أحببته مناضلا 40

1.3K 99 56
                                    

""الفصــل الأربعــون""

نجــد وجـوه الشهـداء بيضـاء ، و يموتــون سعـداء ، رغـم أنهـم خسروا كـل حياتهـم ، و لكـن حياتهـم كلهــا فــي الأصــل لــم تكــن هــي هــدفهــم . . . 💟

.......... ......... ...........
اللهـم ارزقني روحًا لم تزل تتأجج بعشق الجهـاد في سبيلك ، و تفنى في تبليغ رسالتك ، ولا تألو جهدًا ولا لحظة في العمل لدينـك و رفع رايته عالية في كل ربوةٍ و حين. " كلمـات للشهيـد الحـي / أحمــد شقــير "
------------ ---------
تجلـس جهـاد بجـوار نضـال أمـام جهـاز الحاسـوب ، جـذب انتباههـما عنوان فيديو نُشـِرَ لـتوه ، كـان مضمـون الحـديث ، أن حركة المقاومـة الفلسطينيـة تُعلِـن عن انتفاضـة قويـة و أنهـم يحتاجـون مشاركـة الجميـع بكـل الطُـرق ، كـان التسجيـل مؤثرًا حقًا ، بعـدمـا انتهى نظـر الزوجـان إلـى بعضـهمـا بأعيـن دامعـة تفيـض بالشـوق ، قالـت جهـاد نبرة متأثرة تذوب شوقًا و قد أخذت دمعاتهـا تتساقـط:
ألــم يــأن لنـا ؟

-أجـاب نضـال و هـو يُغلِق عيناه لتتساقـط دمعاتـه :
بلـى و الله قـد آن ، نعـم قـد آن

هـاتـف نضـال أصدقائـه مـن أهـل فلسطـين يـشد على أيديـهم و يُعـلِن ثباته معهـم و مناصرتِــه لهـم ، قـاما بجمـع أسرتـهما الكبيـرة فـي منزلهـما ، أهـل جهـاد و أهـل نضال و إخوتـه و أبنائهـم ، فرِح الجميـع بهـذا التجمـع و لـم يتوقعـوا أبدًا ما هـم علـى وشـك سماعه ، تنحنـح نضـال ثـم قـال بصـوت مرتفـع موجهًـا حديثه للجميـع :
بإذن الرحمـن أنـا و جهـاد مسافريـن فلسطـين كمـان عشـر أيـام ، فيـه انتفاضة قويـة ها تبدأ و إحنـا قـررنـا نشارك فيهـا و علـى الأرجـح مـش ها نرجـع تانـي يا جماعـة .

صـمتٌ تام ، صمتٌ مـن الصغيـر و الكبيـر ، بلغـت القلـوب الحناجـر مـن الخـوف و القلـق ، لـم يجرؤ أحـد علـى الحديـث سـوى أحمـد الذي قال بصدمة:
إيه يا ابني اللي إنت بتقوله ده

-نضال بهدوء و حب و هو يقلب بصره فـي وجوه الجميع:
إنتـم كلكم عارفين من زمان إن الشهادة في سبيل الله مبتغانا ، و إننا مشتاقين ليهـا أوي ، إحنا كنا بنسعى لكل خير في الحياة علشان نتوجه بـ الشهادة ، إنتم كنتم متأكدين إننا مش ها نتنازل عن هدفنا مهما طالت السنين ، يمكن بس مستغربين علشان الموضوع جه فجأة ، لكن وقت الجهاد حان و المنادي هتف حي على الجهـاد

-تحـدثت وفـاء بألم:
هـو إنت لحقت ترتاح يا ابني ، دا إنت يا دوب راجع من سوريا ما كملتش خمس سنين ، يا ابني ارتاح شوية و ما توجعش قلوبنا ، إنت ما بتعرفش تعيش حياة مستقرة ، ريح روحك شويه يا نضال

-نضال بأعين دامعة و انفعـال :
حياة هادية ، وظيفة رتيبة ، أيام بتكرر ، أولاد نربيهم في سكينة ، دي حياة مش شبهنا ، ما تعجبناش ولا نقدر نعيشها ، لو حياتنا ما كنتش مغامرة و مخاطرة و تضحية في سبيل الله ، فهـي حياة بائسة أو حياة ميتة ما لهاش طعم ، عمرنـا لا أنا ولا جهاد ما عرفنا نعيش الحياة الروتينية بتاعة كل الناس ، كنا بنرسم حياتنا بطريقة مختلفة و مبسوطين بيها كدا و هي غير ، إوعـى حـد منكم يزعـل يا جماعة علينا ، لا افرحولنا ، إحنا خلاص ها نسافر للجنة ، الشوق للشهادة وصل أخره عندنا و الله ما عدناش قادرين نصبر و كمان مشتاقين للجنة أوي و أنا بقيت ها أموت من شوقي إني أقابل حبيبي النبي و صحابته بقى و أقعد معاهم حقيقي ، بصوا إحنا مقررين إننا ما نرجعش و حاسين بدا جدًا ، بقالنا خمس أيام من يوم ما عرفنا بـ الانتفاضة و أخدنا العهد على نفسنا إننا نجاهد و إحنا بقينا حاسين بحاجات غريبة بنحسها لأول مرة ، الدنيا هانت في عيونا جدًا و حاسين إننا شامين ريحة الجنة و إن أروحنا طايرة في عالم تاني ، باركولنا و هنونا يا جماعة.

أحببتة مناضلا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن