علامات وأعراض _ الوسواس القهري

304 23 57
                                    

علامات وأعراض
الوساوس وفق التعريف الطبّي هي أفكار تؤوب وتتكرّر بإلحاح واستمرار وتسيطر على الذهن رغم المحاولات الحثيثة لتجاهلها أو مواجهتها.
يعاني المصابون بالاضطراب الوسواسي القهري (OCD) من الوساوس التي تدفعهم إلى القيام بممارسات بشكل قهري يصعب مقاومته من أجل البحث عن خلاص من القلق المتولّد عن هذه الوساوس. تتفاوت درجة الوساوس الأولية والأفكار المتدخّلة من حيث درجة وضوحها بين الأفراد؛ حيث أنّ البعض قد تكون لديه وساوس غامضة تولّد شعوراً عاماً بالتشتّت أو التوتّر المترافق بالاعتقاد أنّ الحياة لا يمكن تستمرّ بشكل طبيعي مع بقاء حالة الاضطراب تلك. قد تقود الوساوس الأكثر شدّة من ذلك بالانشغال الذهني بفكرة أو صورة شخص قريب من الهلاك،
أو قد تؤدّي إلى أفكار متدخّلة تؤثّر على العلاقات الحميمة في محيط المصاب. من الوساوس الأخرى التي تسيطر على أذهان المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري الاعتقاد بإمكانية حدوث أذىً حاصل من مسبّب غيبي (كالإله أو الشيطان) أو مسبّب مرضي وذلك للشخص المصاب بالاضطراب أو للأشخاص الذين يهمّه أمرهم. من الوساوس القهرية أيضاً حالة الاكتناز القهري لدى البعض، الذين يعاملون الأشياء الجامدة بارتباط عاطفي؛ أو العدّ وإحصاء الأشياء؛ وفي بعض الحالات النادرة قد يمرّ المصابون بالاضطراب الوسواسي القهري بمشاعر وأحاسيس بوجود نتوءات غير مرئية منبعثة من أجسامهم، أو الشعور أنّ الأشياء الجوامد حيّة.

قد يصل الأمر في الوساوس في بعض الأحيان عند بعض المصابين إلى الشؤون الجنسية، بحيث تتكرّر الأفكار المتعلّقة بالممارسات الجنسية من التقبيل والعناق والمعاشرة، والتي تتجاوز في بعض الأحيان إلى التفكير بشذوذ، مثل الاغتصاب وسفاح القربى والاعتداء الجنسي على البشر بمختف أعمارهم وحتّى على الحيوانات. ما يميّز الوساوس الجنسية عن مجرّد الأفكار المتدخّلة العابرة لدى المصابين في هذه الحالة أنهم يعيرونها القدر الكبير من الاهتمام، فعلى سبيل المثال تعتري الأشخاص المصابين باضطراب OCD المخاوف الوسواسية فيما يخصّ التوجّه الجنسي لديهم، أو حتّى المحيطين بهم، وذلك على شكل أزمة في الهويّة الجنسية.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الشكّ الذي يصاحب الاضطراب الوسواسي القهري يؤدّي إلى الالتباس والاختلاط فيما يتعلّق بالتصرّفات مع الأشخاص المحيطين، ممّا يدفع إلى تعنيف الذات والاشمئزاز منها. من الوساوس الفكرية أيضاً استحواذ أفكار متعلّقة بالعنف ممّا يؤدّي إلى الخوف، مثل وساوس الطعن بالسكين أو الرمي بالرصاص أو إصابة الأشخاص أثناء قيادة السيّارة.
يعلم المصابون بالاضطراب الوسواسي القهري أنّ الأفكار والممارسات التي يقومون بها غير منطقيّة، لكنّهم لا يستطيعون مقاومتها والتخلّص منها.

الوساوس التكوينية
أحياناً ما يبدو الاضطراب الوسواسي القهري أقلّ حدّة وذلك من غير حدوث وساوس قاهرة جهاراً. تدعى هذه الوساوس غير القاهرة بالوساوس البدائية أو الأوّلية أو الوساوس الصرفة، وهي التي تميّز الحالات في اضطراب OCD إلى مدى يصل في بعض التقديرات إلى حوالي 50% إلى 60% منها. على الرغم من ذلك، فإنّ هذه الوساوس غير القاهرة منهكة ومتعبة، وخاصّة إذا كانت مصحوبة بالقلق والخوف من الأذى أو الخطر المحيق المميت بالشخص نفسه أو من حوله.
على الرغم من عدم الحاجة إلى الإتيان بممارسات قاهرة علانية، إلّا أنّ الأشخاص المصابين بهذا النوع من الوساوس قد يمارسون طقوساً معينة خفاءً، أو قد يشعرون بضرورة تجنّبهم للمواقف التي قد تسمح للأفكار المتدخّلة أن تبرز. كنتيجة لهذا التجنّب قد يكابد هؤلاء الأشخاص العناء بشكل كبير من أجل محاولة ملء أدوارهم الاجتماعية على الصعيد العام والخاص، حتى وإن كانت هذه الأدوار ذات أهمّية كبيرة لهم في الماضي.

مجله طبيب نفسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن