أحببتة مناضلا 26

920 33 2
                                    

""الفصـل السادس و العشرون""

خُلقت لي ، لي أنا فقط ، لا يحق لهم سلبُك مني
ولا يحق لك الرحيل أبدًا . . . .

............. ............. .............
هـي الدنيـا تفاجئنا أحيانًا بأشياء تشيب لهـا رؤوسنا ، و تنكسـر بهـا قلوبنـا ، و تتشـوه من تأثيرهـا أرواحنـا النقية ، كـأن ترى اليـد التي من المفترض أنهـا تحنو عليك و تضمـك إليهـا تهوي على جسـدك فتؤلـم قلبك قبل بدنك ، أن ترى من يجب عليهـم إسعادك هم سبب تعاستك ، أن تمرض فيغيب عنك من واجبه و دوره أن يكـون بجوارك لحظة ألمك ، أن يشفـق عليـك الآخرون بسبب قبح أفعال من دورهـم في الحياة أن يزرعوا داخلك كل جميل ، أن يصير راسم البسمة سببًا في الحزن ، أن ترى اليد التي يجب عليها أن تدفعك للأمام تجذبك للخلف بكل قوتها ، كـل ذلك من أسوأ مرارات الحياة ، شعورٌ بالحسرة لا ينقطع ، خناجر مسمومة تُطعن بها في مقتل ، موتٌ كـل دقيقة و أنت على قيد الحياة . . . . . . .
............ ............. .............
-والدة وسام و هي تتحدث إلى فارس و تبكي بشدة:
الحقني يا ابني بنتي هاتروح مني ، وسام هاتموت نفسها يا فارس

-فارس و قد شعر بأن سيارة قد صدمته بقوة من تأثير الفزع ، فقال برعب:
إنتِ بتقولي إيه يا طنط ، وسام مالها ، أنا مكلمها إمبارح قبل ما أنام و كانت كويسة

-الأم بألم :
أبوها منه لله ، هايضيع مني بنتي ، أنا مش قادرة أهديها يا ابني و هي عمالة تعيط و تكسر فـ اللي يقابلها كله و تزعق ، أول مرة أشوفها بالشكل دا ، تعالى بسرعة يا ابني ، إنت اللي هاتقدر تهديها

-فارس بنبرة تحمل كل آلام الكون:
أنا ركبت العربية و جي حالًا ، خلي بالك عليها لحد ما أوصل
........... ........... ..............
انطلق فارس بسيارته بسرعة كبيرة ، كادت سرعته الجنونية أن تتسبب له في حادث ، و رغم ذلك لم يُبطء و ظل طوال الطريق يدعو الله أن يحفظ زوجته من أي سوء ....... وصل أخيرًا إلى منزل وسام ، صعد الدرج قفذًا حتى وصل إلى الباب و طرقه ، فتحت له الأم الباب و عيناها قد انتفختا من البكاء ، و عندما دخل أُصيب بصدمة مما رأي ، البيت في حالة فوضى عارمة ، كل شيء مُلقى على الأرض ، سأل برعب:
إيه اللي حصل يا طنط ، و مين اللي قلب البيت كدا؟

-الأم بألم:
وسام كانت نايمة ، صحت على صوت أبوها العالي و هو بيتخانق معايا ، خرجت لقاته بيضربني ، جرت تبعدني عنه ، قام ماسكها من شعرها و وقعها في الأرض و نزل فيها ضرب و أنا أصوت و أبعد فيه يقوم ضاربني أنا كمان ، فضل يضرب فينا و يتخانق لحد ما تعب ، ماأعرفش هو كان شارب إيه كان عامل زي المجنون اللي جواه عنف و طلعه كله على وسام لحد ما عورها فـ جبهتها و قام مرة واحدة سايبها من إيده و نازل من البيت ، و أول ما سابها قامت تعيط و تزعق على أخرها و تكسر في كل اللي يقابلها ، و أنا عماله أحوش فيها و أهديها مش قادرة و بعدين دخلت أوضتها و قفلتها عليها و قعدت تكسر اللي فيها برضة و فجأة بقالها شوية سكتت خالص و مش سامعه ليها صوت ، و أنا واقفة على باب أوضتها أتحايل عليها تفتحلي و هي مابتردش خالص ، تعالى اكسر الباب و طلعلي بنتي يا ابني ثم بكت

أحببتة مناضلا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن