الفصل الحادى والعشرون

15.1K 332 8
                                    

الفصل الحادى والعشرون

ماذا لو اشتكي أحدهم لله منك !؟
وذكر اسمك له بدموع عينيه وجعا
وماذا لو كان القلب الذي ظلمته
يحبه الله
....................
فى المساء عاد قيصر إلى القصر فوجد الجميع يجلسون فى الصالون انضم إليهم وبعد قليل جلس على طاولة الطعام وتوبة تضع الطعام أمامه تحت إصرارها
انتهى قيصر من تناول طعامه وجلس يناقش الأمور مع إخوته وسرعان ما انضم لهم حجاج
قيصر: أنا كلمت الحاج عبدالله وحددت معاه معاد وهنروح نقابله بكرة إن شاء الله، وكمان هيكون معاه أبو سارة
لأننا هنخطب عائشة ... لعدى و سارة ... لقصى
عمت الفرحه الأجواء من حولهم ، فرح الجميع وسعدو بهذا الخبر ليقول حجاج فى خزى: قيصر ، ينفع آجى معاكم
ماكان سيرد عليه قيصر لكن تذكر عهده لمحبوبته ليقول: تقدر تيجى
وفى تلك الأثناء خرجت صفاء من غرفتها وأثر البكاء والدموع واضحة عليها لتقول: قيصر
انتبه لها قيصر ونظر خلفه ليجدها بتلك الحالة المزرية فتابعت حديثها قائلة : أنا آسفه يا ابنى
انا أذيتك كتير ، مستحقش إنى أكون أمك او حتى إنى أكون أم ، سامحنى يا ابنى
قيصر بغضب: أسامحك على ايه والا ايه
أسامحك على لما كنت بقولك عايز حاجه دايما تقولى مش فاضيه، أسامحك على انك سلمتى أطفالك للخدامه ؛ أسامحك على لما كنت بقولك سيلين والا مايا بيعيطو تقولى سيبيهم يعيطو
ياااه كان نفسى أقدر أسامح لكن مينفعش
صفاء : حاول تسامحنى ، هفضل اطلب منك السماح دون كلل أو ملل
قيصر : يعنى لو سامحتك مش هتخلينى أشوف وشك و لا أسمع صوتك تانى
صفاء: سامحنى بس وأعمل إللى انت عايزه
قيصر : مسامحك على كل حاجه عملتيها مقابل انك تخرجى من حياتى ، مش عايز اشوفك فيها ، كفاية إللى عملتيه لحد دلوقتى
نظر قيصر إلى سيلين والى مايا ثم قال : كل أم بتكون فاكرة شكل أولادها وهم صغيرين بصى انتى كده لبناتك فاكره شكلهم كان ايه وهم صغيرين طبعا لأ !! وانتى هتفتكرى إزاى وانتى كنتى مشغولة بالخروج والسهرات فى الملاهى... انا مسامحكم لو قدرتى انتى وحجاج الحربى تمسحى الحاجات دى من سجل الحياة بتاعكم ، مسامحكم لو ربنا عفى عنكم وعن كل حاجه عملتوها، مسامحكم بس لو بدأتو حياتكم من تانى
صفاء بأمل : يعنى لو عملت كده هتسامحنا، ولو عملت كده هترجع تعتبرنا أمك وابوك
قيصر : لما تعملو كده يبقى هعمل لكم إللى انتو عايزينه بس للأسف مش هينفع
صفاء :هينفع؛ إن شاء الله هينفع
هروح انا وأبوك ونعمل حج وعمره وهنرجع وذنوبنا مغفورة ، هنروح واحنا بنستنى اللحظه إللى هنرجع فيها عشان نسمع كلمة ماما وبابا منكم وربنا غفور رحيم وفاتح باب التوبه للجميع ؛ بس اوعدنى انك هتسامحنا لو رجعنا بخير من الحج
قيصر : هسامحكم خالص وهرجع قيصر الطفل
فرحت صفاء بشدة وحجاج هو الآخر فقررو الذهاب إلى الحج للتكفير عن خطاياهم
..................
صعد قيصر إلى غرفته وصعدت معه توبة
جلس قيصر والجمود يخيم عليه فوضعت توبه يدها على كتفه نظر إليها لتقول : ابكى يا قيصر
خرج الحمل المكبوت إللى جواك
نظر لها وفاضت عيناه بالدمع فشدد من احتضانها وبكائه يزيد
وبعد قليل من الوقت قال : انتى من ساعة ما جيتى هنا وانتى غيرتى حاجات كتير
غيرتينى ، وجهتى اخواتى الطريق الصح ، ووجهتينى انا كمان لطريق الخير
انا بحبك اوى يا توبة واوعى تبعدى عنى،
نظرت له توبة بحنين وناما الإثنين معا لأول مرة كزوجين حقيقين
.................
فى الصباح
استيقظت توبة وفعلت نشاطها الصباحى المعتاد فقد فاتتها صلاة الفجر لأول مرة فى حياتها ؛ استيقظ قيصر فوجدها تصلى
وبعد أن انتهت قالت له : ليه مصحتنيش أصلى معاك الفجر
قيصر : اصلك كنتى تعبانه وبعد إللى حصل امبارح تعبتى أكتر
توبة : لما تعمل أى حاجه فيها خير صحينى أعمل معاك عشان ندخل الجنه سوا
قيصر : ماشى يا حبيبتى ؛ إن شاء الله هصحيكى وهنعمل كل حاجه سوا ثم تابع بخبث :بخصوص الموضوع ده بقى تعالى اما نعمل حاجه سوا
نظرت له توبة بعدم فهم ثم قالت : حاجه إيه
قيصر بمكر : تعالى وانا اقولك
ذهبت إليه توبه ليأخذها إلى عالم خيالى لا يوجد به سواهم ليريها العشق على طريقة القيصر
..............
وقت الظهيرة
اجتمع الجميع فى الصالون واستعدو للذهاب لبيت الحاج عبدالله ؛ الجميع ينتظر قيصر وتوبة
فى الأعلى عند قيصر وتوبة
توبة : يلا يا قيصر عشان منتأخرش
قيصر :جاى أهو استنى شوية
توبة بغيرة واضحه : اخلص انت مش رايح تخطب دا عدى خلص قبلك
قيصر : خلصت أهو
نظرت توبه إليه لتسرح فى شكله الرائع الجذاب الكفيل بأن يذيب قلب أى فتاه لتقول : انت تمشى ماسك ايدك فى ايدى أى بنت تكلمك متردش عليها
قيصر : لحظه بس هى دى إللى بيسموها غيرة
توبة : سميها زى ما تسميها هو زى ما انا قولت وبس
قيصر : شكلها كده هرمونات الحمل هتطلع على دماغى انا ... بس حاضر أى أوامر تانيه ؟
توبة : اه .. انزل قول لامك وابوك انهم هيجو معانا
قيصر بغضب: لا مش هقول لهم حاجه
توبة : يعنى انت متخيل ايه هيكون شعورهم واحنا كلنا روحنا وهم مش هيجو معانا
قيصر : بس انا سمحت لحجاج انه يجى
توبة : واسمح لامك كمان
نظر لها قيصر بطرف عينيه ثم قال بخبث : موافق بس بشرط
توبة : شرط ايه
قيصر : هقولك عليه لما نرجع عشان دا موضوع يطول شرحه
توبة وهى غير مدركة لحديثه: ماشى
..................
نزلت توبة إلى الأسفل وهى تتأبط زراع قيصر وما إن نزلو حتى قال عدى بغضب : كنتو بتعملو ايه دا كله هتضيعو عليا الجوازه
قيصر بغضب هو الأخر: ما تتلم وانجز بدل ما ألغى الموضوع كله من واحنا هنا
عدى : لا ... أنا آسف يا كبير يلا نمشى
وبينما هم على وشك الخروج قال قيصر موجهها كلامه إلى مدام صفاء التى تقف تنظر إليهم بحزن فابنها ذاهب لعروسته وهى ليست معه فقال قيصر : ايه يا مدام صفاء مش هتيجى معانا والا ايه
نظرت له بعدم تصديق فذهبت ولبست ثيابها وتوجهت معهم ... وصل إلى قيصر نظرات عدى الممتنه التى يشكره بها على فعلته تلك
...............
التقت سيارات عائلة الحربى بسيارات قصى الفخرى فى الطريق
وذهبت السيارات جميعا لتقف أمام بيت الحاج عبدالله
صعد الجميع إلى الأعلى فكانت فرحه بالنسبة لتوبة ان التقت بعائلتها وفرحة لهم بعد أن عرفو بخبر حملها
جلس الرجال يناقشون الأمور وحان وقت أن يجلس كل منهم مع محبوبته قليلا فى رؤية شرعيه مباحه لهم
فبقى عدى وعائشة فى غرفة وقصى وسارة فى غرفة أخرى
............
عند عدى وعائشة
عدى : بصى انا جاى دلوقتى عشان نتفق على الزواج ؛ مش هقولك لما نتزوج حبينى أكتر واحد لأ .. لأن حبك الأول هيكون لابوكى
هكون سندك وابوكى واخوكى وزوجك
انا مجنون شوية ... لا انا مجنون شويتين بس شويتين صغيرين والله مضطره تستحملينى معلش بقى ؛ عندى كلمة عايز اقولها لكى بس وعد هقولها لكى بعد كتب الكتاب وقدام الناس كلها هقولها لكى
ثم تابع : دا كل حاجه حابب أوضحها لكى وأظن انك مش عايزه تقولى حاجه اتفضلى بقى اطلعى لوالدك عشان ميفكرش إنى أكلتك
ثم شرب كوب ماء ليهدأ من روعه ومن فرط توتره
خرجت عائشه وهى تكبت ضحكاتها عليه بصعوبة بالغه تريد الضحك وبشدة
..............
أما عند قصى وسارة
قصى: أنا اسمى قصى الفخرى ... والدى متوفى ووالدتى متوفيه برضو وعايش فى فيلا لوحدى ؛ أنا مكنتش حتى اعرف اسمك بس فرحت جدا لما عرفته .... سارة ....
مش هقول لكى عن مشاعرى إلا لما تكونى فى بيتى وتكونى حلالى لأنى عرفت انه حرام اقول قبل ما نتزوج ؛ عشان مخبيش عليكى حاجه انا كنت شخص سىء جدا وبسهر وبشرب خمر وبعمل حاجات أكتر من كده وأسوأ كمان بس انا اتغيرت وهكون لكى الزوج إللى يعينك على طاعة الله
اتمنى تقبلى تكونى زوجتى وكل عالمى وتشاركينى حياتى وبيتى ونملاه سوى ولاد وبنات
توردت وجنتيها بشدة وخرجت من الغرفه سريعا
ليقول قصى فى نفسه : طول عمرك غبى يا قصى .. وهى زعلت اهى ومش هيكون فى جواز ولا يحزنون... بس ايه يعنى لو موافقتش هخطفها
.............
أخبرت كل فتاه منهم والدها برأيها
واجتمع الرجال من جديد
عدى خائف من أن ترفضه
أما قصى فكان شبه متأكد من رفضها لأنها تركته وخرجت فأخذ بعد الخطط الإجراميه بداخل عقله فهى ان لم توافق سيخطفها بكل تأكيد
صدح صوت الحاج عبدالله ليقول: بنتى عائشه موافقه على الأستاذ عدى
قام عدى فجأة ليصدح صوته فى أرجاء الغرفة قائلا : يحيا العدل
ضحك الجميع عليه بشده فجذبه قصى وأجلسه ثم قال له : اقعد يخربيتك فضحتنا؛ واقع واقع يعنى
وبعد قليل أعلنو عن موافقة سارة أيضا
فرح الجميع بشدة واحتضن قيصر كلا من قصى وعدى يهنأهم بهذا الخبر السار
أشار عدى إلى قيصر فتفهم قيصر إشارته ليقول : احنا هنعمل الفرح وكتب الكتاب مع بعض الأسبوع الجاى وأثناء الفرح هتلبس كل عروسه دهبها إللى عريسها جابو لها
وافق الجميع على تلك الفكرة لكن وقف الوقت حائلا ليقول الحاج عبد الله: بس أسبوع واحد وقت قليل جدا ومش هنلحق نجهز بناتنا
عدى : بس كل واحد فينا بيته جاهز من كله مش ناقصه إلا العروسه
وافق الحاج عبد الله على ذالك لكنه أصر على جلب بعض الأشياء لإبنته وكذالك والد سارة
.................
بالغرفة التى تجلس بها النساء
انطلقت التهنئات والمباركات فرحا بهذا الخبر السار
أحسن صفاء أنها اخطأت بحق تلك العائلة أيضا فقالت موجهه كلامها لهناء: أنا آسفه جدا يا جماعه على إللى حصل منى ؛ أنا اهنتكم كتير وتماديت معاكم فى الكلام
هناء بابتسامه: ولا يهمك ، حصل خير
احنا بقينا أهل ومفيش داعى للكلام ده بينا
صفاء : بجد بهنيكى على تربيتك لبناتك ونعم التربيه
نظرت هناء بفخر إلى بناتها وقامت باحتضانهم
فى تلك اللحظه تذكرت صفاء بناتها وكم تمنت مثل هكذا مشاعر بينها وبين بناتها لتذهب إليها توبة وتقول : تسمحى اقولك يا ماما
أدمعت عين صفاء فبالرغم من ما فعلته معها ترغب أن تناديها ماما احتضنتها صفاء بشدة
وانتهى اليوم فى سعاده وسرور
.......
حان وقت الرحيل وكل من عدى وقصى يودع حبيبته بعيون مشتاقه للقاء يرغبون بأن ينقضى هذا الأسبوع سريعا ليأتى موعد الفرح
نزل الجميع عائدين للمنزل
فى سيارة قيصر
قيصر : كان يوم حلو النهاردة، حبيب والا حبيبة بابا عامل إيه
توبة: الحمد لله
قيصر بمكر : لما نروح بقى هقولك على الشرط
وبعد قليل أحست توبة بألم شديد ببطنها تحملت حتى لا تقلق قيصر ظنا منها انه مجرد مغص ، لكن الألم زاد وبشده لتصرخ من شدة الألم؛ فزع قلب قيصر عقب صراخها ليذهب سريعا إلى الطبيبه
.......
وصل أخيرا إلى إحدى طبيبات النساء
وحملها وصعد بها إلى الأعلى وضعها على سرير الكشف وظل ممسك يدها بتوتر حتى فرغت الطبيبه من فحصها
الطبيبه : وضعها حساس جدا وخصوصا انها لسه فى شهورها الاولى ؛ فأول 3شهور ممنوع الحركة إللى فيها مجهود ، وكمان ممنوع أى تخاطب جنسى ما بينكم
خرجا الإثنين من عند الطبيبه وتوجهو للأسفل لتقول توبة : كنت بتقول ان فيه شرط ايه هو يا قيصر؟
قيصر بحنق: ما خلاص الدكتورة سدت الطرق فى وشى ؛ العيل إللى فى بطنك ده عامل مشاكل من قبل حتى ما يجى
بالرغم من انها لم تفهم كل كلامه إلا أنها ضحكت عليه
وانطلقو عائدين الى القصر
..............

انتهى البارت
انتظرونى مع المزيد من الهيام القاتل

الهيام القاتل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن