الفصل الرابع والعشرون

12.9K 278 4
                                    

الفصل الرابع والعشرون

عاصفة هوجاء محملة بأقوى وأعتى الرياح
تقف أمام القيصر هل سيتخطاها أم للقدر رأى آخر
قيصر ..... توبة
قصة فاقت معالم الوصف والخيال فهل ستكتمل
.........
مر أسبوع على ذالك الحادث وبدأت الأمور تعود لمجراها وأصبح جو الحزن يتلاشى تدريجيا
وبقى قيصر يواسى كلا من مايا وسيلين ويخفف عنهم فهو اخاهم ، ذهب إلى غرفة سيلين فوجدها تبكى فهى كانت تحب صفاء بشدة لينادى عليها قائلا : سيلين
انتبهت له وحاولت أن تخفى عنه دموعها ليقول :متحاوليش تخبى عليا
ما إن قال تلك الكلمه حتى ارتمت فى أحضانه تبكى بشدة وهو يمسد على ظهرها يهدئها
.......................
عند عدى وعائشة
كان عدى متأثر بشدة أثر ذالك الحادث على الرغم من أنه لم يمكث معهم كثيرا إلا أنه فى نهاية المطاف كان يعتبرها أمه ؛ عاش طوال حياته لا يعرف أهله حتى عرف أخيرا والدته لكن يبقى السؤال من هو والده ؟
حاولت عائشة ان تخفف من هول الأمور عليه فقالت : قدر الله وما شاء فعل ، كله قدر ومكتوب
عدى بحزن : أنا زعلان إنى ملحقتش أفرح برجعتهم ليا ؛ حتى لو حجاج الحربى مش أبويا بس أنا كنت بعتبره أبويا، دا أنا ملحقتش أفرح ومصدقت الدنيا تفرح ليا ؛ ليه كده ؟؟
عائشة : " وعسى أنا تكرهو شيئا وهو خير لكم " واحنا مؤمنين بربنا وموحدين
عدى : ونعم بالله
عائشة : طب خلاص بقى يا دودى ، ابتسم كده عشان ترجع الشغل من تانى ، حلو ان قيصر صبر عليك لحد كده
عدى وقد بدأ مرحه يعود إليه: جوزك مسيطر ويعجب برضو
عائشة : طبعا يا دودى
عدى بمكر : أنا ليا عندك تار قديم وحان وقت الدفع والسداد
لم تدرك عائشة كلامه لترى نفسها محملة على يدى عدى ليعيشا معا فى جو من الحب
هذا هو الحب .. حينما يستطيع المحبوب إخراج محبوبه مما هو فيه ... حينما يستطيع المحبوب جعل محبوبه سعيدا محلقا فى جو من الفرح والسرور .. فللحب معانى كثيرة أسماها ذالك الحب المبنى على التفاهم والتواد بين الزوجين
....................
عند قصى وسارة
سارة : مالك يا قصى
قصى : من ساعة الحادثه وقيصر هو وعدى مش تمام ، دايما زعلانين بالرغم من قيصر باين عليه البرود وكأنه مفيش حاجه حصلت بس انا عارفه وعارف إنه أول لما بيوصل البيت بينهار
القيصر جبل والجبل ده اتحمل كتير
أنا كنت عايز انتقم منه على قتل ابويا ؛ بس مش كده ، مش بطريقه تزعل صاحبى
تعرفى هو قال ليا ايه قالى " يمهل ولا يهمل "
سارة ببسمه : فعلا دا كان عقابهم على إللى عملوه فى حياتهم، بس الجبل لازم له جبل تانى يسنده، لازم تساعد صاحبك يا قيصر هو دلوقتى فى فترة عصيبه ولازم تخفف عنه
شعر بالفرح والرضى بداخله على هذه الزوجه المتفهمه التى تحاول اسعاده وإدخال السرور قلبه بشتى الطرق
هدىء من روعه قليلا ليعود إلى حالته الطبيعيه
.....................
عند القيصر
كان لتوبة أيضا دور هام فى تخفيف هول الفاجعة عليه فقدمت له الدعم ، وأصبحت له نعم الزوجه والشريك فى هذه الحياة، قرر أخيرا النسيان وأن يعود ويباشر عمله
يقف أمام المرآة يجهز نفسه للخروج وبقت توبه تطلع له بفخر حتى فرغ
وقفت أمامه كما هو عادته لتلقينه الشهادة فتقول : أشهد أن لا إله إلا الله
فيرد عليها قيصر بفخر: أشهد أن محمدا رسول الله
وبينما هو على وشك الخروج نادت عليه توبه قائلة : قيصر !!
التفت إليه لترتمى بأحضانه وجسدها يرتجف من شدة الخوف
قيصر بقلق : مالك يا توبه
توبه بخوف : قلقانه أوى وقلبى مقبوض متروحش النهاردة يا قيصر انا مش مطمنه خالص
قيصر بتفهم : إهدى بس يا حبيبتى... " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " مش ربنا قال كده برضو ؛ وبعدين أنا لازم اخرج وأروح الشركه وأشوف الأمور هناك
توبه : اوعدنى انك هترجع
قيصر : إن شاء الله ، لو ربنا أذن هرجع لكى
خرج قيصر وبقت توبه كما هى فى حالتها تلك من الخوف والفزع والتوتر ، تدعى بداخلها أن يحفظ لها زوجها ووالد ابنها ويرده إليه سالما
......................
ركب قيصر سيارته وتوجه بها إلى مقر شركته
فى إحدى الجوانب
نرى مالك وأمير الدسوقى يجلسان معا يخططان لقتل القيصر
مالك: قيصر خرج من القصر
أمير: تمام نبدأ ننفذ بقى ولازم نضمن انه يموت
وانطلق كل منهم ليفعل ما وكل إليه
.............
هاهو القيصر يسير فى الطريق وقرر أن يتصل بصديقه قصى ليجتمعا معا فى الشركه
قيصر: ايوا يا قصى
قصى : خير يا صاحبى
قيصر : تعالى على الشركه عشان نتابع شغلنا
قصى : تمام يا صاحبى
وبينما قيصر يتحدث فى الهاتف رأى شاحنه كبيرة قادمة نحوه حاول التحكم فى سرعة السيارة لكن الفرامل لا تعمل فأدرك أنه فى قدر محتم الوقوع
كان قصى لا يزال على الهاتف ليقول له قيصر : خلى بالك من توبه ومن ابنى يا قصى
قصى : مالك يا قيصر
قيصر : سلام يا صاحبى
ولم يسمع قصى شىء بعد ذالك سوى صوت حطام سيارات
فوق قلبه فى قدمه من أن يكون أصاب القيصر أى مكروه ؛ استطاع تحديد موقع ومكان القيصر ليذهب إليه بسيارته يسابق الريح خشية من أن قد يكون أصاب رفيق دربه مكروه
.................
على إحدى الطرقات نرى سيارة القيصر مقلوبة وهو بداخلها ينزف من كل انش جسده ، غائبا عن الوعى والناس من حوله يقفون فى موضع المتفرجون لا أحد منهم يساعد وكيف يساعدون وهم لا يقدرون على ذالك
وصل قصى بسيارته إلى ذالك المكان فوجد السيارة مقلوبة ليهبط قلبه ويرتفع ضغط دمه ؛ يخرج تنفسه بصعوبه ، خطواته بطيئه بل تكاد تكون منعدمه ، وصل أمام السيارة فوجد قيصر بمثل هذه الحالة وهو فى السيارة ، بقى متصنما محله بعض الوقت وهو غائب فى عالم آخر ليخرج صوته اخيرا هز كيان الأرض صارخا بكل قوته : قيصررررر
فعل كل ما بوسعه ليخرج صديقه من السيارة قبل أن تفجر وبالفعل استطاع فعل ذالك فجلس على الطريق واضعا رأس القيصر على قدمه وهو يحدثه فى نوبة بكاء هستيرية : قيصر قوم يلا ... هنشتغل النهاردة سوى .. طب استنى اما اتصل بعدى وأخليه يجى يشتغل معانا
اتصل قصى بعدى يحدثه على الهاتف وهو يبكى قائلا: قيصر يا عدى!!! قيصر
عدى بفزع وقد نهض من على كرسيه : ماله قيصر يا عدى
قصى: مش عارف ماله، جست لقيت عربيته مقلوبه . وفيه دم ؛ دم فى كل مكان وقيصر وشه كله دم ؛ الحق قيصر يا عدى
انطلق عدى هو الآخر بقلب تحطم بعد سماع تلك الكلمات فخرج إلى العالم الخارجى يتحدى جميع الصعاب لينقذ أخاه
..................
عند توبة فى القصر
كانت تنام بسلام حتى رأت هذا الحلم الغريب حيث ترى القيصر وجسده كله ملطخ بالدماء لتستيقظ فزعة صارخه بإسمه
حاولت أن تتصل به كثيرا ولكن لا أحد يجيب
اتصلت على قصى ولا يجيب أيضا
وأخيرا اتصلت على عدى ليقول :مش عارف ايه إللى حصل بس فيه مشكله صغيرة كده بنحلها وبعدين هاجى اخدك ووديكى لقيصر
لم يخبرها أى شىء فهو يعلم بخبر حملها ويعلم كم ستعانى إذا أخبرها فينبغى عليه الصمت حتى يعلم ما الأمر
...................
وصل عدى فوجد القيصر فى حالة يرثى لها اما قصى فقد جن تماما
نزل عدى من سيارته بسرعه وذهب إليهم فوجدهم فى مثل هذه الحالة فكانت صدمه بالنسبه له هو الآخر لكن ينبغى عليه التماسك فهو أملهم الوحيد للنجاة الآن
حاول عدى ان يحمل قيصر لكن لم يقدر فالقيصر يفوقه فى القوة والجسمان فيصرخ عدى فى قصى قائلا بغضب : فوق يا قصى وساعدنى بسرعة
انتبه له قيصر ليعود أدراجه من جديده فعاون عدى على حمل القيصر ووضعه فى السيارة
وانطلقت السيارة متوجهه لمستشفى الحربى
وفى الطريق إتصل عدى بزوجته عائشة فأخبرها أن تأتى بسارة وتوبة إلى المستشفى ولم يخبرها أى شىء آخر
............
كانت عائشة فى حيرة من أمرها فذهبت إلى سارة واصطحبتها وتوجهو إلى توبة
وما إن وصلو حتى وجدو توبة فى حالة من الفزع والخوف الشديدين
عائشة بقلق : مالك يا توبة
توبة : خايفه أوى على قيصر ومش بيرد على موبايله وعدى قالى ان فيه مشكله و هيجى ياخدنى بعد شوية
بدأت عائشة تجمع أطراف الموضوع لتدرك أنه خطر شديد فدعت بداخلها أن تكون الأمور على ما يرام فقالت عائشة : ما عدى قالى اخدكم ونروح لهم عشان هو مش فاضى يجى ياخدنا
........
انطلقت الفتيات متوجهين إلى المستشفى ولم تسأل أى من توبة أو سارة عن وجهة الوصول حتى وقفت السيارة أمام مستشفى الحربى
توبة : احنا ايه إللى جبنا هنا
عائشة : عدى هو قالى نيجى هنا ؛ تعالو ننزل ونشوف فى ايه
فى تلك الأثناء وصلت سيارة عدى الموجود بها القيصر فاجتمع جميع الأطباء حوله ليأخذو القيصر إلى غرفة العمليات
لاحظت توبه تجمع عدد كبير من الأطباء وقلبها متعلق بهذا الجانب بشدة
ساقتها قدمها إلى ذالك الجانب لترى قيصر فى مشهد تمنت أن لا تراه فيه أبدا
لتصرخ بأعلى صوتها : لاااااااا
انتبه لها عدى وقصى وكذالك عائشة وسارة لتخور قواها وتسقط فاقده للوعى
........

انتهى البارت
انتظرونى مع المزيد من الهيام القاتل

الهيام القاتل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن