أحببتة مناضلا 2

1.5K 38 5
                                    

""الحلقة الثانية""

بُـعد الحبيـب عن الحبيـب مميـت ، هنـاك أرواحٌ خُلقـت حتى تجتمع ، و إذا انفصلـت تلك الأرواح تعبـت الأجساد من شدة الشوق ، قـد تحول الأقدار دون اللقاء و لكـن القلوب المؤمنة تظل واثقة أن الودود قادرٌ على جمعهم و إتصالهم .
............ ........... .......... ......... ... ......
الأم تجلس في الصالون و إذا بنضال يخرج من غرفته إليها:
-بقولك إيه يا أم نضال ، ادعي لنضال علشان النهارده أول محاضرة ليه كـدكتور مش معيد ، ادعيله ألا يتلخبط و هو بيشرح للعيال و يشرحلهم كيفية عمل المكرونة بالبشمل بدل الطب
-هههههههههه ، بقى إنت دكتور في الجامعة إنت ، مش عارفه يا ابني إنت بتدرس للعيال إزاي بس
-نضال و قد أخذ يحرك جفنيه بطريقة مضحكه:
بالحب يا حجه وفاء ، بالحب
-طب و الحب دا مش راضي يميل على واحده كدا ولا كدا و تريحني بقى ، نفسي أفرح بيك يا نضال
-طب بزمتك يا أمي فيه واحدة عاقلة ترتبط بدكتور جراح ، دا ممكن تصحى الصبح تلاقية فاتحلها بطنها و شايلها المعده ولا حاجة
-الأم و قد ظهرت نبرة الحزن في صوتها :
بطل هزار بقى يا نضال ، إنت مليون واحدة تتمناك و أنا زهقت من كتر رفضك للبنات اللي بقولك عليهم و كلهم بنات مايتعابوش ، بقى مانفسكش تبني بيت اسلامي يا نضال و تحب و تتحب
-نضال و قد ظهرت على وجهة معالم الجدية :
أكيد نفسي يا ماما ، و علشان نفسي فـ بيت اسلامي حقيقي الموضوع بيتأخر ، أنا ماينفعش أرتبط بأي بنت كويسه و خلاص يا ماما الموضوع أكبر من كدا ، بلاش الموضوع دا بقى يتفتح تاني علشان خاطري ، و إنتِ إن شاء الله هاتفرحي بيا يا ستي ما تقلقيش
-الأم و هي تخرج تنهيده طويلة:
يارب قريب يارب
-نضال و هو يهب واقفًا :
شوف أنا كنت جي أقولها إيه و هي كلمتني فـ إيه ، كدا كنت ها أتأخر على العيال من أول يوم و يقولوا عليا دكتور بطيخ ..... بقولك إيه يا ماما ، إيه رأيك فـ الطقم الجديد دا زي القمر صح
-ههههههه أيوا يا سيدي زي القمر و يلا امشي من هنا ، ربنا يوفقك و يفتحها فـ وشك يا ابني و يكرمك
........... ........... ......... .........
نضال شاب طويل القامة قوي البنية يتمتع بجسد رياضي ، خمري البشرة ، شعره شديد السواد و النعومة ، ويتركه طويلًا بعض الشئ ، ويتمتع بدرجة كبيرة من الأناقة ، يعيش في الأسكندرية مع أسرتة .
........ ......... .......... .......... ........
-ألو ... أيوا يا سي محمد هو إنت يا ابني اتجوزت و خلفت و نسيتنا ولا إيه ، كان ليك صاحب اسمه نضال يا عمنا
-حبيبي يا ابو الدكاترة وحشني والله يا ابني إنت فين و أنا أجيلك
-أنا في الجامعة لسة مخلص آخر محاضرة دلوقتي
-طب تمام و أنا خلصت في المستشفى أهو ، مسافة السكة و أكون عندك
........ .......... ........... ......... ..........
-أهلًا بالباشا ، إيه يا ابني هو إنت بيحبسوك في البيت ولا إيه ، فين محمد الشقي اللي ما كانش بيبطل لف
-يا ابني أنا ما بصدق أخلص في المستشفى و أروح جري علشان أقعد مع العيال شوية ، قبل ما أنزل العيادة بالليل
-نضال بتفهم :
ربنا يقويك يارب ، بس إنت بتوحشني و الله يا جدع ، ما إنت عارف أنا مابستريحش في الحكي غير معاك
-محمد بمكر:
ما إنت لو اتجوزت مش هاتحتاجني يا حلو ، ها تلاقي اللي تحكيلها كل حاجة
-نضال بملل:
ماتسيبك من السيرة دي يا محمد ، الله... مش هاتبقى إنت و أمي بقى
-محمد بجدية :
أنا مش بغلس والله يا نضال ، اتجوز يا صاحبي ، الجواز حلو، مسؤليات لكن فيه مليون حاجة تانية حلوه ، بيت دافئ مش هاتلاقي نفسك غير فيه ، زوجة صالحه ها تهون عليك كل اللي يقابلك و تبقى مخزن أسرارك و المحفز بتاعك ، والذرية الصالحة اللي كنا طول عمرنا بنخطط نربيهم تربية إسلامية يا نضال ، فاكر أحلامك عن مراتك و عيالك ، أنا عايز أعرف إيه خلاك تغير رأيك كدا
-نضال و قد ظهر الحزن في صوته :
إنت مفكر يعني إني مانفسيش أتجوز يا محمد ، و الله أنا بحلم باليوم اللي هاألاقي فيه سكني ، يا ابني أنا لسه بكتبلها في مذكراتي كل يوم ، و برسم في دماغي حاجات نعملها سوا ، بحبها .. بحبها أوي يا محمد و أنا حتى ماأعرفش هي مين ، مشتاق أوي إني أشيل ابني أو بنتي في ايديا ، تعرف يا محمد أنا عيال المنطقة اللي فيها بيتنا كلهم متعلقين بيا و بيحبوني أوي و أنا كمان بموت فيهم ، كل يوم بقول لنفسي أكيد لو كان عندي عيال كانوا هايحبوني كدا ، بشوف عيالي فـ كل طفل متعلق بيا ، و لما بقعد أحفظ الأطفال قرآن في المسجد و يبقى فيهم واحد لسه جي جديد و أنا أحفظه الفاتحة اللي هايصلي بيها طول حياته ، ببقى متخيلني أنا و زوجتي و إحنا بنحفظها لأولدنا سوا ، يا محمد والله سعات بتيجي عليا أوقات ببقى متضايق أوي و ببقى محتاجها جنبي ، أنا حاسس بنفسي و عارف إن سني بيكبر بس غصب عني ، مش كل شوية حد يوجعني بالموضوع دا
-محمد و قد بدت عليه الحيرة :
طب ما تنهي كل دا و تتجوز يا نضال
-نضال و قد أغمض عينيه و أسند رأسه على الكرسي من خلفه :
الحوار مش أي جوازه و السلام ، ولا أي بنت محترمه و خلاص ، أنا يا محمد ماينفعنيش غير واحدة مش عاديه ، واحدة تكون نفس دماغي يا إما حياتنا هاتفشل ، إنت الوحيد يا محمد اللي عارف أنا مخطط لإيه ، ومش أي واحدة هاترضى باللي أنا عايزه و أنا عمري ماهاأخدع واحده و أتجوزها من غير ماأقولها ولا عمري هاأتنازل عن خططي و أحلامي
محمد و قد بدأ يغضب:
إنت مجنون ياابني! أنا فكرت إنك خلاص نسيت الكلام دا ..... و بطريقتك دي انسى إنك تلاقي واحدة تتجوزها ، هاتلاقيها فين اللي هاترضى بخططك المجنونة دي
-نضال و قد بدت الثقة في نبرته:
هاألاقيها يا محمد ، متأكد إني هالاقيها ، و عمري ماهاتقدم لواحدة غير ليها
-محمد وقد أخذ يسخر من صديقة:
و دي حضرتك هاتعرفها منين إن شاء الله ، هاتقدم عليها طلب في الجرنال
-لا يا خفيف ، ها أحلم بيها
-محمد وقد أصابته الدهشه:
تحلم بيها إزاي يعني ، إنت كويس يا نضال!!
-نضال بثقة:
بدعي ربنا كل يوم إنه يخليني أحلم بيها ، علشان أعرفها و أروح أتقدملها ، دي الطريقة الوحيدة اللي هاأضمن بيها إني اخترت صح ، ومتأكد إن ربنا استجابلي ، و هاأحلم بيها في يوم من الأيام ، ممكن إنت تكون شايف الموضوع هبل بس أنا اتعودت طول حياتي أدعي ربنا بكل حاجة أنا عايزها سواء صغيرة أو كبيرة و متعود على كرمه في كل دعوة فأكيد هايستجيبلي الدعوة دي أكيد .
-محمد و قد تأكد أن صديقة سيظل عنيد كما هو و لن يتخلى عن أحلامه أبدًا:
ربنا يرزقك بيها يا نضال ، مع إني مش موافق على اللي إنت ناوي تعمله
........ .......... ........ ......... ...........
-جهاد و هي تقبل يد جدها و جدتها:
صباح الخير يا حبايب
-الجد و الجدة معًا :
صباح الهنا عليكي يا جهاد
-الجده بإعجاب:
بس إيه الجمال و الشياكه دي يا ست الدكتوره
-جهاد بمزاح:
أول يوم الطلبه هيشوفوني فيه ، لازم نبقى حلوين بقى .. يمكن أطلع بعريس بدل العيشة الناشفه دي
-الجد مبتسمًا:
ما إنتِ بيجيلك عرسان كتير يا لمضه و إنتِ اللي مش راضية تقابلي ولا واحد منهم
-يا عم الحج ، هما دول عرسان دول ...... وبعدين بقولكوا إيه سيبكم من الحوار دا ، أنا عايزه دعوتين كدا ع الصبح يفتحوا الدنيا ف وشي
-ربنا يكرمك يا بنتي يارب ، و يسعد أيامك و يجعلك من الناجحين الفالحين
-يارب يا جدو يارب
-الجده بجدية:
جهاد بالراحه و إنتِ سايقه العربية ، خدي بالك من الطريق .. أنا عارفه عربيات إيه اللي إنت هاتركبيها و إنتِ لسه عيله كدا
-جهاد بمزاح:
عيلة مين بس يا تيتا .... دا أنا ست البنات ههههههههه. ، وبعدين دا أنا أجدع من أجدع سواق ...... يلا بقى أنا هاأنزل .. السلام عليكم.
......... ......... ......... .......... ............
-السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة ... إزيكم يا شباب ... أنا الدكتورة جهاد أحمد ، بإذن الله هانشرح سوا جزء التاريخ الإسلامي ... في البداية كدا أنا مكتبي في الدور التالت ، تاني مكتب جنب السلم ... أي حد فيكم يحتاج حاجة يجيلي ، واللي مش هايقدر يشتري الكتاب يجيلي بردة .... أنا هنا أختكم قبل ما أكون دكتورة ..... والعلاقة بينا قايمة على الإحترام و التفاهم ، مش على العنف أو المكانة العلمية خالص ....... كفاية رغي و نبدأ محاضرتنا بقى ..... إن شاء الله هناخد نبذة كدا عن حال شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام و قبل بعثة النبي صلى الله عليه و سلم
.......... ........... ........... ........... ...........
-جهااااااد ، يا جهااااااااد
-بسم الله الرحمن الرحيم ... مين
-بقالي ساعة بصحي فيكي يا بنتي ،غلبتيني
-تعرفي يا ماما ، لو الطلبة في الكلية يعرفوا عمايلكم دهي فيا .. مش هايحترموني خالص ، يا حجة دا أنا قولت بيحرروا الأقصى من ورايا و أمي مقوماني أتفرج ... وبعدين النهارده الجمعة و الساعة لسه سته عاااااااا
-هههههههههههه بس دوشه يا بت و قومي ، عندنا عزومة النهارده
-جهاد بإهتمام:
إيه دا ، بجد!... طب مين
-جدك و باباكي عازمين عمك محمود و أولاده و عمتك فاطمة و أولادها
-جهاد و قد قفزت من على السرير :
هيييييه ، ها أشوف سارة بنت عمو محمود .. دا الواد أمجد ابنها دا واحشني بشكل
-الأم بنبرة ذات مغزى:
أيوا ساره اللي أصغر منك بسنتين اتجوزت و خلفت و إنتِ قاعده ترفضي كل العرسان
-جهاد بمزاح :
إيه يا منمن شغل الحموات اللي ع الصبح دا ... و بعدين عايزاني أتجوز علشان أسيبلك الجو فاضي إنتِ و البشمهندس أحمد بس دا على جثتي .. أنا قاعدلكوا أهو مش متجوزه
-الأم و هي تلقي بالوسادة على ابنتها في مزاح:
بس يا قليلة الأدب ... انجري يا بت قدامي خلينا نخلص الشغل اللي ورانا ، أنا عارفه إني مش واخده منك لا حق ولا باطل آدام فتحت فـ سيرة الجواز
........ ........ ....... ........ ..........
-جهاد و هي تحمل أمجد الصغير :
عامله إيه يابت يا سارة وحشاني والله ، و أخبارك مع حضرة الظابط ، أكيد مربيكي ههههههههه
-ههههههههه ، أيوا ياأختي .... دا أنا بخاف أقوله لا على حاجة يطخني
-هههههههههه ... يا خوافة ، ماتجمدي يابت شوية ، الراجل يقول علينا ستات أي كلام ... المفروض إنت.ِ اللي تخوفيه
-سارة بمزاح :
أخوف مين يا أختي .. دا هشام و أمجد لما بيتفقوا عليا بيجنوني
-جهاد بمرح:
ربنا يخليكم لبعض و يباركلك في أمجد و ينفع بيه يارب
-اللهم آمين .. و يخليكي ليا يارب يا جهاد ...... لسه بتنزلي المقرئة ؟
-أيوا ، كنت هناك إمبارح ... بتمم على آخر قراءة من القرائات علشان آخد إجازة التحفيظ بتاعتها الشهر الجي
-سارة بحب و إعجاب :
تبارك الله يا جهاد .. كدا يبقى معاكي إيجازات بكل القرائات أنا فخورة بيكي والله ... من ساعة ما ولدت أمجد و أنا مابقتش عارفة أنزل
-طب ليه يا ساره .. إنتِ ممكن تروحي فـ أيام غير اللي أنا بروح فيها و تبقي تسيبيهولي هنا في البيت على ما تروحي و ترجعي
-هو إنتِ فاضيه يا جهاد دا إنتِ من محاضرات الكلية لدار التحفيظ بتاعتك للمقرئة و كمان بتحضري أبحاث علشان الدكتوراه وجدو اللي مش بياكل إلا من عمايل ايديكي دا كوم لواحده
-جهاد بجدية:
أهو بعمل كل دا و حاجات تانية كتير كمان و عندي وقت فراغ برده... ربك بيبارك في الوقت يا ساره والله ... إحنا بننزل المقرئة العصر و أنا بكون جيت من الكلية و الدار ..... ابقي هاتيهولي و انزلي ، أنا أصلًا روحي فـ أمجد و الله
-ساره بإمتنان :
ربنا يكرمك يا جهاد ، دايمًا هاتفضلي تساعدي الكل و تعملي الخير كدهو حتى لو مشغولة ... ربنا يجازيكي الجنة
-أنا و إنتِ يارب يا ساره .... و بعدين يا أختي دا أنا هاأستنفع من ورا ابنك ... أتعلم فيه تربية العيال علشان لما أخلف ماأتعبش
-دا يوم المنى ، يوم ما أشوف عيالك يا جهاد
-جهاد بمزاح :
منى دي تبقى أمي يا بنتي
-رخمة آخر حاجة ، هاتفضلي كدا طول عمرك نص عاقل أوي و نص مجنون جدًا
.......... .......... .......... ........... ............
-أتدري أنني أشتاقك جدًا ... أكثر مما قد تتصور ، أشتاق لكل شئ معك ..... لقد أحببتك جدًا .. أتدري ماذا يعني هذا .... أنني أكتب إليك كل يوم و مارأيتك قط ، أنني أدعوا لك بما أبخل به على روحي .. أنني أختصك بأحاديثي الهامة دون سواك ممن معي .... أرسم صورتك في مخيلتي .. أذوب في سحر عينيك العاشقتين ... لا أشتاق للأطفال إلا عند تذكري أنهم سيكونون من صلبك و يشبهون هيئتك المحببة إلى روحي ... كلما تخيلت الجنة أراك هناك بصحبتي ... أتدري ستكون الجنة جنان عدة برفقتك ... هلا التقينا يا رفيقي .. أما آن للغياب أن يغيب فـنلتقي .......
....... ....... ....... ......... ........ .........
كتبت جهاد تلك الكلمات في كتيب صغير اختصته لزوجها المستقبلي تسطر فيه بعض الجمل كل يوم
...... ...... ...... ....... ........ ........
منى و هي تطرق باب غرفة جهاد:
تعالي كلمي بابا تحت عند جدو يا جهاد
-جهاد و قد توقفت عن الكتابة و نهضت :
حاضر يا ماما .. أنا نازله معاكي أهو ، بس هو فيه حاجة ولا إيه
-الأم بإهتمام :
أيوا فيه ، أما ننزل هاتعرفي كل حاجة
#أحببته_مناضلًا
......... ......... ........... .. ........ ... .........
........ ....... ...... ....... ..........
يا ترى إيه اللي مستني جهاد تحت و إيه اللي ها يحصل ؟

أحببتة مناضلا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن