|10|

1.7K 110 15
                                    

‹بيري›

أخبرتُ اللعين أن يقوم بلِقائِي خلال نصفِ ساعةٍ وقد مضت ساعة ولم يظهرَ له أثرًا كما أنه لم يُهاتِفني حتى!

سأذهب.

جمعتُ حاجياتي وهممتُ بالرحيلِ لولا ظهورهُ من نوافِذِ الحانةِ الزُجاجيةِ ماشِيًا عاقِدًا حاجِباه، ولم يقُم بِحِلاقةِ ذقنهُ كما أخبرني!

دخلَ وكنتُ قد وقفتُ ضامةٌ يداي نحوَ صدري علامةً على إستيائي الشديد منه.

"قبلَ أن تُعطيني الهُراء، إجلسي وإستمعي إليّ" قالَ بتهكُمٍ وجدّية
"اللعنة ليام ليسَ لدينا وقتٌ علينا اللحاق بالج.."
"ليسَ لديكِ وقت؟ ليسَ لديكِ وقت؟" قالَ بِسُخرية واردف "طوال حياتي وأنا أستمعُ لمواضِيعُكِ التافِهة قبل النافِعة، وهذه المرة حانَ دوركِ لتستمعي إليّ"

نظرتُ له عميقًا،
ضايقتني بعضًا من كلِماته ولكن رُبما هذا دوري نحوه كصديقةٍ له رُبما..بل كأُختٍ.

جلستُ كما فعلَ هو مُقابلتي وحتى لم نُكلِّف أنفُسنا بشراء أيّ شيءٍ
"ماذا بِكَ؟" سألتهُ
"ري" ليسَت هذه اللعنة مُجددًا
"مساءَ أمسِ عندما تركتُكِ ذهبتُ إليها وقد أخبرتني أنّها بِورطةٍ ولكِن عندما ذهبتُ للمنزلِ وجدتُها بِحُلتِها المُثيرة كالعادة تُخبرني أنه كانَ مقلبًا، وقد سألتني سؤالًا واحِدًا لم أجِد له إجابةً"

"وما هو؟" قلتُ أحثهُ علي الإسراعِ بالحديث فقد حجزتُ الطائرةَ لنا بالفِعلِ
" 'ما الجديدُ بي؟' ،عانيتُ حتى أُخمّن ولكنني لم أجدُ شيئًا مُختلِفًا بها وقد حاولتُ وحاولتُ حتي نفذَ صبرِها وقالت انني لا أهتمُ لها وأنني أتسلّى بِمشاعِرها وقد قالت أشياءَ أُخري أودت بقلبي إلى الجحيمِ"

"وما كانَ المُختلِفُ بِها؟"
"لونُ أحمرُ الشفاه الخاص بِها، حيثُ كانت تضع اللونَ الأحمرَ بكثرةٍ بل دائِمًا، والآن قد غيرته للبُرتُقاليّ المائِل إلي الحُمرة"
دققتُ في ملامِحه وذُهلتُ بأنهُ لا يمزح!

"ظللتُ أتوسلُ إليها طوال الليلِ حتى لا تترُكني ولكنها كانت قد حزمت حقائِبها، وعِندما إستيقظتُ لم أجِدها ولم أذهبُ لعملي اليوم؛ لأنني كنتُ أبحثُ عنها"
اللعنة عليكَ وعلى غبائِكَ.

"ألا تري الحقيقة الواضِحة ليام؟ هي لم ولن تترُكك هي تقوم بإستِغلالكَ"
"بيري لا تقولي هذا هي أنقى من أن تقوم بهذا"
"بل هي تفعل ليام، هي تُرهِقُكَ، وتُلهيكَ عن عملِكَ، وتستغل حُبَّكَ لها" أخرجتُ مكنون صدري غاضِبةً، ناصِحةً إيّاه.

أردتُ سعادته ولكنَّ تلكَ المرأة ليست سعادتهُ!

"هي الآن من تقوم بإستغلالي!، من الذي لطالما فكرَّ في نفسه قبلي؟، ومن الذي كرهَ إرتباطي بالفتيات وكان يُريدني له فقط؟، ومن الذي يستغل كوني أُعطي نصائحَ جيدة لصالحهُ فقط؟، أنتِ بيري"
جُرِحتُ بواسِطة صديقي المُفضَّل.

CURIOUS||فضُوليَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن