التشخيص
يُشخّص الاضطراب الوسواسي القهري عادةً من النفسانيين أو الأطباء النفسيين أو المؤهّلين المرخّصين في مجال الطبابة النفسية. وفق الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM) تشخّص الإصابة بالاضطراب الوسواسي القهري عندما يبدي المرء الوساوس أو العادات القاهرة (القواهر) أو كليهما؛ وخاصّة عندما تحمل هذه الوساوس أو القواهر سمة مرضية. من أمثلة هذه الظواهر وفق دليل DSM الهجوم المتوالي والمتكرّر للأفكار أو النزوات أو الصور والتي تؤدّي إلى تخييم شعور بالقلق أو بالكرب، وذلك بشكل مغاير لما يواجهه المرء عادةً عند حدوث مشاكل في حياته. قد يتمكّن المرء المتوازن عادة من تجاهل أو مقاومة مثل هذه الأفكار أو العادات القاهرة، أو أن يستطيع أن يكبح من جماحها بأفكار أو تصرّفات معاكسة، بشكل يتيح له تمييز هذه القواهر على أنها غريبة أو غير منطقية. بالتالي يكون للوساوس والقواهر سمة مرضية عندما يرافق عدم الاستجابة لها شعور بالكرب والضغط النفسي والقلق. بالإضافة إلى ذلك فإنّ هذه الوساوس والقواهر يجب أن تكون مستهلكة للوقت، ممّا يؤدّي إلى خلل في حياة الشخص على الصعيد الاجتماعي أو المهني.
من المفيد إجراء تقييم كمّي لمدى شدّة أعراض الاضطراب الوسواس القهري قبل وأثناء العلاج. فبالإضافة إلى التقدير الشخصي للوقت المستنزف يومياً لإخفاء الوساوس والعادات القاهرة كأفكار أو كسلوك، فإنّه يمكن استخدام أدوات لقياس حالة المصابين بالاضطراب. من هذه الأدوات مقياس ييل-براون الوسواسي القهري (Y-BOCS)، ممّا يسهّل على الاستشاريين النفسيين تقدير ومعالجة الحالة. يوضع الاضطراب الوسواسي القهري في بعض الأحيان مع مجموعة من الاضطرابات تعرف باسم "الطيف الوسواسي القهري".
التشخيص التفريقي
عادة ما يتداخل تشخيص الاضطراب الوسواسي القهري مع حالة اضطراب الشخصية الوسواسية (OCPD). إنّ حالة الاضطراب الوسواسي القهري غير منسجمة أو غير متناغمة مع الأنا، أي أنّ هذا الاضطراب لا يتوافق مع مفهوم الذات للشخص الذي يعاني منه؛ولذلك يعاني الأشخاص المصابون بالاضطرابات غير المنسجمة مع ذاتهم بالكرب المصاحب لها. بالمقابل، فإنّ اضطراب الشخصية الوسواسية منسجم مع أنا المصاب، بدليل تقبّله للسلوكيات والخواص المميّزة الظاهرة للعلن كنتيجة لذلك، وهي متوافقة مع صورة الذات لديه، أو أنّها بشكل آخر ملائمة أو صحيحة أو منطقية. لذلك فإنّ المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري مدركون أن سلوكياتهم غير منطقية، وهم غير سعداء لوجود قواهر في حياتهم، ولكنهم يشعرون بالعجز حيالها. أمّا أصحاب اضطراب الشخصية الوسواسية فهم لا يشعرون بوجود أي شيء غير طبيعي، بل هم على أهبة الاستعداد لشرح تصرفاتهم وتبريرها على أنّها منطقية، ممّا يصعّب من مهمّة إقناعهم عكس ذلك، بل قد تعتريهم السعادة واللذّة من ممارسة تلك الوساوس والعادات القاهرة.
أنت تقرأ
مجله طبيب نفسي
Sonstigesاهلاً بكم في " مجله طبيب نفسي " في هذا الكتاب سوف تتعرف على العديد من الحالات النفسية وسوف تتعلم ايضاً طرق معالجتها وأعراضها وماهي بالظبط ،،