يعدّ العلاج السلوكي المعرفي (CBT) واستخدام العقاقير نفسانية التأثير إحدى أولى الوسائل لعلاج الاضطراب الوسواسي القهري.يمكن لوسائل العلاج النفسي الأخرى مثل الوسائل الديناميكية والتحليلية النفسية أن تساعد في إدارة علاج بعض جوانب الاضطراب، إلّا أنّ الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين كانت قد أبدت ملاحظتها سنة 2007 عن نقص دراسات علمية ضابطة ذات فعالية في التعامل مع الأعراض الجوهرية للاضطراب الوسواسي القهري.
من المهمّ أيضاً إطلاع محيط المريض من الأهل والأصدقاء وتعريفهم بالمرض وكيفية علاجه والأسلوب الصحيح للتعامل مع المريض، ممّا يخفّف في النهاية من حدّة المواجهة مع الحالة.
العلاج النفسي
يعد أسلوب العلاج بالتعرّض من وسائل العلاج النفسي للاضطراب الوسواسي القهري، وخاصّة طريقة التعرّض و منع الاستجابة، والتي تتضمّن تعليم الشخص أن يكون بتماس مباشر عمداً مع المواقف التي تولّد الأفكار القاهرة والمخاوف من غير أن تدفعه إلى القيام بالعادات القاهرة المقترنة مع الوساوس، وذلك بشكل تدريجي إلى أن يتمكّن من تحمّل الانزعاج والقلق جرّاء عدم ممارسة ذلك السلوك الطقوسي. على سبيل المثال، في حالة شخص لديه وسواس قهري يخصّ أمر نظافة البيئة المحيطة، يتمّ أولاً دعوة الشخص إلى أن يمسّ غرضاً "متوسّط التلوث" (مثل منديل كان قد لمس منديلاً آخر كان على تماس مع نكّاشة أسنان كانت على تماس مع كتاب أتى من مكان "ملوّث" مثل المدرسة). تكون العملية بحدّ ذاتها حينئذٍ تعريضاً، أمّا منع الاستجابة فيكون بحثّه على عدم غسل يديه في تلك الحالة. كمثال آخر يكون فرضاً بترك المنزل وتفقّد القفل لمرّة واحدة (التعرّض) وذلك من غير العودة والتفحّص لمرّة ثانية (منع الاستجابة). بذلك يتعوّد الشخص بشكل سريع نسبياً على المواقف المولّدة للقلق ويكتشف كيف أن مستويات القلق ستنخفض بشكل كبير، وربّما تصل الأمور معهم بأريحية إلى أن يلمسوا شيئاً أو غرضاً "شديد التلوث" أو أن لا يتفقدوا قفل الباب بالمرّة.يعّد هذا الأسلوب في العلاج ناجحاً للاضطراب الوسواسي القهري في كثير من الحالات؛ إلّا أن بعض الباحثين شكّكوا به وانتقدوا جودة الدراسات الداعمة له. حيث يشير البعض إلى ضرورة مزاوجة العلاج النفسي مع العلاج بالعقاقير نفسانية التأثير، على الرغم من دراسات راهنة لاحظت عدم وجود فرق في نتيجة علاج الأشخاص المصابين الوسواسي القهري إن كان بمزاوجة استخدام العقاقير مع العلاج السلوكي المعرفي أو باستخدام الأخير وحده.
العلاج الدوائي
من المفضّل مزاوجة العلاجين النفسي والدوائي لمعالجة الاضطراب الوسواسي القهري، لذلك تأتي مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية كأسلوب علاج في الرتبة الثانية بالنسبة للبالغين المصابين بالاضطراب ذي الشدة المتوسّطة، في حين أنّها تأتي في المرتبة الأولى في الحالات الشديدة؛ أمّا بالنسبة للأطفال فيأتي العلاج بالعقاقير في المرتبة الثانية سواء أكانت الحالة متوسّطة أو شديدة الأثر، مع ضرورة المراقبة اللصيقة لأيّ آثار جانبية نفسانية
إنّ أكثر العقاقير الدوائية المستخدمة في علاج الاضطراب الوسواسي القهري هي مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية. ومن الأدوية ذات الفعالية أيضاً عقار كلوميبرامين، والذي ينتمي إلى فئة مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، إلّا أن له معدّلاً مرتفع نسبياً من الآثار الجانبية. تبدي مثبّطات استرداد السيروتونين الانتقائية نجاعة في علاج الاضطراب الوسواسي القهري، إذ أنّ نسبة الأشخاص المستجيبين للعلاج بها تبلغ حوالي ضعفي نسبة الأشخاص المعالجين بالغفل (بلاسيبو). يبرز أثر هذه النجاعة في كل من محاولات العلاج المستمرّة قصيرة الأمد (من 6 أسابيع إلى 24 أسبوع)، وبعد إيقاف الجرعات بعد فترة علاج طويلة (من 28 إلى 52 أسبوع).
أنت تقرأ
مجله طبيب نفسي
Aléatoireاهلاً بكم في " مجله طبيب نفسي " في هذا الكتاب سوف تتعرف على العديد من الحالات النفسية وسوف تتعلم ايضاً طرق معالجتها وأعراضها وماهي بالظبط ،،