|15|

1.7K 99 17
                                    

ترمُقهُ بسخطٍ وأعينٍ باكيةٍ، بينما وقفَ هو وطأطأَ رأسه للأسفلِ أمام غُرفةِ المشفى حيثُ كانَ لِيام بالداخِلِ.

يأكله الذنب حيًّا..
إن لم تتدخل لكانَ قتله وآذاها للمرةِ الثانية!

'هذا أخي'
كلِمتان لم يكُن يستمِع إلى غيرهما.

زين مالِك نادِمًا على شيءٍ فعله!

أكانَ حقًّا سيقتُله؟
أكانَ سيقتلهُ كما فعَلَ مع چوناثان؟
أكانَ سيترُكها لتُعاني من فعلته مُجددًا؟
أسئلة طافت بِعقله وكانت مُبهمةَ الإجابةِ.. وكيفَ سيعرِف الإجابةَ وهو يجهل ماهيتهُ حاليًا؟
هو لا يعلم ما هو الآن .. باتَ يفعل أشياءًا لم يحلُم بفعلِها حتى وكانَ يراها سخيفةً ومشينةً له!
فهو أصبحَ نادِمًا، شاكِرًا، حزينًا، سعيدًا، وحتى آسِفًا.

سادَ الصمتُ بينهما : لذلك قررَ بدء الحديث معها
"بيريسيلا أنا.." أوقفَته عن الحديث
"فقط إصمُت" قالت بِهدوءٍ وأكملَت بُكائها

أوثَقت بِه أكثر مما يجب؟
أتكرهَهُ؟
أتُحبهُ؟ لا بالطبعِ لا تفعل -أو تُقنِع نفسها بأنَّها لا تفعل-

خرَجَ طبيبٌ من الغُرفةِ لِتُسرِع إليه في قلقٍ بالغٍ
"أهو بِخيرٍ؟"
"أجل هو كذلك.. بِضعة كدماتٍ سطحيّةٍ بوجههُ، وكسرٍ بِمعصمه ولكنَّه بخيرٍ"
لعَنت داخليًّا ولكنَّها تنهدت براحةٍ

"ماذا حدثَ له؟" سألَ الطبيب بِشكٍ
"وجدناهُ مُستلقيًا بإهمالٍ أمام المنزِل ونقلناه إلى هُنا" تعجّبت من مدى براعته بالكذِبِ وتساءلت إن كانَ يكذب بشأنٍ آخرٍ أيضًا.

"ما صِلةِ قرابتكما له؟"
"هو أخي وهذا.. صديقي" أجابت
"حسنًا على أحدكما أن يأتى ليُوقِع بعضَ الأوراقِ"
"أيُمكنني أن أراه أولًا؟"

همهمَ الطبيب وقالَ "أجل هو سيستفيق خِلالِ دقائق.. ولكِن لا تُكثري الكلامَ معه"
أومأت ودلَفت للغُرفةِ مُتلهفةً وذهبَ زين معَ الطبيبِ ليدفعَ التكاليفِ ويُوقِّع الاوراقَ المطلوبة.

مسحَت العالق من دموعٍ بعينيها وإبتسمَت للمُمرضةِ التى وضعت المُغذِّي بيدِ لِيام وذهَبت

جلَبت كُرسيًّا وجلسَت على مقرِبةٍ من سريره المُغلّف بالشراشِفِ البيضاء، إغرورَقت عيناها بالدموعِ مُجددًا لرؤيته هكذا وحينها أدركت شيئًا واحِدًا..
هي لا تستطيع أن تبتعِدَ عنه أو أن تغضب منه مهما فعلَ او قالَ.

أصدرَ همهمةً ثُمَّ همَساتًا لم تفهمها، ولكنَّها شكرت الإله على كونه بِخيرٍ.

"لِيام" قالت بِصوتٍ مبحوحٍ من البُكاءِ
"بيري؟" تساءَلَ
"نعم عزيزي، إنَّه أنا" إقترَبت تُقبِّل يده ولكنَّه إبتعدَ ساحِبًا يده سريعًا

"إبتعدي"
زادت كلمتهُ شعورِها بالذنبِ أضعافًا
"ليام أقسمُ.."
"فقط إبتعدي عنّي، ألا يكفي ما تسببتي به من مشاكِلِ أنتِ وحبيبكِ الغبيّ حتى الآن؟ ألا تري ما تُسببينه من أذى للجميعِ؟ فقط إبتعدي عن حياتي.. أردتي أن تُنهي صداقتِنا وأنا مُوافِقٌ"
"ليام إستمِع لي أنا.."
"أنا لا أُريدكِ صديقةً لي بعد الآن"
مزَّقَ قلبها.. بل قطَّعه أشلاءًا!

CURIOUS||فضُوليَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن