أحببتة مناضلا 1

3.5K 64 8
                                    

الحـب و الحـرب ، الفرق بينهما حرف و الحـرف قليل ، قد يُخلق من الحـرب أروع قصصٍ للحـب ، و قد تشتعل داخلك حربٌ من أجل الحب ، أما عن ذاك الحـب الذي يسري فـي دماء المناضل أثناء الحـرب فهـو قسمًا أعظم حـب قد نراه ، حبٌ يدفع إلى كل جميل ، حبٌ يجعل منـك شيئًا ذا قيمة ، حبٌ يزرع فيك كـل طيب ، حبٌ تبتسم له إبتسامة عشق و أنت تودع تلك الحياة .
............. ............. ............... .............

ليلة النصف من شعبان ذكرى تحويل القبلة من بيت المقدس إلى بيت الله الحرام ، هناك في بيت كبير على الطراز الحديث بإحدى المناطق السكنية بالمنصورة
-آآآآه الحقني يا أحمد أنا بولد ، وديني للدكتور بسرعة ، آآآآآه
أحمد وقد بلغ به القلق مبلغة :
حاضر حاضر يا حبيبتي ، ها أنادي ماما ناهد و ننزل حالًا
-أحمد و هو يطرق باب غرفة والدته :
ماما منى بتولد ، تعالي بسرعة علشان ننزل للدكتور ، أنا مش عارف أعمل إيه و هي بتتألم على آخرها فوق
ناهد وقد هبت واقفة من على سجادة الصلاة :
طب إنزل إنت يا ابني شغل العربية و أنا ها أطلعلها
........... ............ ........... ............. .............
-ما شاء الله ، تبارك الله ، ربنا رزقك بنت زي القمر يا أحمد
أحمد وقت تهللت أساريره و أدمعت عيناه:
بجد يا ماما ، طب أنا عايز أدخل أشوفها و أشوف منى
-ادخل يا حبيبي ، منى شايلاها جوه
أحمد و هو يقبل جبهة زوجته:
حمد الله على سلامتك يا حبيبتي
منى وهى تعطي له الصغيرة :
ربنا يسلمك يا حبيبي ، ها نسميها إيه
-جهاد إن شاء الله ، و نربيها على شرع ربنا علشان حياتها تبقى كلها جهاد و ربنا ينفع بيها الأمة
ثم أخذ يؤذن في أذن الصغيرة و هو ممسك بيدها بين أصابعه
............ ............. ............. ............ .............
أحمد ... مهندس معماري يبلغ من العمر ثلاثين عامًا تزوج من منى التي تخرجت من كلية العلوم لكنها آثرت التفرغ لبيت الزوجية على العمل ، يعيشان معًا في بيت كبير حيث والده الحاج مصطفى و والدته السيدة ناهد الطابق الأول و هو و زوجته بالطابق الثاني ، يمتلك أحمد أخ و أخت ... محمود و هو متزوج من سالي و يسكنان في بيت بالجوار و فاطمة و هي الأخت الكبرى متزوجة في قاهرة المعز .
.......... ............. ............ ............ ...............
-جهاد وهي تهبط الدرج بإندفاع ثم تدخل إلى الطابق الذي به جدها:
جدو ، تيتا ! أنا نجحت ، أنا جبت ٩٩,٨ ٪
-الجد و قد قام من مجلسه و احتضن جهاد :
الله أكبر الله أكبر ، ما شاء الله ، أنا كنت عارف إن ربنا هايكرمك يا حبيبتي
-ناهد و هي تحتضن جهاد هي الأخري :
ألف مبروك يا قلب تيتا ، دا إحنا النهارده عندنا فرح ، ربنا يكتبك من الناجحين دايمًا يا بنتي
-أحمد و هو يدخل إلى المجلس :
طبعًا طب من غير ولا كلمة يا دكتورة جهاد
-جهاد و هي تنظر لوالدها:
في الحقيقة لا يا بابا مش ها أدخل طب ، أنا عايزه أدخل تربية
-الجميع وقد أصابتهم الدهشة :
تربية!!!!!!
-تربية إزاي يعني يا جهاد ، تبقي جايبة ٩٩,٨٪ و تدخلي تربية ، لا طبعًا
-جهاد و هي تنظر بعيدًا كأنها ترى صورة للمستقبل:
عايزة أدخل تربية قسم تاريخ يا ماما و ربنا ها يوفقني إن شاء الله و أطلع الأولى كل سنة و أتعين معيدة و بعدين دكتورة في الجامعة ، عايزة أدرس للطلبه اللي هايبقوا مدرسين في المستقبل ، نفسي أبني جيل صح ، ها أدخل تاريخ علشان أدرس كتير عن التاريخ الإسلامي و أزرع فـ عقول الطلبه التاريخ دا كله ، و أخليهم يفخروا بأمة الإسلام ، و يقتدوا بالصحابة العظماء ، بحلم أشوف جيل إسلامي ، و بدعي ربنا إني أشارك في بناء الجيل دا ، عايزة أغير فكرة إن كل الدكاترة بيخوفوا الطلاب وبس ، لا أنا عايزة أصاحبهم ، عايزة أزرع فيهم التربية و الأخلاق قبل التعليم ، لو دخلت طب ممكن آه أبقي دكتورة في الجامعة لكني هاأدرس لدكاترة مش لمدرسين ، و أنا عايزة التأثير يبقى كبير ودا هايكون من خلال المدرسين لأنهم هايطلعوا الأجيال الجديدة ، يمكن نقدر نبني جيل يرجع لينا العزة و يحرر الأقصى ، فهمتوني يا جماعة !

أحببتة مناضلا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن