𝙱𝙻𝚄𝙴 𝚂𝙼𝙸𝙻𝙴

•One•

ـــــــــــــــــــــــ

انتقلت إلى نيويورك "مدينة الأحلام", "المدينة التي لا تنام" كما يزعم الجميع، في الصف السابع, حينما كُنت لا أزال في الثالثة عشره؛ فقد خسرت معظم افراد عائلتي بحادث سيارة مريع!

لقد مرت أربع سنوات بالفعل, وقد إعتدت على هذه المدينة الصاخبه, لم أعتد مُطلقاً على سبب قدومي إليها ولكن من يهتم!

في أول يوم من إنتقالي إلى هُنا برفقة والدي والعيش مع شقيقته الصُغرى حتى نجد منزل مُناسب
ذهبت إلى منزل صديق طفولتي التي اصبحت علاقتي به عبارة عن مكالمات يوميه ورسائل لا تنتهي, وبكيت حتى غفوت بين يديه

الآن حينما أعود بمخيلتي للوراء, واستمع مجدداً لصوت ارتطام السيارتان والصراخ, تحطم الزجاج, وصوت صراخ شقيقي الأصغر ذو التوحد بسبب صُراخنا, أشعر بصداع شديد وفقط أُشيح ببصري بعيداً عن هذه الزاوية من مخيلتي الواسعه

وضعتُ حقيبتي على الكُرسي أمام المنضده, أنتقلنا إلى منزلنا الخاص بعد سنتان من عيشنا برفقة آنا، فأبي لم يكن يبحث حقاً, بل كان ينهار لوحده.

نظرت إلى المنضدة وبدأت بمسحها بعيناي بحثاً عن كأس ما, أي كأس.. كتمت أنفاسي لثوانٍ قبل أن أزفر بإرهاق "أبي إنها السابعة صباحاً, وأيضاً ألم تقل أنك إنضممت إلى برنامج إعادة تأهيل؟" نطقت وقد إعتدت على نبرة صوتي الهادئه

لطالما كُنت تلك الفتاة التي تُجادل وتُحب النقاش حتى لو لم يكن ذو فائدة, كُنت أحب رفع صوتي, عشقتُ أن أصيح بفكرتي ورأيي عالياً وأن يتم الإعتراف بها من قِبل الطرف الآخر, حسنا كان ذلك قبل أربع سنوات.. وأسبوع

نظر إلي, عاري الصدر, يُمسك بعُلبة البيتزا التي إشتراها بالأمس, ويقترب مني ليضع البعض في صحني الذي سبق وأن وضع به كعكة قد إشتراها في وقت سابق من البقالة

وقد استقرت سيجارة بين شفتيه "أجل أجل, سوف أذهب اليوم"

انتزعتها سريعا والقيتها في القُمامة بعد أن اطفأتها "توقف عن التدخين في المنزل!!"

عدت للجلوس على الكُرسي "بالإضافة إلى ذلك, سوف أشتري طعاماً حقيقياً اليوم, وسأبدأ بالطبخ فلقد سئمت من الكعك والبيتزا" تمتمت

واستند هو من الطرف الآخر على المنضده ينظر إليّ بصمت
"لا داعي لذلك, سأشتري نوعاً آخرا, رقائق الذرة رُبما؟"

نظرت إليه بصمت, واتكأتُ على المنضدة أيضاً "أبي؟ ما الذي حدث لعملك؟" سألت بأمل أن يعود للتفكير بهذا الشأن وأن يفعل شيئا آخراً لا يتضمن الجلوس في المنزل والشُرب والتدخين حتى الموت!