مرت الايام وتركت ياسمين تلك المدرسة القريبة واضطرت للالتحاق بمدرسة ابعد لكي تتخلص من غيرة تلك الفتاة منها ، ومنذ ذاك الوقت لم تعد تسمع عنها اي شيء ، اما نوار فقد استمر على ذات الروتين من العمل والعمل فقط ، دون ان يشعر بحاجته لزوجة او اطفال فقد كانت ياسمين تمثل له كل هذه الامور وتملئ له كل ذلك الفراغ .
مرت السنوات بسرعة ، وكأنها هبة ريح او نسمة هواء كبرت ياسمين و دخلت الجامعة وسجلت في قسم الطب البشري بعد تميزها وحصولها على اعلى المعدلات في الثانوية هي الحياة هكذا دوماً تمر بسرعة البرق وخصوصا عندما تتحول الى شيء اقرب الى الروتين عكس السنوات الحزينة التي تمر ثقيلة بطيئة ياسمين كالزهرة التي تفتحت واعطت اجمل الروائح عندما تكونت لها تلك البيئة الصالحة للإبداع والتميز ، تُرى ماذا كان حالها لو أنها بقيت في بيت خالتها مريم المرأة الحرباء الكارهة لها بالتأكيد كانت النتيجة ستكون كارثية ولكن الله اجتبا لها نوار صاحب القلب العطوف ليضع قطارها على السكة الصحيحة ، هي الان في الحادية والعشرين من عمرها ، اصبحت فتاة جميلة ومثقفة وتجيد الحوار والحديث وكل العيون تشخص اليها ، فقد كانت الى جانب الطب تهوى المطالعة والرسم كانت كل اسبوع تقرأ رواية او اثنتين او كانت ترسم لوحة جميلة في مرسمها الصغير وهو غرفة منحها اياها نوار في بيته فقط لتمارس هوايتها بها ، كانت تجيد الاقناع وتتكلم الانكليزية والفرنسية بطلاقة بفضل الدورات المكثفة التي كانت تسجل بها بعد اصرار نوار عليها بالإضافة لذكائها وقدرتها على التطور الدائم .
هنا احس نوار بأن ثمرة جهدة قد كُللت بالنجاح واصبح قادراً تماماً على البدء بالخطوة الثانية من خطته وهي ان يطلب من ياسمين حقوقة الزوجية كاملة ، هو كان ينتظرها حتى تكبر وتشب ، هو لم يقبل ان يتزوجها طفلة لانه رأى انهم استغلو يتمها وحاجة زوجة ابيها للتخلص منها ، نوار اعتقد انه إن فعل ذلك يستطيع ان يتزوج منها مرتاح البال ، وبدأ يفكر جديا بمكاشفة ياسمين بما يفكر به ولكنه لم يكن يعلم ماذا كان يخطر ببال ياسمين او اذا ما كانت تشاركه ذات الشعور .....ها هي ياسمين تجلس في حديقة الجامعة بشعرها الاسود الطويل تضع بعض كتبها الى جانبها وهي مرتدية بلوزتها الحمراء وبنطال الجنز الذي يفضل كل طلاب الجامعة لبسه ،ويفوح من ثنايا ثيابها رائحة عطرها الزاكي الذي يخدش الانوف ويزيدها سحراً وجاذبية ، وكان الى جانبها شاب طويل يدعى حامد وله ذقن خفيف برتدي الجاكت السوداء ويضع النظارة "الري بان" "ray_ban " الغالية الثمن وبيده يضع ساعته "الرولكس" باهظة الثمن ، هو شاب ثري ولا يلبس إلا أثمن الماركات العالمية ويحسده كل طلاب الجامعة فهو يأتي بسيارة حمراء فيراري شديدة الروعة هو آلان يمسك يدي ياسمين ويجري بينهما هذا الحوار
حامد - كم اعشق هذه الابتسامة الرائعة التي ترتسم على شفتيكِ الرائعتين
ترد بخجل ياسمين - لا تحرجني يا حامد ، فقلبي لا يتحمل كل هذا الغزل
حامد - انها الحقيقة وليست كلمات غزل لعاشق متيم فقط
ياسمين - وانا احبك ايضا ....
ياسمين لم تخبر اي احد من المقربين بها عن طبيعة علاقتها بنوار ، والجميع كان يظن انها ابنته ولا احد يعلم انها زوجته ، ربما كانت خالة نوار الوحيدة التي كانت دائما ما تذكرهم بوضعهما ولكنها منذ توفيت ، اصبحت طبيعة علاقتهما طي الكتمان ولربما طي النسيان ، ياسمين لم تعرف ما جعلها تحب حامد هي تحب شكلة وتحب دلاله لها وبذخه عليها ، رغم انها ليست من النوع المادي الذي يحب المال ولكنه بالتأكيد من النوع المحب للدلال وهذا ما يحكم كل علاقاتها مع الناس ولربما كانت طبيعة تربية نوار لها هي التي رسمت لها هذه الشخصية
فلنعد لنتابع بقية الحديث بينهما
حامد - لم اعد اطيق الانتظار ، اريد ان اتقدم لخطبتك من اهلك ؟
هنا قبض على قلب ياسمين واحسست ببعض الاحراج ، وقالت بتلكؤ
- هذا امر سابق لآوانه يا حبيبي ، دعنى نتخرج من الجامعة وبعدها نفكر بالارتباط
شد على يديها اكثر ، وهو ينظر في عينيها وقال
- لم اعد اطيق الانتظار ، الا تحسين بي اريد ان نتزوج ونتابع دراستنا
فتحت عينيها وهي تنظر اليه بذهول وتقول
- لن يقبل والدي بهذا ، ارجوك يا حبيبي دعني امهد الموضوع ، لعله يقبل ولكن ليس في هذه القترة ، على الاقل لنهاية دراستنا
حامد- ان الموضوع بات في يدك عليكي ان تخبري والدك في اقرب وقت وانا مستعد لخطبتك ،غدا ان اردتي
ثم ضحكت وقالت - وانا اتمنى ان اكون زوجتك اليوم قبل الغد ، ولكن كل شي بحاجة للوقت ، لا يمكن ان تطبخ الامور على عجل هكذا ، اصبر ....
حامد - اه من الصبر ، انه عدوي اللدود ، كيف لرجل ان يصبر امام هكذا شفاه وهكذا رقبة وهكذا عيون واقترب وكأنه يريد تقبيلها لكنها ابتعدت بسرعة وقالت بغضب
- إياك يا حامد ان تكررها وإلا لن تراني مرة اخرى
رد _ حسنا اهدأي ، لن اكررها
ثم امسك يديها وسارا في الجامعة ، ليتسكعان ويمضيات اجمل الاوقات ....
قررت ياسمين اخبار نوار عن علاقتها ب حامد في ذلك اليوم .
هي كانت تظن ان نوار يربيها ك أب وانه لم يطلقها خوفا من خالته ولسانها الطويل ، وكذلك خوفا من الوقوع في الحرام بسبب وجودها معه كل تلك السنون تحت سقف واحد ، ولم يخطر ببالها يوما انه يحبها ويعشقها كزوجة وانه لم ينسى للحظة انه زوجته ، وانه كان ينتظر الوقت المناسب لكي يؤسس معها اسرة سعيدة قائمة على التكافؤ وليس على زواج الاجبار او استغلال طفولتها وانتهاك براءتها ....
بدأت تتشابك الاحداث
ترى كيف ستواجه ياسمين نوار بقرارها ، وما هو رد فعل نوار الذي يمتلك كل خيوط اللعبه
اتمنى ان تكتبوا في التعليقات توقعاتكم ، هل ستتزوج ياسمين من حامد ام ان نوار سمنعها وسيجعلها تترك الجامعة
يتبع
تحياتي الكاتب ضياء عسود
أنت تقرأ
الجاحدة .....
Romanceملحمة رومنسية ، قصة متخيلة لطفلة في الثانية عشرة من عمرها تجد نفسها فجأة في أحضان رجل ثلاثيني ، كزوجة ولكن المفاجئة كانت تعامل ذلك الرجل مع تلك الطفلة التي تزوجت ولا تزال تمسك بدميتها التي لم تعرف من الحياة صديق غيرها....