""الفصـل الثاني و الثلاثــون""
أتيتُك بهـا يا الله 💚
........... .......... ............
جهـاد و هـي تـجلس بجـوار نضـال على الأريكـة في الشرفـة التـى تطل على البحـر وقت غروب الشمس و تستنـد بـرأسـها علـى كتفـه و يضمهـا هـو بيـده ، قالـت بعشـق و هـي تنظـر للأمام:
تـعرف يا نضال إني طول عمري بحـلم بقاعدة زي دي مع جوزي كدا ، الحمد لله إنها اتحققت ، لازم نقعد كدا كل يوم في نفس الوقت دا ، من غير مانتكلم خالص ، نبقى قاعدين قريبين أوي من بعض كدا و قلوبنا هي بس اللي تتكلم ، دي تبقى بمثابة جلسة الراحة بتاعتنا يوميًا ، حتى لما الدراسة تبدأ و ننزل شغلنا تاني ، مهما نكون مشغولين ، نقعد برضة النص ساعة دي .-نضال و هو يضمها أكثر :
حاضر يا فتاتي ، أنا حاسس بسلام داخلي و الله و أنا قاعـد كدا ، فكرة عظيمة أصلًا ، المفروض كل الناس تعملها ، إقعد جنب حبيبك و إمسك فيه و استرخي و هاتحس إنك مالك الدنيا و اللي عليها .-حـاجة بس بسيطة قبل ما نسكت ، إحنا بعد ما نصلي المغرب ها نقعد نسمع لبعض الورد علشان إحنا ماسمعناش لبعض لسه خالص ، عايزين بدل ما أنا أسمعلك نفس الجزء و إنت تسمعهولي ، ناخد الجزء مع بعض كل واحد يقول فينا أيه
-إزاي مش فاهم؟
-يعني أنا مثلًا أقول ""ألم " و إنت تقول ""ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين" و بكدا هانخلص الجزء أسرع و نبقى مركزين أكتر ، كنت بعمل كدا أنا و وسام.
-ماشي يا حبيبتي اتفقنا ، يلا نسكت بقى
.......... ........... ............
مـرت الأيام ، عـاد نضال إلى عمله في العيادة و كانت تجهاد تقضي وقت غيابه عنها في القراءة أو المذاكرة للدراسات الخاصة بعملها أو تذهب إلى المقرئة التي وجدتها بـ بمنطقة قريبة من المنزل ، جاءت أسرتها لزيارتها عدة مرات و كذلك أسرة نضال و ذهبت هي و نضال إليهم أيضًا . . . . . .
موعـد عودة نضـال من العمـل و صـوت سيارته بالخارج ، توجهـت جهـاد إلى الباب و فتحت له و استقبلته ببسمتهـا الساحرة و عانقتـه كما تفعـل كل يوم ، هـمس فـي أُذنهـا بحـب و هـو يحتضنهـا :
فيـه مفاجأة عظيمـة-جهـاد و هـي تتركـه و تنظـر له بحب و تفكيـر :
إيـه هي يا ترى !!-قـال نضال و هو يُغلق الباب :
جمدي قلبـك ، ثـم أمسـك حقيبة العمل و أخرج منـها ورقتـان ثـم وضعهم في يدهـا ، ظهـرت معالـم الدهشة على وجه جهـاد فـي البدايـة و لكن بمجـرد أن قرأت محتوى الأوراق ، صاحت ببكـاء :
تأشيرة حج ، الله أكبر ، ثم هبطت ساجدة في مكانها ، و بعدها قامت و قفذت على أقدام نضال لتصل إلى عنقة كما تفعل دومًا و احتضنته بشدة و هي تبكي فرحًا و أخذ هو يمسح على ظهرها بحنان و دمعات شوقة تتساقط هو الأخر ، قالت جهاد بصوت به بحة بكاء:
أنا مش مصدقة نفسي ، أنا هاأشوف الكعبة و ألمسها و أصلي في الحرم ورا الشيخ ماهر المعيقلي ، و هاأزور مسجد الحبيب ، و أقف على عرفة ، اللهم لك الحمد و ازدادت دمعات شوقها و شددت القبضة على زوجها ، ظلا هكذا عدة دقائق ، ثم جلسا متجاورين على إحدى الأرائك ، قالت جهاد بإمتنان عظيم :
أنا مش عارفة أقولك إيه يا نضال و الله ، ربنا يباركلي فيك و مايحرمني منك ، إنت حققتلي أمنية بدعي بيها طول عمري ومشتاقه ليها أوي
![](https://img.wattpad.com/cover/210912216-288-k408545.jpg)
أنت تقرأ
أحببتة مناضلا
Ficción Generalالحـب و الحـرب ، الفرق بينهما حرف و الحـرف قليل ، قد يُخلق من الحـرب أروع قصصٍ للحـب ، و قد تشتعل داخلك حربٌ من أجل الحب ، أما عن ذاك الحـب الذي يسري فـي دماء المناضل أثناء الحـرب فهـو قسمًا أعظم حـب قد نراه ، حبٌ يدفع إلى كل جميل ، حبٌ يجعل منـك شي...