|19|

1.5K 110 40
                                    

‹زين›

شهقتُ سريعًا أستعيد ذكرى ما حدث،
كنتُ أحتضر وعلى وشكِ شُرب دمها!
من كانَ يُصدّق؟

لماذا إستيقظَتُ؟

تحسستُ شفتيَّ لأجدهُما مُبللتين— بالدماءِ،
نظرتُ أمامي لأجد كأسًا نصف مملوء بالدماءِ!

"زين لقد إستيقظتَ" قالت بصوتٍ متحشرج فورَما خَرَجت من مطبخِها وأسرَعت نحوي تلمِس وجهي وكلّ إنشٍ بجسدي.

أمسكتُ بيدها الملفوفة بِقماشٍ أبيض اللون لتبعدها عنّي سريعًا،
"أنتِ جرحتِ نفسكِ لتُنقذِيني؟"
"إنّه جرحٌ سطحيْ وطفيف"
"لماذا بيري؟"
"أكنتَ تتوقع أن أترُككَ تلقى حتفك وأقِفُ مكتوفة اليدين أُشاهِدك؟"

أخذتُها في عناقٍ طالت مدّته،
كيف يمكنها أن تكون هكذا؟ لمَ عليها أن تكون ملاكًا؟

"ظننتُ أنّني فقدتُكَ للأبدِ" قالت بحزنٍ
طبعتُ قبلةً على جبينها قائِلًا: "لن تفعلِي أبدًا"

"إشرب هذا؛ أنتَ تحتاج إلى قوّتِكَ" أشارت على الكأس وهمّت بالوقوفِ لتذهب

أمسكتُ معصمها أمنعها من الذهابِ
"أشكُرُكِ"
"لا شُكر بيننا، أتذكُر؟"
إبتسمتُ على لُطفِها وإهتمامها بي كما لم يفعل أحد من قبلِ .

إنتظرتُ حتى ذهبت لأمسك الكأسَ بعنفٍ أتجرّعه مرّةً واحِدةً، هذا ألذّ ما شربته بحياتي.

أرجعتُ رأسي للخلفِ ومسحتُ ما سقطَ من دماءٍ على ذقني، أخذتُ أفكّر بما حدث.
وعدتُها بأن أحميها وها هي تُنقِذني،
قلتُ ستكون هذه آخرَ مرةٍ أراها بِها وها أنا بمنزِلها،
نحنُ لن نتغيّر سأظلُّ الوحش الملعون، وسنبقى هي البشريّة اللطيفة والفضولية؛ لذلك ينبغي عليّ الرحيل.

وجودي معها لم يكُن سِوى خطأ!

نهضتُ سريعًا وقررتُ الخروج من منزلها وعدم العودة، إلى إنقضاءِ الدهر.

"ماذا تفعل" أمسكت بمعصمي حالما فتحتُ البابَ
"ماذا ترين أنّني أفعل؟ أنا أخرُج من حياتكِ واللعنة"

"وأنا لن أدعكَ تفعل هذا"
"لماذا؟ هل أنتِ غبيّة؟ كدتِ تقتُلين نفسكِ لأجلي"
"هذا جرحٌ صغير"
"وعندما عرضتِ دمكِ عليّ! اليوم رفضتُ ربّما غدًا سأقبل" حاولتُ إقناعها

"أنتَ قلتَ أنّكَ ستحميني"
"أنا لا أُسيّطر على نفسي"
"بل ستفعل، أنا أؤمن بكَ"
"لمَ أنتِ مُصرّةً على بقائي؟"
"لأنّني—" طأطأت رأسها ولم تُكمل

"لأنّكِ ماذا بيري؟ تُشفقين عليّ؟" سخرتُ
"ماذا؟" إستنكرت
" 'زين مالِك المسكين، هو وحشٌ وخطرٌ ولكنّني سأُطلق شفقتي وفضولي نحوه' إحفظيه لشخصٍ آخر بيريسيلا، أنا لا أحتاج شفقتكِ الملعونة"
ألقيتُ نظرةً على وجهها الجميل المصدوم وأزلتُ يدها من معصمي وخرجتُ

CURIOUS||فضُوليَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن