خرج من غرفة السيد رايتشل مغلقا الباب بهدوء، لقد تحسنت حالته كثيرا لكنه لم يذكر اسم ابنته رغم أنه زاره عديدا من المرات، و هذا شكل له دافعا آخر لاكتشاف سر تغير أوديت.
لطالما كان السيد رايتشل أفضل صديق لوالده وتكريما لروحه الغالية هو اعتنى بأثمن كنز تركه، اعتنى به كما لو كان والده، لذلك إعادة ابنته له أفضل رد للجميل الذي قدمه له.
جلس في حديقة المشفى ورأسه بين كفيه بينما تعود ذكرياته إلى ذاك اليوم المشؤوم؛ يوم حادثة والديه والتي فقدا فيها روحهما، هو لم يتقبل الأمر و صرخ في وجه كل من حاول إقناعه بأنهما فارقا الحياة ورغم أنه رأى جثمانهما إلا أنه أنكر موتهما قائلا أنهما لن يتخليا عنه.
حتى أنه رفض التحدث مع أوديت نفسها مطالبا إياها بالابتعاد عنه وأنه يريد وقتا لنفسه، مرت شهور وهو على تلك الحال رغم محاولات السيد رايتشل وابنته في إخراجه من قوقعته تلك.
وصل به الأمر لمحاولة استرجاعههما عن طريق السحر، سرق أحد الكتب من ساحرة مشهورة في العاصمة ولكنه قبل مغادرته هي تمتمت بضع كلمات مؤشرة له لتتابع بصراخ أن ذاك الكتاب ملعون الآن، لكنه لم يأبه فقد كان عقله صغيرا وظن أنه هكذا سيعيد والديه غير دار أن للسحر حدودا أيضا
هو رسم تلك الدائرة التي تتوسطها نجمة خماسية بالطباشير ووضع شموع والدته المعطرة وذلك أمام أعين أوديت القلقة والتي استمعت لكل الخطوات عندما كان يقرأ لكنها لم تفهم ما يحاول فعله.
لم تفلح فكرته في استحضار روحهما فتلك الشموع ليست للسحر والدائرة ليست من دماء، لم يكن يملك شجاعة كافية لقتل حيوان واستخدام دمائه لذلك هو استسلم فحسب ووضع الكتاب في العلية الخاصة بمنزل أوديت وسط صندوق قديم معتبرا إياه مجرد طلاسيم لا تفيد في شيء.
وليخرج من وحدته طلب من السيد رايتشل إرساله للخارج ليتم دراسته هناك.
يوم مغادرته عن لندن كان يوما ماطرا، هو لازال يذكر كيف كانت أوديت تركض خلف سيارة الأجرة تتوسل إليه بعدم الذهاب، وقد رأى بوضوح أنها تعثرت وسقطت وسط تلك البركة ودموعها اختلطت بمياه المطر مخلفة لوحة كئيبة داخل ذهنه.
لوحة لم ينساها طوال السبع سنوات، وهي سبب عودته أيضا.
شعور الذنب ينهشه الآن فهو السبب، هو من أحضر الكتاب وأراها الخطوات أيضا، كم كان غبيا حينها، بسبب عناده هو دمر حياتها الآن، هو يدرك أن عليه إيجاد الكتاب ولكن ماذا بعد؟
كيف يتخلص من تلك الروح أو الكيان إن صح القول فهو للآن لا يدري ماذا كانت تحاول استحضاره وكيف انتهى بها الأمر لأن تحتل جسدها.
لو أنه اتبع الخطوات الصحيحة لكان مكانها الآن فاللعنة التي ألقتها تلك الساحرة قد تكون أحد أسباب ظهور هذا الكيان،
مهلا أليست الساحرة جزءا من المشكلة، إذا يجب أن تكون جزءا من الحل أيضا.
استقام من على المقعد متجها إلى بداية كل هاته المصائب المتشابكة والمعقدة، مكان تواجد الساحرة الملقبة بصائدة الأرواح.

أنت تقرأ
لعنة داجية
Ужасыعاد بعد سبع سنين هربا من ماض مشين، تواق لرؤية فتاته الدعجاء ليصفع بمرارة حاضر أسوء منه ماض، تغير عصف بها و من ملاك بأجنحة فراش تحولت إلى شيطان بأعين حمراء صارت. فهل له أن يعيدها؟ Odette Lucas