𝙱𝙻𝚄𝙴 𝚂𝙼𝙸𝙻𝙴

•Six•

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هنالك شيئان آلماني بشدة في حياتي، جعلاني أشعر بعجزي وضعفي، وأصبحت حتى حقيقة أنني يجب أن أتنفس مؤلمة هما: الحادث الذي خسرت به والدتي وشقيقي، ووقوعي لهايدن!

لم أبقى في ذلك المقهى بعد تلك الكلمات الشائكه التي خرجت من بين شفتاي، التقطت معطفي وخرجت

لم أستطع رؤية الطريق بوضوح وأضعت الحافلة عدة مرات رُغم أن بابها يُفتح أمامي ومجموعة كبيرة من الناس تتزاحم لتدخل

إلا أنني لم أقوى على حمل رأسي من على الكُرسي والنهوض، رفعت عيناي التي ذبُلت وجفت دموعها بالفعل أُحدق في السماء التي بدأت بوضع زينتها المسائية، ونثر آخر لمساتها من النجوم

جلس أحدهم على الكرسي وشعرت بضغط يوضع على قدميّ، نظرتُ سريعاً إليه وسُرعان ما أطلقت زفيراً مُغلقة عيناي حينما أدركت أنه إيدن، يُحدق في الأرض بصمت

نهضت مُفرقة رُكبتاي أُسند كفاي بينهما على الكُرسي الخشبي أسفلي واضعةً رأسي على كتفه "أرى أنكِ بدأت بالفعل بالجلوس على طريقته؟" نطق أخيراً بعد عدة دقائق

"أتحاول أن تخلق موضوعا؟" "أجل" أجابني سريعاً وقهقهت بخفوت وشعرتُ بإرهاقي الشديد يحاول نزعها وإيقافي من محاولة تغيير مشاعري السيئة

"مافعلته كان شجاعاً للغاية، وكنتُ سأفعله أنا على أية حال" نطق واضعاً رأسه أعلى خاصتي "لا أعلم إيدن" تمتمتُ وأحطت ذراعه بكفيّ، أبعد رأسه وأستطيع أن أراهن بجميع ما أملك أنه ينظر إليّ بغضب شديد الآن

"الهي بيلي إنه يؤذيكِ، هل أنتِ مازوخية او ما شابه؟ هو يستمر بتقبيل الفتيات وأخذهن في مواعد إلى جميع الأماكن التي تُخبرينه أنتِ بها مُتمنية أنكِ ستكونين الفتاة التي سيأخذها في هذا الموعد اللعين..."

أزحت رأسي عن كتفه وأستطعت أن أراه يرفع يداه المُرتجفتان بغضب وهو يحاول الإكمال وقد خانته جميع كلماته

صاح أخيراً "إلهي إنه لعين للغاية!!"
ابتسمتُ بخفوت لم تكن حقاً إبتسامة سعيدة، او حتى شبه ذلك، لقد كانت فقط.. إبتسامة سخرية من نفسي ممزوجة بالكثير من الشفقة، وبأطراف أناملي بدأت بفرك زوايا فراغات الكُرسي، أشعر بعيناي تلسعانني بشدة