أحببتة مناضلا 4

1.1K 33 0
                                    

""الحلقـة الرابعة""

بربـك صِـف لي ذرةً من شعورك عندمـا تتحقـق دعوةٌ لـم يكف لسانـك عن طلبـها لسنوات ، بربـك صِف لي حالك لحظتهـا ، سيكون جوابُـك يـا هذا إنها لحظـات لا تُوصف .... فقـط تشعرهـا ، ينبض بها قلبك ، تحياهـا و تُحيك لكنـها لا تُقال.
.......... ......... ........ ..........
-محمد و هو يمشي بجوار نضال على شاطئ البحر ليلًا :
مالك يا نضال متضايق ليه
-زهقان و تعبان و محتار جدًا ، بقالي حوالي شهر بحلم بيها كل يوم ، بأحلام مختلفة ، مرة نبقوا قاعدين في مطعم و مرة نبقوا ماشين في طريق و مرة في بيتنا مع ماما و إخواتي و مرة في البيت اللي أنا هاأتجوز فيه و بحلم بيها كأنها مراتي حقيقي ، و الموضوع تاعبني ما كنتش أعرف إني ها أتعذب أكتر لما أحلم بيها ، أنا بحلم بأحلام ما كنتش بحلم بيها أيام المراهقة يا محمد ، أنا اتعلقت بيها أكتر و أكتر و مش عارف ها ألاقيها فين ، مش بقدر أدور عليها ، عمري ما هابطل أغض بصري و أقعد أبص على البنات علشان يمكن ألاقيها فيهم ، مستحيل أغضب ربنا فيها ، أنا حتى رغم قربنا أوي في الأحلام ، عمري ما عرفت اسمها و لا حتى أي معلومات عنها ، أنا محتار أوي يا محمد ، حاسس حياتي كلها بقت عبارة عن حلم معاها مش عايز أفوق منه
-محمد بحيرة:
إنت أمرك غريب أوي يا نضال ، إنت يا ابني لو حد سمعك عمره ما هيصدقك ، زي ما فضلت سنين تدعي تحلم بيها و حصل، ادعي يا نضال ربنا يرشدك لمكانها ....... ألا قولي يا نضال إنت لو فرضًا لقيتها بس طلعت واحدة متجوزة هاتعمل إيه
-نضال بخوف:
إيه متجوزة!! دا أنا ممكن أموت فيها .. أنا بعشق واحدة ماشوفتهاش يا محمد ، فما بالك لما أشوفها ، مش متخيل إني ممكن ألاقيها متجوزة ..... لا لا و بعدين أنا واثق في إختيار ربنا ، هي هاتكون ليا و ليا أنا وبس ، أنا متأكد ، بس ألاقيها
......... ...... ...... ........ .........
وفاء و هي تمسح على يد ابنها الذي انحنى يقبل رأسها :
-نضال إنت بقالك فترة مش عاجبني ، فيك إيه يا ابني ، إنت طول عمرك ضحكة بيتنا ، حاسه إن بالك مشغول و إنك مستني حاجة
-نضال و هو يحاول أن يخفي حزنه:
ادعيلي يا ماما ، ادعيلي الاقي اللي أنا بدور عليه ، و ماتقلقيش خير بإذن الله
-طيب يا نضال ، مش هاأضغط عليك ، و هاأدعيلك ... بس قولي إنت نازل بدري ليه النهارده
-أصلي مسافر المنصورة عندي شفوي هناك
-طيب اسأل الطلبة أسئلة سهله ، وخليك حنين عليهم و ما تكسرش خاطر حد فيهم
-نضال و هو يتجه للباب:
و الله بكرمهم في الأسئلة و الدرجات يا ماما و عمري ما رخمت عليهم ، بس برده لازم أميز بين اللي تعب و اللي اتدلع
-ربنا يكرمك ياابني و يجبر خاطرك
......... ......... ......... ..... ....... .........
-جهاد في نفسها و هي تنظر إلى سقف الغرفة أثناء نومها على السرير صباحًا :
بما إنهم مش موافقين على السفر ، كدا ما فيش قدامي غير حل واحد علشان أقدر أسافر ، و هو إني أتجوز و أسافر أنا و هو .... بس أنا مالقتش ولا واحد ينفعني من الناس اللي اتقدموا ....... كدا بقى أنا هوافق أقعد مع أول واحد يتقدم تاني و أحاول أزرع الجهاد في سبيل الله جواه و الإلتزام الصح ، وإنه يعيش علشان الإسلام و رفعته و أستحمله لحد ما يتغير .. بس ربنا يستر و يستحملني هو ، و الله صعبان عليا هايشوف أيام زي الفل دا أمه هاتبقى داعية عليه ليلة القدر........ أما أقوم ألبس و أنزل الجامعة بقى
........ ......... ......... .......... .........
-نضال لنفسه و هو يقود السيارة في أحد الشوارع الرئيسية بالمنصورة عائدًا إلى الأسكندرية:
هي مالها المنصورة زحمة كدا ليه .... يا جدعان طلعوني أنا لسه مسافر اسكندرية و هاأموت من الجوع ......... اوبااااااااا أديني كنت هاألبس في عربية تانية ، لا وكمان ما شاء الله واحدة اللي سايقاها ، يعني كنت هاأتهزق أما أشبع ....... ينظر لا إراديًا إلى صاحبة السيارة التي كان سيصطدم بها ...
-إيه دا ..... دا هي ، هي و الله ... اللهم لك الحمد ، أنا مش مصدق نفسي ، طب أعمل إيه .. أعمل إيه ، صحصح لنفسك كدا يا نضال ، أطلع وراها ولا أروح فين .... أيوا هاأمشي وراها منا مش هاأعرف أروح أكلمها بمنظري ده
......... .......... ......... ......... .........
بعد قليل من السير خلف سيارة فتاتة التي كان يبحث عنها وجدها تهبط من السيارة أمام مبنى كُتب عليه دار الإسلام لتحفيظ القرآن ، هبط من سيارته ثم توجه للبواب
نضال و هو يمد يده ليصافح الرجل:
ازيك يا عم الحج ، أخبار صحتك
-البواب و قد تيقظت حواسه ليتحدث إلى ذلك الشاب الذي يبدو عليه الوقار :
الحمد لله يا بيه كويس ، أي خدمة
-نضال و هو يضع يده على كتف الرجل بود :
كنت بس يا والدي عايز أسأل عن دار التحفيظ دي هو مين اللي فاتحها و اللي شغالين فيها ناس كويسه ولا إيه
-الدار دي اللي فاتحها الدكتورة جهاد الله يكرمها و يرزقها يارب ، و الناس اللي شغالين فيها كلهم محترمين ، بس دي يا ابني مش بتقبل غير الأطفال و الحريم بس، ما فيش رجاله بيدخلوا جوه خالص
-نضال و قد شعر أن الفتاة التي شاهدها هي جهاد و لكنه أراد أن يضرب عصفورين بحجر واحد:
و هي مدام جهاد دي موجوده جوه
-مدام مين يا ابني دي لسه مش متجوزة ، دي ست البنات كلهم ، ربنا يارب يرزقها باابن الحلال اللي يقدرها ، هي لسه داخلة الدار قبل إنت ماتيجي على طول ، لو عايزها أنا ممكن أقولها
نضال و قد تهللت أساريرة و شعر بسعادة غامرة:
-لا لا يا والدي مش مهم ، سؤال أخير بس هي الدكتورة جهاد دي من المنطقة هنا
-أيوا ، بيتها اللي قصادك هناك ، الكبير دهو ، بس صحيح ماقولتليش إنت عايز إيه
-كل خير و الله يا عم الحج ، إن شاء هانتقابل تاني قريب
........ ....... ........ ......... ...........
-جهاد و هي تدخل الصالون حيث تجلس والدتها:
ماما أنا عايزة عصير مانجة اعمليلي
-الأم بمزاح :
ما تقومي تعملي لنفسك دا إنتِ تتجوزي و تخلفي عيال من الصبح
-جهاد و هي تجلس بجوار والدتها على الأريكة :
طب بزمتك لو عندك عيل عايز عروسة تجوزيهولي
-الأم و هي تقوم من مكانها:
ليه يا أختي هو أنا هبله ، أحسر ابني على زهرة شبابة دا إنتِ عايزة واحد أمه مستغنيه عنه علشان يروح يستشهد قال معاكي ، مش مكفيكي إن الراجل ها يستحمل جنانك كمان عايزه تموتيه ، أنا مش عارفة مين اللي هايطيق تقوليله تعالى نروح سوريا و نروح فلسطين دا إنت هاتقهري الراجل على عمره
-جهاد و قد انفجرت في الضحك:
ههههههههههه ، حتى اللي بتشهد للعروسة اتخلت عني ، و الله يا ابني إنت وقعتك فل الفل
-أحمد و هو يدخل الصالون :
دا مين دا اللي وقعته فل
جهاد بتلعثم و حرج :
ها ، لا ما فيش يا أبتي دا أنا بهبل مع نفسي
-أحمد بجدية :
طب أنا لسه فيه واحد مكلمني دلوقت ، بيقول عايز معاد علشان يجي يتقدملك ، أرفض أنا ولا أجيبلك التليفون ترفضي إنتِ ، أنا لولا مستحرم إني أرفض من غير ما أقولك كنت رفضت ، علشان أنا قفلت من موضوع جوازك دا من يوم أكرم ابن عمتك
-جهاد في نفسها :أنا لسه كنت بقول امبارح اللي هايجي ها أوافق أقعد معاه ،يجي بالسرعة دي ، وبعدين ماله البشمهندس متعصب كدا ليه .... ثم قالت :
اهدى بس يا حج احمد ما تزعلش كدا
-أحمد بنفاذ صبر:
ها أقول للراجل إيه
-جهاد بحرج :
خليه يجي يا بابا بكرا قبل المغرب بساعة
-أحمد بسخرية:
ناوية تتعشي بيه و تذليه ولا إيه ، ربنا يهديكي يا بنتي ، بيني و بينك أنا مش مرتاح لموافقتك دي ربنا يسترها ع الراجل و يرجع لأهله سليم .
-ههههههههه ليه يا بابا دا أنا طيبة و الله .
......... ......... ......... ......... ...........
و جاء يوم غد ، يوم التلاقِ ، اليوم الذي ستبدأ فيه قصة من أصدق ما قد تسمعون ، اليوم الذي سيظل التاريخ يفخر به و يقف له وقفة إجلال ، سيبدأ به الحب و التضحية ، الود و السكينة ، الرأفة و الرحمة ، الرفعة والكفاح ، المجد و النبل سيجتمع فيه النضال مع الجهاد
-جهاد و هي تجلس بجوار وسام في غرفتها بعد أن أتمت إرتداء ملابسها:
بت يا وسام أنا مكسوفة أوي و قلقانة ، أنا العرسان اللي قبل كدا كنت بخلي بابا يجمع عنهم معلومات من قبل ما أقعد معاهم و كانوا بيطلعوا مش مناسبين ، أول مره ها أقعد مع واحد ... أنا مش متخيلة أصلًا إني ها أعرف أكلمه ، أنا محضرة أسئلة أعصره بيها بس شكلي مش ها أنطق
-وسام و قد أخذت تضحك:
عشت و شوفتك مكسوفه كدا يا جوجو ، بقى دي جهاد اللي محضرة مش عارف كام دكتوراه و بتقف تجادل الدكاترة الكبار ، بقيتي عامله زي الكتكوت المبلول ، هههههههههه أنا فرحانه فيكي
-جهاد و هي تضرب وسام بالوسادة :
يا رخمة ، امشي من هنا يا به إنتِ إيه اللي جابك أصلًا
-منى و هي تدخل الغرفة :
خلصتي يا جهاد ، العريس بره ...... ثم نظرت لابنتها بإعجاب :
بسم الله ما شاء الله ، اللهم بارك زي القمر يا بنتي
-وسام و هي تحتضن منى :
إيه يا طنط إنتِ بتعيطي ليه دا إحنا هانستريح منها
-الأم و هي تربط على ظهر وسام :
عقبال ما أفرح بيكي إنتِ كمان يا سمسمة ...... يالا يا جيجي العريس من بدري بره مع جدك و بابا ، خدي العصير و اطلعي ... ثم قامت باحتضان ابنتها الوحيدة و دموع الفرح تهطل من عينيها و تدعو الله بقلبها أن يكتب السعادة لإبنتها مع ذاك الفتى الذي رأت فيه نعم الرجل منذ دخل البيت
.......... ....... ......... .......... ...........
جهـاد في نفسها و هي تأخذ العصير من المطبخ قبل الخروج :
هو أنا مالي مش على بعضي كدا ليه ، دا أنا العصير اللي في إيدي هايسخن من كتر منا بشع حرارة ، لا إهدي يا جهاد كدا ، إمال هاتعملي البلاوي اللي إنتِ ناوية عليها دي إزاي .. .. ربنا يستر...... ثم توجهت للصالون
......... ........ ........ ......... ..........
يا ترى إيه اللي جهاد هاتعمله في العريس و إيه رد فعله؟
#أحببتُه_مناضلًا

أحببتة مناضلا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن