𝙱𝙻𝚄𝙴 𝚂𝙼𝙸𝙻𝙴

•Two•

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

"بيلا تجد البكاء خُصلة ضعف لا يجب أن تتحلى بها؛ لذلك هي لا تبكي" هذه هي كلمات أخي التي حفظها عن ظهر قلب بعد أن أخبرته بها

الآن بعد كُل ما حدث, اتساءل حقاً إن كُنت أنا وذاتي من الماضي سنتوافق؟

ضغطت جرس منزل آلـ ويليامز؛ فقد أبيتُ أن يأتي إيدن إليّ
أحمل حقيبتي سوداء اللون على كتفيّ, قررتُ إرتداء الأصفر اليوم؛فقد قرأت في مكان ما أنه يجلب التفاؤل والسعادة.. وإن كان هنالك أي شيء ينقصني هذه الأيام فهما هذان الشيئان اللذان يبدوان كحلم صنعه عجوز على فراش موته..

فُتح الباب وظهرت شقيقة إيدن, ترتدي بنطالا أبيض اللون, سُترةً ياقوتيةً ثقيلة, قد وضعت ربطة شعرٍ بذات الألوان على خصلات شعرها الشقراء القصيره؛ لتمنعه من السقوط على وجهها وحجب رؤيتها

"صباحُ الخير إيريس, تبدين جميلةً للغاية" بإبتسامة رحبتُ بها, اقتربَت مُسرعةً وعانقتني بشدة

"اووهه, بيل أرجوكِ فلتخبري المُقرف إيدن أن يتوقف عن رمي ملابسه الداخليه في غُرفتي, في كُل مرةٍ نتشاجر!" انتحبت بصوتٍ مُرتفع, وظهر إيدن مُقهقها بينما يحشُر رقائق ذُرة جافة في ثغرة "سوف تختنق وتموت" نطقت بينما أمسح على ظهر إيريس

توقف عن الضحك, يلعق شفتاه وقد إختفت معالمه الساخرة من شقيقته

"اللعنه, يجب أن أذهب لأتمكن من اللحاق بثيو, أراكما لاحقاً" صاحت وبدأت بالركض مُبتعدةً, لوّح لها كلانا وبدأنا بالمشي إلى المدرسة "إذاً..." بتشديد نطق إيدن, يدس يداه في جيبيه, ويمشي بخطوات واسعة, مُحركاً جزأه العلوي للأمام والخلف بشكل ملحوظ؛ كما يفعل دائما حينما أمتنع عن الحديث عما حدث

بالكاد التقت أعيننا "ما الذي حدث؟ هل أحرقتي المنزل؛وخشيتي أن أراه؟" نطق يقضم شفته السُفلى بمحاولة لكبح قهقهته, نظرتُ إليه مُضيقةً عينيّ "ههه, مضحكٌ للغايه"

علت قهقهاته, وحل صمتٌ لبضع دقائق "إلتقيت بنوا, في طريقي للبقالة"

*******
إنتهيت بإخباره بكُل شيء حصل بالأمس, لا يبدو أي مما حدث ساحري ولكني حقاً أجد صعوبةً في تخطي رائحة السيجارة الممزوجة بهواء بارد

لا أستطيع تخطي كونه يحمل هالة غريبة, لم تكن كهالة غموض أكثر من كونها هالة صراحة وغرابة أطوار..

أغلقتُ خزنتي حمراء اللون حينما وضعت بها معطفي, والتقطت بعضاً من الأقلام

مُنذ كُنت في التاسعة من عُمري لم أُرد أي شيء أكثر من قصة حُب ملحمية عميقة, مليئة بمشاعر أشد عُمقا وإيلاماً