|17|

1.6K 101 25
                                    


"أشكرُكَ دانيال، على كلِّ ما قدّمته"
طبهَ قُبلةً على جبينها أدّت إلى إحمرارٍ طفيفٍ بوجنتيها.

"لا شُكر بيننا!" قال بِحدةٍ
"وداعًا، حُلوَتي" إبتعدَ عن منزِلها يهّم بالرحيلِ

"دانيال" نادت عاليًا ليلتفِت لها
"أتعنيها؟" عقدَ حاجبيه مُستنكرًا
"هل أنا بالفعلِ.. حُلوتُكَ؟" سألت خجلةً

"أنتِ الهُراء الذي أعيش لأجله" قالَ ورحل تارِكًا إيّاها تتساءل إن كانَ ما قاله إهانةً ام ثناءًا.

دلفت لمنزلها بصعوبةٍ لثقلِ حقائِبها
"أنا بالمنزلِ أخيرًا"

تجاهَلت هذا الجزء الضئِيل بداخلها والذي كانَ يُخبِرها أنّها تفتقِده رُغم أنّه كانَ معها منذ خمسِ دقائِقٍ، وذهبت لتفريغ حقيبتها.

وعلى الجانبِ الآخر كانَ هو يمشي مُبتسِمًا كالأبله ويُدندن بكلماتِ أُغنيه يعود عمرها إلى ستينياتِ القرن الماضي.

هو فقط سعيدٌ لمقابلتها،
هي أولُ من يُشعره بأنّه يستمع له أيًّا يكن الذي يقوله، وهي أولُ من يُشعره بأهمّيةِ وجوده بحياةِ شخصٍ آخر، وهي من له الفضلِ بجعلهُ يشعُر وكأنّه يشعُر.

تلك الرّحلة غيّرَت من حياتهما.

ولكنّه يعلم أنّ ما يحدُث بينه وبينها.. مُحرّمًا!.

دخلَ الغابة حيثُ يقطُن وقابلَ چايد الغاضِبة والقلقة في آنٍ واحِدٍ أمام منزله.

"صغيرتي" قالِ وأسرعَ لإحتضانِها ولكنّها لم تُبادله مما أثارَ ريبته.

"أرى أنّ جلوسكَ معها أثّرَ عليكَ، لا أستطيعُ قراءةَ عقلكَ" إرتبكَ ولم يدري بماذا يُجيبها
فهو ظنّ أن تلك الخدعة التى قام بِها في عقله ستمنع الجميع من قراءةِ عقله وبالتالي لن يعرفوا أين كانَ ولكنّه مُخطأ.. فقد سبقه شخصًا وقال لهم بالفعلِ.

____________________

‹زين›

إبتعلتُ الغُصة التي تكوّنت بِحلقيّ الجاف
"چايد أنا.."
"أنتَ ماذا؟ أنتَ فقط تُعرّض نفسكَ لخطرٍ أنت لستَ قادرًا على صدّه.. أخبرني سببًا مُقنعًا واحدًا فقط لتكونَ معها رُغم أنّكَ تعلم.."
"أنتِ لا تفهمين" دافعتُ رغمَ عدم وجود عذر لي.


"سببٌ واحِدٌ زين.. فقط واحِد" تحدّت

"هي تجعلني..." تعلثمتُ
"تجعلكَ ماذا؟" ألحّت مُتقدّمةً إليّ لتُزيد من توتُريّ أضعافًا

"تجعلني أشعُر" صرختُ
"تجعلني أشعرُ بالحياةِ كما لو أنّها كانت بصفّي!
تُغيّر أفكاريّ عن كلِّ شيءٍ،
لا أعلم إن كُنتِ ستفهمين هذا ولكنّها...تُحييني"

سقطت دمعةً من عينها تزامُنًا مع سقوط خاصتي
"أنتَ تُحبَّها؟"
"ماذا؟ لا بالطبعِ لا.. هل كُنتِ تستمعين إليّ حتى؟"

CURIOUS||فضُوليَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن