تتسلل خيوط الشمس من نافِذة غُرفتِها لتقطع تأمُلّهِ العميق بِها،
عاريةٌ لا يُغطّي جسدها غيرُ مِلاءة سرِيرها البيضاء، وجهها جمّلتهُ رِمال النعيم المُبعثر عليه بكثرةٍ، حاجِباها العريضان عُقدو علامة على الإنزعاجِ من آشعةِ الشمسِ ولكن سُرعان ما عادو لطبيعتهُما، شعرها الحريريّ والذي مازالَ ملمسهُ الناعِم بين يداهُ..
لم يرى ملاكًا قبلًا ولكنه ظنّ أنها حتمًا واحِدةً منهم.شرَدَ بِها لايعلم أيّهما صوابًا: أيحقد عليها كونِها بشرية -أحدى أعمق أُمنيَاتهُ التي لن تتحقق-؟، أم يحقد على نفسهُ كونه تمكن من قضاء الليلِ معها؟
ولكن إن كانَ مُتأكِدَا من شيءٍ واحِدًا فهوَ أنهُ كانَ يمضي أفضل أيام حياتهُ.
إقتربَ ليتلمس خُصلتِها المُتمرّدة والتي إنزلقت لمُقدمة رأسِها وقد أدركَ أنهُ أحمقًا عِندما إصطدمت يدهُ بالآشِعة الذهبية الرفيعة التي سقطت علي وجهها وقد أصابتهُ بحرقٍ، سريعًا ما إنتشر بِجلدِ يدهُ وسريعًا ما إلتئمَ بفضلِ قِواه الغير آدمية.
كانَ بالفِعلِ علي وشكِ الصُراخ ولكنّهُ تذكر الجميلة النائِمة أمامهُ والتي قد حظت بيومٍ سيءٍ البارِحة وبالكادِ نامت لِساعتينِ!
أما هي فقد أحسّت بكُلِّ هذه الحركة وقد سرقت آشِعة الشمس نومِها مِنها؛ لذلك فتحت عيناها مرّةً واحِدةً ومن ثُمّ أغلقتهما حتي تستوعِب ما يحدُث وتعتاد على الضوءِ.
وقد راقبَ هو كلّ هذا ونسيّ تمامًا ألمَ يده ووضعَ تركيزه بالكامِل علي رموشِها الطويلة وكيفَ إبتعدت عن بعضِها مُفسِحةً الطريق أمام مُقلتاها للظهور وإنتشالِ أنفاسهُ ..إن كانَ يتنفس!
"صباحُ الخيرِ" قالت بإبتسامةٍ مُرهقةٍ وصوتٌ مُتحشرجٍ، ورُغمَ هذا وجدَها جميلةً
"صباحُ الخيرِ"فركت عيناها بأنامِلها والتي لِتوِّها تذكرَت أنهم قد لمسوا كلّ إنشٍ بجسدهُ الموشوم ليلةَ أمس.
فاضت مشاعِرُها في هذه اللحظة وتأرجحت بين الخوفِ، الحُزن، السعادة رُبما..إلخ
ولكنّ ما سيطرَ على هذه المشاعِر كانَ القلقُ.فهي قلِقت أن يقوم بإحراجِها، وقلِقت أن يقوم بذلِّها، وقلِقت حولَ تصرُّفاتِهم نحو الآخر بعدَ هذه اللحظة، كما قلِقت حول كيفية دخولِها منزِلهم بِلندن ومُحادثة والِدتُها بعد البارِحة!
والأخير كانَ ذهابهُ لمنزلهُ بينَ آشِعة الشمس كل ما يشغل خاطِرهُ، بالطبعِ وكان سيكون مُلامًا إن لم يقلق بل يموت رُعبًا، فهو مُعرضٌ للموتِ حرقًا.
"آسِفة بِخصوص البارِحة، دان" قالت مُتعلثمةً
"لا تتأسفي بيري" إبتسمَ لها إبتسامةً هادِءةً مُطمئنةً تروي توتُرِها العطِش."أنا لم أعلم أنّكَ تُحب الوشوم لهذه الدرجة، أيوجد سببٌ وراء هذا؟" قالت مُغيرة للموضوع
ضحِكَ قائلًا: "أنا فقط أخذتُ أولهم بسبب تحدي صديقًا لي بِفعل هذا، وها أنا الآن أقومُ بوشم جسدي لمِلئ الفراغ الموجود به"
قهقهتُ هي لتقول "لا أعلمُ لِما أخشاهُم، كما أنّ أُمي لا تحبذ فِكرة أنها تملك فتاةً موشومةٍ، ولكنني لطالما أردتُ واحِدًا"
![](https://img.wattpad.com/cover/206439100-288-k680835.jpg)
أنت تقرأ
CURIOUS||فضُوليَّة
Fanfictionيُستحسنُ لكِ أن تهربِي منّي، قبلَ أن أسلبَ روحكِ. '18\11\2019' '26\5\2020'