رن الهاتف فرفعت ياسمين السماعة بسرعة البرق ، قال صوت عميق
- مرحبا هل انتي الدكتورة ياسمين ؟اجابت بإضطراب ، وكأنها تستعد لتلقي خبر يفجعها أجل......
اردف قائلا - انا الدكتور رجب من قسم الامراض السرطانية والاورام الخبيثة في الريف
قالت - تفضل ، كيف يمكن ان اساعدك!
قال - لدينا مريض يدعى نوار نامق ، قيل لي انك وضعتي اسمه في المشفى قبل عدة اسابيع ، هو لم يكن عندنا جاؤوا به منذ ايام فقط ، قد تكون حالته خطيرة جدا لانه لم يتلقى العلاج منذ اصابه المرض ، وهو في مرحلة متقدمة آلان ، هل تعرفيه ؟
فجأة سقطت السماعة من يد ياسمين ، وكأن كل شي ظهر واتضح بعد طول انتظار ، بعد أشهر من المعاناة والضياع ها هو نوار يظهر وأي ظهور ، لقد كان مريضا ويقضي أيامه الاخيرة بالمشفى ، استجمعت بعض قوتها ثم اعادت السماعة بقرب اذنها لتقول
- دكتور ، ارجوك اعتني به ، انا في طريقي الى المشفى
ثم انطلقت دون وعي الى المشفى الذي يقع في الريف على بعد عشر كيلومترات عن المدينة ، هي كانت تعرفه جيدا لانه مشفى للاورام السرطانية اختصاصها العلمي المباشر ، ودون ان تحصل على إذن للمغادرة ،اتجهت الى نوار والالم المختلط بالندم الشديد يطحن قلبها ، عندما وصلت المشفى سألت على اسم نوار فأرشدوها ، الى رقم غرفته ، كان بقسم العناية المشددة ، كان اشبه ما يكون بغيبوبة ، فهو يصحو لدقائق ويغفو لساعات واحيانا لأيام ، كان نوار يحتظر ، كان يموت بصمت .
دخلت ياسمين حجرة ، العناية المشددة ،لترى نوار مستلقٍ كما الاموات على سرير ابيض ، وقد بان الاعياء والاصفرار على وجهه ، وكل تلك الخراطيم الطبية تدخل وتخرج من جسده ، نظرت ياسمين من باب الحجرة اليه ، والدمع يقطر من عينيها ، وحاولت الاقتراب ببطئ ، تريد ان تقنع نفسها انه ليس نوار ، بدى شكله مفزعا ، لم يكن ذاته نوار الذي تعرفة ، ذو الوجه المشرق الوضاء ، نوار والدها وحبيبها وزوجها ، نوار الذي احبها كما لم يحب رجل امراة ، نوار الذي تحمل كل شيء لأجلها ، والذي افنى حياته في سبيل سعادتها ، نوار الذي وجد نفسه فجأة على سرير ابيض وحيدا شريدا في عالم واسع احس به بالغربه والوحدة منذ ولد ، اقتربت منه ياسمين ونظرت اليه كما لم تنظر قبلا ، مدت اصابعها بحنان ، لتلاعب وجنته المصفرة ، مررت اصابعها على انفه وشفتيه ثم مررتها بحركة دورانية على عينيه ، كانت تنظر له لأول مرة كحبيب اشتاقت له ، كانت تداعب وجهه المتعب ، كما تداعب العاشقة وجه عشيقها ، للمرة الاولى ترى ياسمين نوار كرجل معشوق ، وليس كأب حنون ، تذكرت كلماته في أخر لقاء جمعها به قبل سنتين او أكثر ، عندما قال لها
- عندما ستعودين نادمة ، سوف لن تجديني ، وستندمين ساعة لا ينفعك ندم
وعندها انفجرت بالبكاء وانكبت على صدره ، تضع رأسها علها تحس بنبضات قلبه المتعبه في ساعاتها الاخيرة ....
كان كل ما تتمناه في تلك اللحظة ، ان يصحوا نوار وان تنظر بعينه وتقول له
- سامحني ، على كل ما فعلته بك ، سامحني فقط ، وسوف اكون خادمة لك طوال عمري يا حبيبيلكن نوار في غيبوبة ، والمرض ينهش لحمة وعظامة كما تنهش الضواري فرأسها وتمزق اجسادها فقد سالت الطبيب المسؤول عن حالته واضطلعت على الاوراق التي توضح حالته بالتفصيل ، لقد كان مصاب بنوع اللوكيميا او سرطان الدم وهو من أخطر أنواع السرطانات وأكثرها فتكة بالبشر وحالته كانت متقدمة بحيث ان العلاج الكيميائي لم يعد يجدي معه فلربما لا يستطيع جسده تحملة ، مع اصابته المكتررة بالاغماءات الطويلة والغيبوبه ، رمت ياسمين كل تلك الاوراق ومنذ تلك اللحظة لم تعد تفكر كطبيبة ولم تعد لقراءة حرف من كل تلك الاوراق التي تمثل الملف الطبي لنوار لآهل ادركت ان الوصع خطير جدا ، لذى فقد تحولت الى الدعاء والامل بحدوث معجزة تنقذ حياته المهددة .....
يتبع .....
بتفاعلكم استمر ، لا تبخلوا بنشر صفحتي ورواياتي ، اخبروا اصدقائكم عنها وادعوهم لقرائتها ولكم مني كل محبه وتقدير
ضياء عسود
أنت تقرأ
الجاحدة .....
Romanceملحمة رومنسية ، قصة متخيلة لطفلة في الثانية عشرة من عمرها تجد نفسها فجأة في أحضان رجل ثلاثيني ، كزوجة ولكن المفاجئة كانت تعامل ذلك الرجل مع تلك الطفلة التي تزوجت ولا تزال تمسك بدميتها التي لم تعرف من الحياة صديق غيرها....