|BONUS|

960 50 12
                                    


تسير بِخُطى ثابتة علي الحرير الأبيض الذي كَسى الأرض الخضراء، تنظر لجميع الحُضَّار توزِّع لهم إبتسامات شاكرة لحضورهم.

وصلت لوجهتها أمام وجه القِس المُبتسم ووجهه الذي تشتاق له كما تشتاق الأغصان لأوراقِها بِفصلِ الخريف.

أمسكَ ذو الشعر الفحميّ بيدها البيضاء التي يشوبها النمش الذي لطالما أحبّه بها مُساعدًا إيَّاها علي الوقوفِ أمامه، توسعت إبتسامتها حتي ظهرت غمَّازتها اللطيفة.

تحدّث القِس بكلامٍ لم تسمعه، وكيفَ تسمعه وكلّ ما يشغل تفكيرها هو النظر له؟ تمعنت بعيناه التي تُشبه أعين الغزال، عيناه التي وقعت في حبهما منذُ أول لقاءٍ لهما في ذلك المقهى.

"هل تقبلين يا بيريسلا لويز إدواردز الزواج بِـ زين جواد مالِك وأخذِه كـ شريكٍ لكِ في السرّاء والضرّاء؟" وكأنَّ كل ما كانَ يدور بعقلها تلاشى وسمِعت ذلك السؤال بوضوحِ الشمس في نهارٍ مُشمسٍ.

"نعم أقبل" أجابت بِكلّ سعادةٍ ومازالت تُحدّق بداخلِ عيناه لتصل لأعمقِ نقطةٍ بروحه.

"هل تقبل يا زين جواد مالِك الزاوج بـ بيريسيلا لويز إدواردز وأخذها كـ شريكةٍ لكَ في السرّاء والضرّاء؟"
سأله القِس وكانت تموت شوقًا لتسمع صوته العذب يقول نعم أقبل لتهدأ وتُشفى أعماقها المُتضررة.

"نعم، أقبلُ وبِشدة"
أخرجها فمه بأوسع إبتسامة تمكن من وضعها على وجهه لتمتلِأ الكنسية بأصوات التصفيق العالية.

"الآن أُعلنكما زوجين، ويُمكنك تقبيل العروس"

تركَ يدها مُبتسمًا وأدخلها بشعرِها كما كان يفعل دائمًا، فعلت هي المثل مع إقترابه لها أكثر، أغلقا عينيهما للإستمتاع بهذه الثواني المعدودة.

تلامست شفتيهما وفي تلكَ اللحظة شعرت بِشيءٍ حاد يُلامس عُنُقها لتفتح عينها وتجد ذلك الوتد الخشبيّ بِمُنتصفِ عُنقه بينما يختنق هو وقد تبدّلت أصوات التصفيق الفرِحة إلي أصواتِ صياحٍ فزِعة من حولهما بينما كانت هي واقفة مكتوفةِ الأيدي تُشاهد دمائه تُفارق جسده وتستقر علي ثوبِها الأبيض مُشوهةً إياه.

وقد تشوّه ثوبها كما تشوّه عقلها بعد فراقه.

__

شهقت عاليًا ونظرت حولها لتجد زيني الصغير يصرخ بينما كانت تُحاول أن تجعله يغفى.

إستفاقت سريعًا من شرودها وخرجت خارج الغُرفة حتي لا يوقِظ أخاه زين النائم لتوِّه، ذهبت سريعًا للحديقةِ الخلفية فَصغيرها يُحب الحديقةَ ويستمتع بِنسمات الهواء البارِدة.

CURIOUS||فضُوليَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن