عاشت ياسمين حياة سعيدة مع أمجد ، فهو كان يُحبها ويحلم بالوصول لها خصوصاً بعد صدها الشديد له ، كما انه اشترى لها عيادة وسط المدينة باتت تعمل بها بعد انتهاءها من العمل في المشفى ، كان امجد يُحبها بصدق ويسعى بكل ما يملك لإرضاءها ولكن حبه لها كان جسدياً أكثر منه روحي ، ف امجد كان عاشقاً لجمال ياسمين أكثر من عشقه لفكرها وعقلها وتصرفاتها ، كان طبيبا معروفا بحبه للنساء وسعيه وراء مفاتنهن اما باسمين فقد نظرت ل أمجد انه سيقدم لها ما كانت تريده من أي رجل وهو الاهتمام والحياة المستقرة هي تحب الرجل الذي يعاملها بدلال ونعومة وكانها قطة مدللة كما كان نوار تماما .
نوار الذي لم تسمع عنه شيئ منذ طردها من منزله ، ولم تفكر حتى بالسؤال عنه ، هي كما قال لا تفكر به إلا عندما تحتاجه ولعل ما حدث بينهما تلك الليلة كان له اثر بالغ على حياتها وعلى تفكيرها تجاهه ، ولكن رغم كل شيء هي لم تكره نوار يوما ولم تحقد عليه مهما فعل لانها تعرف تمام ما بداخله .
مرت الايام وحملت ياسمين وانجبت طفلا جميلة اسمته عزام ، ثم قررت اغلاق العيادة والتفرغ لبيتها واسرتها وتحولت حياتها الى الرتابة كأي امراة في هذا العالم تحولت الى ربة اسرة لديها خادمة تكنس وتطبخ وتغسل ، وهي فقط تنتظر قدوم زوجها عند المساء لاستقباله بأبهى صورة ، ولكن الامور فجأة بدأت بالتغير والانقلاب فقد تحول أمجد عن حب ياسمين وقلَّ اهتمامه بها بشكل واضح بل وبات يصرخ بوجهها ويترك المنزل لأيام ولم تعرف ياسمين سبب تغيره المفاجئ الا عندما فتحت ليلا هاتفة الخليوي ، وقرأت بعض رسائل الماسنجر بينه وبين فتاة وقع في حبائلها ، فقد قرأت كلمات العشق والهيام بينهما بل ان الامور تطورت بينهما الى لقاءات في المطاعم والمنتزهات ولربما بقي خطوة او اثنتين حتى يرتبطان بشكل كامل ، جن جنون ياسمين ولم تعرف ماذا تفعل فها هو زواجها الثاني على وشك الانهيار وبطريقة اسوأ من الاول وخصوصا ان هناك طفل دخل حياتها هذه المرة ، ارتجفت وكانت تريد تحطيم الهاتف ولكنها عادت للهدوء وعادت للتفكير كطبيبة وكإنسانة مثقفة واعية وليس بعقلية المرأة الغيورة ، فقررت ان تنسج خطة لتوقع بامجد وهو وسط جريمه او كما يقال "بالجرم المشهود " وكانت تختلس النظر الى هاتفة كلما واتتها الفرصة الى أن علمت بترتيب موعد جديد بين امجد زوجها وتلك الفتاة الفيسبوكية ، وهنا قررت ان تذهب الى ذات المطعم وتفاجئهما ، وهذا فعلا ما حدث كانت ترتجف طوال الطريق وكادت تسمع طرقات قلبها وسرعة انفاسها وهي تستقل سيارة الاجرى الصفراء الى المقهى ، لأول مرة تحس بذلك الشعور الشعور الذي يقربك الى الانهيار عندما تستشعر خسارة كبرى في حياتك ، جلست ياسمين في ركن بعيد من المطعم بعد ان وضعت ابنها عند جارتها ، وانتظرت بصمت الى ان دخل امجد وهو يمسك بيد فتاة شقراء يد بيد ، تفاجئت بل وذهلت لانها لم تتوقع ان تصل حالة الحب بينهما لتلك الدرجة ثم جلسا سويا واخذا يتحدثان وهما يفركان أيادي بعضهما البعض كالمراهقين ، وقفت ياسمين وهي ترتجف بتوتر وتقدمت نحوهما ببطء، الى ان احسا بها وهي تقترب من طاولتهما وهنا كان ذهول امجد الذي وقف وهو ينظر لياسمين مشدوها وقال
- انتي هنا ، ماالذي اتى بك الى هذا المكان ، هل تتجسسين عليّ
قالت - ايها الخائن ، هل كنت تظن انني لن اعرف بخيانتك لقد احسست عليك منذ بدأت بالتغيرهنا التفتت ياسمين الى الفتاة التي بقيت صامتة ، وكانت المفاجئة الكبرى والصدمة الغير متوقعة لقد كانت تعرف تلك الفتاة بشكل جيد جدا ، كان وجهها مألوفة وتقاسيمها قريبة من الذاكرة ،شقراء وعيونها ملونة بشعر مموج ونقط نمش واضحة على خدودها بيضاء ووجهها مدور لقد عادت بذاكرتها لسنوات طويلة ، هل تذكرون تلك الفتاة الغيورة التي تسببت بطردها من المدرسة في صغرها ، نعم انها ذاتها سارة قالت ياسمين مصعوقة
- ايتها العاهرة الشمطاء ، لقد تسببت يوما بطردي من المدرسة التي احببتها والان اتيتي لتتسببي بتدمير حياتي وبيتي
هنا تذكرت سارة كل شي وهي لم تكن تعلم ان امجد زوج ل ياسمين ابتسمت وكأنها قبضت على فريسة لطالمة تمنت صيدها وقالت
- يا لها من دنيا صغيرة امجد يحبني انا ، وقد اخبرني انه يريد تطليقك لان حياته معك جحيم لا يطاق قالتها واللئم يقطر من فمها وعينيها وهنا نظرت ياسمين لزوجها لتنتظر رده فعله فاطرق صامتا وكأنه يوافق على ما قالته سارة
امسكت ياسمين الطاولة وقلبتها بكل جنون تماما كما حصل عندما قررت الزواج من امجد عندما قلب نوار الطاولة بوجهها وكأنما كتب لهذه العلاقة ان تبدأ وان تنتهي بهذا الحدث ، ثارت بموجة هستيرية وهجمت على سارة محاولة الوصول لعنقها لخنقها وهي تصرخ
-في الماضي لم اضربك جيدا ، ولكن الآن جاء وقت الضرب لكي تتربي ايتها الساقطة .
اما سارة فقد تجمدت بمكانها ولم تحاول المقاومة وكأنها تعيد طريقتها القديمة وتريد من ياسمين التورط أكثر وضربها كي تودعها السجن .لكن امجد منعها ، وهنا صرخ بها بكل غضب
- انتي طالق طالق طالقوكأن تلك الكلمة ضغطة زر اوقف المشهد ، تحمظ كل شيء وتوقف عن الحركة ، في لحظة انبثقت بسمة خبيثة من سارة وانبثقت نظرة مرتعبة من أمجد بينما انبثق كل الالم من عيون ياسمين و نظرت بحرقة ، وبنفس الوقت نظرت بانكسار وهزيمة ل سارة ثم استجمعت اشتاتها المبعثرة المهزومة وغادرت المطعم . . .
يتبع ...
ترى ماذا بعد كل ما حصل ، واين ستتجه ياسمين
وماذا سيحل بطفلها
ونوار ما المكروه الذي حل به
ترقبوا الفصل القادم
الكاتب ضياء عسود
![](https://img.wattpad.com/cover/187174862-288-k408800.jpg)
أنت تقرأ
الجاحدة .....
Roman d'amourملحمة رومنسية ، قصة متخيلة لطفلة في الثانية عشرة من عمرها تجد نفسها فجأة في أحضان رجل ثلاثيني ، كزوجة ولكن المفاجئة كانت تعامل ذلك الرجل مع تلك الطفلة التي تزوجت ولا تزال تمسك بدميتها التي لم تعرف من الحياة صديق غيرها....