اخذت الكتاب، كنت على وشك الخروج حين رأيت شابا ملقى على الأرض ودمه يلطخ المكان… تنهدت ثم خرجت من البيت، كان الكتاب كبير وثقيل جدا، حملته جيدا وعدت لبيتي…
فتحت الباب جلست على سريري وبدأت بتصفحه…
ثم بعد مرور ثلاث ساعات و بعد ان اشرقت الشمس ابتسمت وقلت: عرفت الان لماذا تشانيول لا اشم دمك ،لا اقرا افكارك ولا اتحكم بك.
وقفت وارتديت زيي، وضعت مسحوق السمرة، ارتديت قبعتي ثم خرجت من البيت، استأجرت سيارة وركبتها….. وانا في الطريق كنت افكر: يجب على تشانيول ان يعرف بأنني مصاصة دماء…
بعد مدة نزلت من السيارة، كان باقي على الجرس ساعة، دخلت المدرسة وذهبت مسرعة إلى صفي… دخلت الصف وامسكت بيد تشانيول الذي كان يغني وسحبته معي…
تشانيول: يااا اتركيني اريد ان اكمل الأغنية.
تجاهلته واكملت سيري،
نادى تشانيول: بيكهون اكمل الاغنية ها؟
خرجنا من الصف وكان تشانيول يصرخ: يا جاسيكا اين تذهبين؟! إلى اين تأخذينني؟؟ لا تقولي إلى الجبل..
-نعم إلى الجبل.
-يااا لا احب المكان هناك اتركيني..
امسكت يده بقوة واكملت سيري…
بعد مدة كنا خلف الجبل مباشرة حيث الضباب موجود ونحن وحدنا..
وقفت امامه وقلت: تشانيول إستمع جيدا… انا مصاصة دماء.
تشانيول انفجر في الضحك :هههههههههه
قلت وانا انظر له: يا تشانيول انا اتكلم بجدية...ولكنه ازداد في الضحك..
قلت: تشانيوووووول
ولكنه كان يضحك..
-حسنا سأثبت ذلك، اريدك ان تراقبني جيدا وفجأة إختفيت.
توقف تشانيول عن الضحك واصبح ينادي: جاسيكا… .جيسي… جيس..
-انا هنا..كنت في قمة الجبل.
نظر تشانيول لأعلى وصدم، حاول ان يفتح فمه ليتكلم ولكنني كنت ورائه مباشرة وقلت: هل تريد قول شيء؟؟
إلتفت خلفه بسرعة… كان متجمدا تماما فقلت له: ارئيت استطيع القفز إلى اماكن بعيدة وانا سريعة جدا كما ان…..
وفجأة وقع تشانيول على الأرض... كانت عيناه تنظران لي بصدمة وشفتاه ترتجفان…
اقتربت منه فصرخ: ابتعدي عني…
تجاهلته و…..
صرخ: قلت إبتعدييييي
-يا تشانيول إستمع.
بدأ تشانيول بالرجوع إلى الوراء وهو يقول: ياا إبقي بعيدة...
وفجأة كنت خلفه مباشرة وقلت: ستستمع لي ام لا؟؟
تجمد تشانيول ثم قال: ح حسنا ولكن ابقي بعيدة...
امسكت يده وقلت: إهدأ….فقط إهدأ انا لا اريد ايذائك..
تشانيول: كيف اهدأ وانا بجانب مصاصة دماء؟!
صرخت فجأة: انا لم اكن مصاصة دماء……
نزلت دمعة من عيني وقلت: كنت بشرية مثلك..
صمت تشانيول، اكملت: كان ذلك قبل ثلاثة اعوام…كنت اسكن مع عائلتي في بيت بجوار البحر… كنت جريئة جدا أخرج إلى البحر في الليل استرخي واتأمل النجوم.
ذات يوم جاء شاب وجلس بجانبي كان يتأمل النجوم بصمت… كان ينظر لي يبتسم ثم يعود ويتأمل النجوم.
في اليوم التالي جاء ايضا كان يتأمل النجوم ويبتسم ثم قال: ما رأيكي بأن نكون اصدقاء؟
-وافقت… تحدثنا قليلا…
بعد عدة ايام خرجت للبحر ورأيته تحدثنا معا، احسست كأنه اخي او شيئا من هذا القبيل لم يكن لدي إخوة، كنا نتحدث وكان يشعرني بالراحة ثم تأخر الوقت، كنت اريد الذهاب ولكنه امسك بيدي ابتسم وقال: تعالي هنا غدا سأحضر لكي مفاجأة…
ابتسمت وافقت ثم دخلت للبيت.
جئت في اليوم التالي ولم اجد احدا، ثم فوجئت به يأتي ويحمل معه كيكة مليئة بالشموع وكان يغني اغنية عيد الميلاد...
تفاجأت وقلت: أأنت تذكر عيد ميلادي؟؟
ابتسم وقال: نعم، اتذكره منذ تلك الليلة.
وضع الكيكة ثم وقف امامي وقال: اغمضي عيناكي سأعطيك الهدية.
أغمضت عيناي فقال: ثقي بي ستكون أفضل هدية حظيتي بها يوما.
وفجأة غرز انيابه في رقبتي… منذ تلك اللحظة أصبحت مصاصة دماء.
شهق تشانيول: ولكن كيف عدتي لأهلك؟؟
-بعد ان عضني وفي غضون نصف ساعة كانت رقبتي قد عادت كما هي...حينها عدت لبيتي وانا مصاصة دماء...بالطبع خفت على عائلتي، اختي الصغيرة امي وابي.. كنت اجوع كتيرا وخفت ان آكلهم وفي النهاية قررت الهرب وبالفعل هربت من بيتي، سافرت وجئت إلى هنا إلى إنجلترا.
تشانيول: كيف… كيف كنتي تأكلين؟؟
-انا كنت وما زلت مسالمة، انا فقط اشرب وحدات الدم التي اسرقها من المشفى.
تشانيول وقد تأثر بالكامل: آه فهمت، حسنا اكملي..
قلت: بعدها فكرت بأنه بالرغم من أنني مصاصة دماء فهذا لا يمنع بأن ابني مستقبلي ايضا فقررت الذهاب إلى المدرسة وإكمال تعليمي وجئت إلى مدرستكم.
تشانيول: كيف سجلتي في المدرسة؟؟
-سيهون من سجلني له طرقه الخاصة.
تشانيول: ولكن هذا المدعو سيهون اما زلتي على تواصل معه.
-بالطبع، فبستطاعته سافرت إلى إنجلترا، وجدت بيتا، وسجلت في المدرسة.
تشانيول: ولكن أنا لا افهم..ألم تسأليه لماذا حولكي؟!
-بالطبع سألته، سيهون كان يحب فتاة اسمها أليس كانت ترافقه إلى كل مكان، كان يحبها جدا ولكنها ماتت على يد أحدا من كبار مصاصي الدماء….. قال لي سيهون: بأنكي تشبهينها كثيرا ويوم تحدثت معك كان كلامك مثلها ونظراتك فحولتك إلى مصاصة لأنني اريدكي..اريدكي خالدة.
كان يقول دائما: انه بمجرد النظر لكي اتذكرها.
تشانيول: أهو يحبكي؟؟
-لا ولكنه يريد ان يرافقني دائما…. دائما ما يساعدني، لا اعلم لماذا؟؟
تشانيول: أهو طيب مثلكي؟؟
ضحكت للحظة ثم قلت: إنه شرير ،شرير جدا يحب الجرائم والقتل كما انه يمتلك اضعاف اضعاف قوتي.
وفجأة رن الجرس وقفت وقلت: هيا فلنذهب.
وقف تشانيول وكنا نمشي ذاهبين إلى الصف في حين كان تشانيول صامتا يفكر… ثم قال: جيسي كيف وثقتي بشاب غريب قابلته في البحر فقط، كيف وثقتي به؟؟
-نظرت له وابتسمت: ألا تعلم بأنه كان يتحكم بي، فقط بمجرد النظر لعيني.
تشانيول بصدمة: أتتحكمون بالعقول ايضا؟!
-نعم.
نظر لي طويلا ثم عاد يفكر…
دخلنا للصف وجلسنا في حين جاءت المعلمة رودي التي تدرس العلوم وقالت: سنبدأ اليوم في الفصل الجديد، في هذا الفصل سنتعرف على بعض الكائنات، نتعرف إلى اجسامها، كيف تتغذى، وطريقة تكاثرها...
ثم بدأت بشرح الدرس، كان تشانيول صامتا يفكر، بعد مدة نظر لي وقال: ولكن كيف حدث…..
وفجأة المعلمة: يا ذو الاذان الكبيرة وجاسيكا قفا، لماذا تتحدثان؟؟