""الفصل السادس عشر""
هلا التحقنـا بِركب الصالحيـن يا رفاق ، لقـد كانوا يخشعـون و يمرحـون ، يُصلون و ينامون ، يصومون و يتضايفون ، يستعفون حتى يتزوجون ، لقد كانوا و ما كُنا ، و فازوا و ما فُزْنا.
........... .......... ..........
في المدرج تقف جهاد أمام الطلبه تشرح المحاضرة ، من يراها يظن أنها بخير كما هي دائمًا بطلتها المرحة المؤثرة لكن هناك في أعماق عينيها يوجد حزن دفين :يلا البريك ...... النهاردة عندنا سؤال نجاوب عليه ، و السؤال بيقول إيه أكبر نعمة في حياتك ؟ فكروا دقيقة و بعدين جابوا
صمت الجميع دقيقتان أو أكثر ثم بدأت الأيدي ترتفع و كانت الإيجابات كما يلي :
-إن ربنا خلقني مسلم .
-إن ربنا هداني .
-أمي.
-عيلتي.
-صوتي الحلو.
-حب الناس.
-زيارتي لمكة.
-النقاب.
-التفوق و النجاح .-ما شاء الله جميل أوي يا سنة تالتة ربنا يديم عليكم النعم دي .
و إذا بفتاة ترفع يدها و تقول:
و إنتِ يا دكتورة إيه أكبر نعمة في حياتك ؟-تبسمت جهاد ثم قالت بحب:
تعرفوا دايمًا لما أفكر في النعم الكتير اللي ربنا أنعم عليا بيها ، أخرج دايمًا إن أكبر نعمة هي " إن ربنا هو ربنا "، دي أعظم نعمة في حياتي و في حياتنا كلنا لو تركزوا ، ممكن ماتكونوش فاهمينها أوي لأن أنا مش عارفه أعبر عنها كويس ، عارفين يعني إيه نعمة إن ربنا هو ربنا ، يعني بحمده على وجوده ، بحمده على نفسه ، إني اتولدت لقيت إن ربنا دا هو ربنا ، اتولدت بعبده هو مش غيره ، بحمده إنه هو ربنا بجماله و رحمته و كرمه و فضله و حنانه و قربه و ستره و عفوة ، حد متخيل لو إلاهنا حد تاني غير ربنا ، كان هايبقى حالنا عامل إزاي ، أنا مع كل موقف ربنا بيكرمني أو يسترني فيه برفع عيني ليه و أقوله شكرًا يا ربنا إنك ربنا ، شكرًا إننا مالناش غيرك و مابنسألش غيرك ، شكرًا إنك بتحبنا ، شكرًا يارب، عارفة إن فيكم ناس مستغربة و ناس مش فاهمة بس أنا حساها ، و متأكده إن اللي فهم فيكم هايوافقني إنها فعلًا أعظم نعمة .......... ......... ...........
بعد آذان العصر تجلس جهاد في غرفتها و تنظر إلى السماء من النافذة:
يارب خليه يجي بقى ، أنا تعبت أوي ، ماتخليهوش يفضل زعلان و صالحه يارب ،،، ثم قامت و جلست على المكتب و قررت أن تكتب له رسالة في الكتيب الذي اعتادت الكتابة فيه لزوجها فكتبت.......إنني لا أعرفني يا هذا ! ، بالأمس القريب كنت أبعد ما يكون عن هذا الذي يدعونه بالحب ، و الآن أراني أحيا به لا بشيء سواه ، أصابتني لعنته و أرهقتني حلاوته ، و أنت المسؤل عن ذلك ، أنت الذي بدلتني من فتاة يستحيل لها أن يمر بأفكارها رجل ، إلى أخري لا تجد سعادتها إلا في التفكير بك ، تحولت من راهبة لا تنظر لأي فتىً لعاشقةٍ تشتاق لتذوب في سحر عينيك ، أيُعقل أن تغيب عني بعد أن أصبحتُ أتنفسك ، أ من العدل بربك أن تمنع عني الماء و أنا تائهة في صحراء العشق ؟! ، بربك عُد لي و كن لي ، بربك لقد أتعبني البُعد فجُد على عيناي بلقاءٍ يا سكني.
![](https://img.wattpad.com/cover/210912216-288-k408545.jpg)
أنت تقرأ
أحببتة مناضلا
Fiction généraleالحـب و الحـرب ، الفرق بينهما حرف و الحـرف قليل ، قد يُخلق من الحـرب أروع قصصٍ للحـب ، و قد تشتعل داخلك حربٌ من أجل الحب ، أما عن ذاك الحـب الذي يسري فـي دماء المناضل أثناء الحـرب فهـو قسمًا أعظم حـب قد نراه ، حبٌ يدفع إلى كل جميل ، حبٌ يجعل منـك شي...