كانت ياسمين تتوجه كل يوم للمدرسة ، وكانت المشكلة مع تلك الغتاة الغيورة التي تدعى سارة تزداد كل يوم ، ولم تكن ياسمين تدري سبب كره سارة لها ، سارة كانت فتاة شقراء بعيون ملونة وذات جمال تزيدها نقط النمش على خدودها جمالاً وتجعد شعرها يمنحها جاذبية أكبر ، ولكنها شديدة الغيرة والدلال ، وكانت تنحدر من اسرة غنية ومرتاحة الى حد ما ، كانت سارة في نفس الصف الذي به ياسمين ، ولعل محرك غيرتها كان تفوق ياسمين الدراسي عليها رغم انها متفوقة ايضا ، فلطالما حصلت ياسمين على اطراء معلميها وثنائهم على تفوقها وعلى حسن اخلاقها ، ومن هنا كانت سارة دوما تحيك المؤامرات ، وتحاول الايقاع بياسمين .
في احد الايام رن جرس الباحة ونزلت الفتيات من الصفوف ، كانت الباحة ذات سور عالي، واسع ودائري وتحيط بها مزروعات وشجيرات الورود حيث تجلس الفتيات في فيأها امام الباحة التي نصب وسطها نصب لملعب كرة سلة ، كالعادة نزلت ياسمين وجلست في ضل شجيرة ورد جوري حمراء وتناولت بعض قطع البسكويت وعصير ، رأت سارة ياسمين من بعيد وكزت على اسنانها بعنجهية و تقدمت اليها وكانت برفقتها صديقتين لها تلازمانها كظلها ، قالت لها وهي تتلاعب بظفيرة شعرها الاشقر- انتي مخادعة ، وتحسنين خداع المعلمين ،ولكني اعرفك على حقيقتك ، ولم تخدعيني ابدا
استدارت ياسمين في الجهة المعاكسة لسارة واشاحت بوجهها عنها وتابعت قضم قطع البسكويت وكأن شيء لم يكن .
استفزت تلك الحركة سارة التي سارت الى الامام لتقابل وجه ياسمين وتقول
- منذ اتيتِ لهذه المدرسة ، والجميع مخدوع بكِ وانا الوحيدة التي اعرفك ، انتي لست سوى تلميذة فاشلة ومهما حاولتي سوف اعود افضل طالبه في الصف رغم عنكِ ، انا اكرهكِ من كل قلبي .
ثم امسكت عبوة ماء ، وفتحتها ورشت ياسمين بالماء حتى افرغتها عليها
وهنا انبثق الدمع من عيون الفتاة اليتيمة ، وحاولت الابتعاد عنها والعودة للصف ولكن الفتاتين اللتين يرافقان سارة وقفتا في طريقها ، وفجأة استدارت ياسمين ليقابل وجهها وجه سارة وقالت
- لا اريد ان اختلق المشاكل ، اريد ان اركز بدراستي فقط ، ارجوكِ انا لا مشكلة لي معكِ ، ولم أوذيكي ابدا لما تكرهيني انا لا اكرهك
ردت سارة - لا تتصنعي البراءة ، لقد خطفتي كل الاضواء في المدرسة منذ اتيتي ، انتِ ممثلة بارعة تدعين انك طيبة ولكنك في الحقيقة افعى تبث سمومها في كل مكان ، لن تخدعيني وسأكشف للجميع تمثيلكِ ، واقسم على ذلك
ازدادت بكاء ياسمين ، وظهرت دموعها على خدودها بوضوح حاولت العبور ولكنها قوبلت بالصد من سارة وفجأة وبحركة عفوية دفعتها لكي تستطيع المرور ، فوقعت سارة على الارض وبالغت بصراخها بل ورمت بثقلها على الارض حتى ادعت انها كسرت يديها .
جاءت المعلمات واجتمعت الطالبات ، وتم تأنيب ياسمين كثيرا على ما فعلت حيث ظهرت وكأنها هي المعتدية وساعد بذلك شهادة صديقتي سارة ، وهنا ارسلت ياسمين للبيت وطلب حظور ولي امرها في اليوم التالي .....
اما سارة فقد اسرعت ووضعت الجبس على يدها كي تبدو مكسورة واتصلت بأهلها لكي تجعل المشكلة اكبر واكبر وكأنها كانت تنتظر مثل تلك الهدية من ياسمين لكي تنتصر عليها وتظهرها للجميع كطالبة عدوانية ومشاغبة وهذا ما تم ، حيث انها استطاعت تشويه صورة ياسمين امام كل من بالمدرسة من طالبات ومعلمات وإداريات .......
يتبع .........
اعطوني رأيكم بسياق الاحداث ، وما هي توقعاتكم للقادم ......
الكاتب ضياء عسود
أنت تقرأ
الجاحدة .....
Romanceملحمة رومنسية ، قصة متخيلة لطفلة في الثانية عشرة من عمرها تجد نفسها فجأة في أحضان رجل ثلاثيني ، كزوجة ولكن المفاجئة كانت تعامل ذلك الرجل مع تلك الطفلة التي تزوجت ولا تزال تمسك بدميتها التي لم تعرف من الحياة صديق غيرها....