أسباب الوسواس القهري

199 13 24
                                        

الأسباب
لا يوجد سبب واحد محدّد لمرض الاضطراب الوسواسي القهري؛ ولكن يعتقد أنّ العوامل الجينية (الوراثية) والبيئية المحيطة تلعب دوراً في التسبّب به، وما يزيد من احتمالية الإصابة به وجود سجلّ من إساءة المعاملة في مرحلة الطفولة، أو العوامل الأخرى المسبّبة للتوتّر. بالإضافة إلى ذلك هناك عدد كبير من الدراسات يربط بين الوظائف الحيوية للدماغ وبين السلوك الوسواسي القهري.

العوامل الوراثية   
أظهرت بعض الدراسات وجود بعض المكوّنات الوراثية (الجينيّة) المتأثّرة والمرتبطة بالاضطراب الوسواسي القهري وذلك في التوائم الحقيقية بشكل أكبر من التوائم غير الحقيقية. كما أنّ الأفراد المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري غالباً ما يكون لديهم واحد من أفراد العائلة من الرتبة الأولى مصاباً بنفس الاضطراب، وعندما يتطوّر الاضطراب في الصغر، فإنّه غالباً ما يكون بسبب عائلي أكبر منه عند تطوّره عند البالغين. على العموم، يعزى حوالي 45-65% من حالات الإصابة بالاضطراب الوسواسي القهري عند الأطفال إلى عوامل وراثية جينيّة. وهذا ما أثبتته أدلّة دعمت احتمالية وجود استعداد متوارث في النمو العصبي الداعم لحدوث الاضطراب. كما عُثر على وجود ترابط بين الاضطراب الوسواسي القهري مع وجود طفرة في الجين المسؤول عن نقل السيروتونين (hSERT) وذلك في عيّنة عائلات لا قربى بينها.

وفق اعتبار آخر حسب علم النفس التطوّري فإنّ الأشكال المعتدلة من السلوك القهري ربما كان لها إيجابيات تطوّرية؛ ومن أمثلة ذلك المتابعة المستمرّة للنظافة وتكديس الطعام وتفقّد الموقد والاحتراس من اقتراب الأعداء. بالتالي فإن الاضطراب الوسواسي القهري يمكن أن يكون الطرف الأقصى الإحصائي لهذه السلوكيّات والناشئ عن "تكدّس" لجينات مهيّئة لهذا الأمر.

البيئة المحيطة   
في رأي مثير للجدل اقترحت فرضية وجود علاقة بين بداية واستهلال الاضطراب الوسواسي القهري عند الأطفال والبالغين مع متلازمة مرتبطة بعدوى من بكتريا العقدية المقيّحة تعرف اختصاراً باسم باندز (بانداس).

الوظائف الحيوية
أظهر التصوير العصبي الوظيفي لدماغ المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري أثناء ظهور الأعراض عليهم وجود نشاط غير طبيعي في منطقة القشرة الجبهية الحجاجية، وفي الجانب الأيسر الظهراني الجانبي للقشرة أمام الجبهية، وفي الجانب الأيمن من القشرة أمام الحركية، وفي الجانب الأيسر من تلافيف الفصّ الصدغي العلوي، وفي الكرة الشاحبة الخارجية وفي منطقة الحصين والجانب الأيمن من المعقف. كما لوحظ وجود فرط في النشاط في الجانب الأيسر من النواة الذنبية، وفي التلفيف الحزامي الخلفي. إلّا أنّ تحليلاً تلوياً يعود إلى سنة 2004 بيّن أنّ المناطق التي يحدث فيها تكرار لفرط النشاط بشكل ثابت لدى المصابين بالاضطراب الوسواسي القهري في الدماغ هي الفصوص المدارية ورأس النواة الذنبية؛ أمّا باقي المناطق فكانت البيانات فيها متفاوتة ومتباينة. بالإضافة إلى ذلك لوحظ وجود تشابه وترابط في آليات نظام المسار العصبي بين الاضطراب الوسواسي القهري واضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، حيث يكمن التشابه في الاختلال الوظيفي في منطقة القشرة الحزامية الأمامية والقشرة أمام الجبهية، بالإضافة إلى نواقص مشتركة في الوظائف التنفيذية، كما لوحظ وجود صغر في حجم الجانب الظهراني الجانبي للقشرة أمام الجبهية.

مجله طبيب نفسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن