‹بيري›
"صباحُ الخيرِ، حُلوتي" إستيقظتُ لأُلاقي عسليتيه الجميلتين.
"صباحُ الخيرِ، زيني" قلتُ وقهقه بخفّةٍ،
كم من الجميلِ رؤيته ضاحِكًا باسِمًا هكذا وليسَ كما طرقَ بابَ منزلي بوقتٍ مُتأخر من الأمسِ، كانَ غاضِبًا باكيًا غير عالمًا ماذا يفعل وكيفَ يتصرّف.
"إرتدي ملابسكِ فقد حضرتُ لكِ الإفطار" إبتسمتُ لِلطافته وأزلتُ الغطاءَ عنّي وإرتديتُ قميصَ نومي المُلقى بإهمالٍ على الأرضِ ووضعتُ فوقه المِعطف الحريري.
"ماذا أعددتَ لي؟" سألتُ بينما أراه عاري الصدر ومئزر المطبخ فوق بنطاله وبيده كان قُفَّاز الفُرن.
"خبزتُ بعض الكعكِ ولكن ستأكُليه بعد أن تفرغي من الصحن الموجود على الطاولةِ هُناك" أشارَ على الصحن اللطيف الذي كان يُشكّل وجهًا مُبتسِمًا من البيضِ واللحم المُقدّد والخُبز المُحمّص والصلصة.
"هذا لطيفٌ أنتَ ستجعلني أبكي، وصدقًا لقد بكينا بما يكفي بالأُمسيّة الفائتة" قلتُ آخذةً أولُ قضمةٍ من الصحن أمامي، أشعرُ بالحُزنِ لأكله.
"زين هذا حقًّ رائِع" مدحته ليبتسِم خجلًا وينتبِه للفُرنِ والكعك.
أكملتُ طبقي أناظره، رُبَّما يظُن أنّه الوحيد الذي يتمنّى أن يكون بشريًّا ولكنِّه مُخطىء فأنا أيضًا أتمنّى هذا، ماذا كان سيحدُث لو فقط كانَ طبيعيًّا؟
لو كانَ طبيعيًّا لكانَ الآن سعيدًا يأكُل معي ولا يُشاهِد الكعك بينما ينضُج كغريبِ أطوارٍ فقط.
حملتُ طبقي وقرّرتُ مشاهدة الكعك معه، وضعتُ الطبق بالمغسلةِ ووقفتُ بجانِبه.
"ما الذي يشُدُّكَ هكذا؟" مازحته
"هذا الفُرن يُذكّرني بِكِ"
"حسنٌ هذا غريبٌ، لمَ يُذكّرُكَ بي؟"
"لأنّ الكعكَ قبل أن يدخلَ به كانَ سائِلًا بلا قيمة، لن يُفكّر أحد بالإقترابِ منه لبشاعته، ولم يشكو الفُرن من إدخال الكعك به بل وأعطاه ما يُناسِبه من حرارةٍ لينضجَ، ليُغيره للأفضلِ ليجعل جميع خلاياه تُصبح شيئًا أكثر من سائلٍ غبي، يجعله شيئًا يشتهيه الجميع"
"أنتِ هذا الفُرن بيري، أنتِ غيرتي ما كنتُ عليه قبل أن ألقاكِ إنتِ جعلتيني أسعد وأحزن وأغضب.. وأحيا، جسدكِ ومشاعِركِ يُمثلان الحرارة التي غيّرت ما كُنتُ عليه تمامًا، جميع من حولي قد لاحظوا ذلك، بيري أنا لا أُحب ولكن بفضلكِ أنا أصبحتُ مُمتنًا..لكِ"
دمعٌ دافُئٌ وخزَ عيناي وأطلقتُ له العنان للنزولِ على وجنتاي، سُحقًا لمِ أنا حسّاسةٌ هكذا؟
"يجب أن تعلمي أنّني بدونكِ لا أعيش، أنا أتواجد فقط"
عانقته بعفويةٍ تلقائيّة وهمستُ داخِل أُذنه قائِلةً:
أنت تقرأ
CURIOUS||فضُوليَّة
Fanfictionيُستحسنُ لكِ أن تهربِي منّي، قبلَ أن أسلبَ روحكِ. '18\11\2019' '26\5\2020'
