنظر من خلال النافذة وتحاول الدخول لكن الباب كان مغلق من الداخل ، رأت من خلال تلك الكوه الضيقة الممرضة النحيلة تقف فوق سرير نوار وتعمل على مراقبة أجهزة قياس القلب والنبضات وهو بدا ساكنً دون حراك ، طرقت الباب كثيراً لكنهم لم يفتحوا لها ، ثم جاء الطبيب ودخل الغرفة هو والممرضة الممتلئة وحاولت عبثاً الولوج لكنهم رفضوا ولكن الطبيب وعدها بالسماح لها بالدخول بعد ان يعاين نوار ، بقي الطبيب ساعة كاملة الغرفة وبقيت ياسمين تنظر بقلق من الكوه ، كل ما كانت تشاهده جلبه وحركة حول السرير رأت الطبيب يشبك اسلاك جديدة ، على صدر نوار ورأته يقيس ضغطة ويفتح عينيه وينظر اليهما فأيقنت انه استفاق من غيبوبته ثم رأت الممرضتين يقمن بتدليك بعض اطراف نوار ربما لكي يهيئنه للحركة ، بعد ذلك خرج الطبيب وتوجهت ياسمين اليه بالسؤال- هل استطيع رؤيته آلان
الطبيب رد
- لا يا دكتورة ياسمين ، انه بحالة اعياء ولا يفهم ما
يدور حوله
تابعت - ارجوك لن اتكلم بأي شيء ولا نصف حرف دعيني ادخل
قال لها
- انه بالكاد فتح عينيه ، لانريد اي إنفعال قد يؤدي لتسارع في نبضات قلبه ، ارجوكي ان كنتِ تهتمين به ، فدعيه قليلا ريثما يتجرع جسده بعض شهقات الحياةأومئت ياسمين برأسها موافقة ، لانها كانت تدرك ما قاله الطبيب ، وأن مشاهدتها لها قد تؤذي صحته أكثر ، لكنها كانت تخشى أن تعود له الغيبوبة من جديد ، فلبثت ترقب من الكوه لساعات وساعات ثم خرج الطبيب محذرا الممرضتين من إدخال ياسمين ثم خرجت بعد ذلك الممرضة السمينة فهرولت لها ياسمين تتوسلها أن تسمح لها بالدخول ولو لثوان ولكنها رفضت بشدة قبل ان تدس لها بعض النقود في جيبها ف أومئت لها بالقبول تلك الممرضة كانت تحب إلقاء الحكم فهمست بإذنها بعض الكلمات قبل ان تسمح لها بالولوج الى الداخل لدقائق قالت لها
_
عندما تصيبكِ مشكلةتذكري ثلاث:
انها مؤقتة وانها مقدرة و انها تهديكِ اجرا عظيما اذا صبرتي
هزت لها ياسمين رأسها ودخلت بعد أن وعدتها ألا تطيل المكوث ، اقتربت ياسمين بحذر من سرير نوار ، كان ينظر بإتجاه معاكس لجهة ياسمين ، كان يفتح عينيه نصف فتحة متثاقلة ، اقتربت أكثر وبدا كأنه لا يسمع شيء ، وقفت والدموع تنهمر من عيونها كالمطر قالت له بصوت اجش ، ،،، نوار
هنا وعند سماعة لصوتها فتح عينيه بشكل واضح واستدار رغم الإعياء ، نظر لها واخذ نفساً طويلا ثم اتبعه بزفير متهدج ، كانت الصورة فيها غباش ولكنها رويداً رويداً بدت اوضح عندما عرفها ، بدأ قلبه بالهياج وتسارعت ضرباته وبدأ تنفسه يتسارع ومؤشر جهاز قياس دقات القلب بدأ بإصدار طنين غير اعتيادي هي حاولت الاقتراب لكنه صرخ ب أنين غير مفهوم وزاد من ذلك الانين مع زيادة اقترابها منه هنا تدخلت الممرضة النحيلة وقالت بسرعة
- ارجوكي اخرجي بسرعة ، اصبح وضع المريض سيءقالت ياسمين - لكن اريد .....
قبل ان تقاطعها الممرضة وتجبرها على الخروج وخصوصا ان نوار بدأ بالتحرك وهز السرير بطريقة اكثر هستيريه ،
بينما كانت الممرضة تدفعها للخارج صرخت ياسمين وهذا كل ما ارادت قوله وإيصاله لنوار صرخت ،
اسفة سامحني يا نوار ....
بعدها اغلق باب الغرفة وجاء الطبيب والممرضة الاخرى لتهدئة نوار ، غضب الطبيب ووبخ المرضتين اللتين تمتمتا ببعض الكلمات بعد ان عاد نوار لحالته وبدأ الهياج يخف ويهدأ بفعل الحقنة المسكنه التي اعطاه إياها الطبيب
اقتربت الممرضة النحيلة من زميلتها وقالت
- لماذا سمحتي لها بالدخول ايتها المعتوهة ، آلان سيتم معاقبتي معك
ردت - تباً للمال ، انه يجبرك على اشياء لا تريدها
نظرت لها الاخرى بطرف عينها وقالت
- اه لو ترين ما حصل له عندما سمع صوتها ، يبدو انه يكرههاقالت السمينة بثقة - بالعكس ، هو يحبها ، هي زوجته الان انا متأكدة انه لضى الحب ، هو يحبها وهي تحبه ايضا لكن الحب عندما يأتي متاخراً فانه يصبح كالمطر الذي يأتي بعد ذبول الزرع وموته
ردت الاخرى - اي مطر وأي زرع اعطني نصف ما اعطتكِ يا شريكتي الغالية
ثم ابتسمتا بخبث البسطاء قبل ان يخرج الجميع ويتركو نوار يغط بنوم عميق . .....
يتبع .....
ما رأيكم اعطوني تعليقاتكم وانا سأرد عليها
بتشجيعكم استمر إن شاء الله
الكاتب ضياء عسود ...
أنت تقرأ
الجاحدة .....
Romanceملحمة رومنسية ، قصة متخيلة لطفلة في الثانية عشرة من عمرها تجد نفسها فجأة في أحضان رجل ثلاثيني ، كزوجة ولكن المفاجئة كانت تعامل ذلك الرجل مع تلك الطفلة التي تزوجت ولا تزال تمسك بدميتها التي لم تعرف من الحياة صديق غيرها....