الفصل السابع

3.3K 121 1
                                    

( إذا كنت قاتلاً ،لا تُحب..!)
الفصل السابع 💛

….
كان الجو ثلجي كعادة تلك البلد الباردة والصباح باكر جداً قرر أن ينزل من عزلته وتطلع للبهو السفلى لم يكن غامد موجود ؟
نظر في هاتفه يطلع إلى التاريخ فيجده في نهاية الشهر موعد الإجازة لغامد !...
خرج للحديقة عندما شعر بضيق أنفاسه وتطلع إلى حجرتها بفضول هل لا زالت هنا أم ذهبت لعملها كعادتها كل يوم؟
والفضول قاد قدميه إلى بابها دق الباب عدة مرات ولم يصله جواب دفع الباب ودخل،
تطلع بذهول حوله ألم تكن تلك الحجرة رديئة جداً متى باتت بهذا الدفء؟، ورغم أنها خالية من التدفئة المركزية ألا أن تلك القاتلة صنعت مدفأة بدائية جداً من الخشب لكنها أعجبته..
جلس بجانب ألواح الخشب المشتعلة الخافتة يتلمس بعض الدفء، ثم نظر حوله لفراشها، أشيائها المرتبة، عويناتها أكثر من واحدة وبجانبها مذكرة وقلم فتح المذكرة بفضول على صورة لطفلة صغيرة جداً جميلة الملامح أمسك بالصورة لدقائق ويتذكر هذا القبر التي كانت جالسة أمامه ابتسم لتلك الطفلة في الصورة وآلمه قلبه أن تموت مثل هذه البراءة ،
أغلق المذكرة دون القدرة على قراءة أي كلمة بها وربما كان سر الحكاية هنا لو فقط كان سمح لفضوله ربما كان اكتشف حكايتها ؟
وكان هناك حاسوب وردي صغير جداً مسكه وجده مفتوح على مدونتها ""
ابتسم باستهزاء وقرأ ما نزلته صباح اليوم
_ "أتمني لو تكون عيناي قويتين وباردتين وأن تمسا بالعمق صميم الفؤاد، وأن لا تكشفا شيئاً من أحلامي الضائعة..
بلا أمل، ولا غاية.
أتمني،
أن لا تتكهنا بما هو دنيوي دائماً
مثل الأزرق المخضب، والمخفف بالأصفر الهادئ
وأن لا تريا الآلام البشرية..
ولا رغد العيش..
إلا أن عيني هاتين مطفأتان وحزينتان
ليستا كما أحب، أو كما أحب أن تكونا
لأن عيني قد رآهما فؤادي
وآلمه أنهما تُبصران.. "
ما إن انتهى تعرف على الكاتب وهتف بعجب
تقرأ لنيرودا!
تابع التعليقات الكثيرةبفضول
ما كل هذه التعليقات ؟ أخرج هاتفه وسجل اسم صفحتها على الفيس بوك
لفت نظره الغطاء الوردي الصغير والذي يبدو لطفلة!
" غرفتها مدينة العجائب ماذا تخفي تلك القاتلة من أسرار بعد؟؟ "
خرج من الغرفة يهتف
" لنا لقاء آخر"
*****
تجلس سورينا وفي المقابل ثائر وضع النادل القهوة لكلاهما ثم تحدثت تستكمل الحديث :
" إنه يمر بالتيه قليلاً لكن على الأقل يراني الآن سورينا ويعترف أن فيوليت ماتت "
" هذه خطوة جيدة أن يدرك حقيقة الحادث"
أخرج مذكرة صغيرة يكتب بها :
" هذه الأدوية سوف تساعده قليلاً"
" لأي شيء؟ "
" هذه أدوية مضادة للاكتئاب وللهلوسة وبعض المهدئات أنا أعرف أن قائد غير منتظم في تناول دوائه عدا المنوم فساعديه "
ابتسمت تخلع عويناتها :
" في الحقيقة أنا أعتبر هذه الأدوية ما هي إلا مسكنات للألم تساعده لوقت قصير لكنها لن تعالجه، الاكتئاب الحاد ومحاولاته للانتحار حتى الهلوسة التي تنتابه من شدة اليأس... أخبرتني سابقاً أنك اضطررت لحقنه بمنوم كي ينام لليالي طويلة لأنك عجزت عن السيطرة عليه وأخبرتني أنه لديكم تاريخ للمرض النفسي بالعائلة وترفض أن تدعه في مصح نفسي "
نظر لها ثائر بإعجاب لما تقوله أخرجت كتاب يعرفه جيداً ابتسمت سورينا :
" أنا أدرس وأقرأ عن حالته جيداً لذا لا تنبهر هكذا.. هل تعرف عما يحكي هذا الكتاب؟ "
ابتسم ثائر يهز رأسه :
" المريضة التي عجز الأطباء عن علاجها من كثرة محاولات الانتحار فكان الحل الوحيد أن تبقى نائمة"
أكملت سورينا عنه
" أتى الطبيب النفسي المشهور من شرق أسيا جذبته تلك المرأة وقرر أن يعالجها دون أدوية.. كتب لها كل يوم جواب يحكي لها عن يومه وتفاصيل حياته لمدة شهر ونصف يرمي لها الجوابات من أسفل عقب الباب في اليوم السابع والأربعين ردت عليه بجواب وحكت له وكانت هذه بداية علاجها"
أكملت سورينا تشرح له :
" قائد يحتاج أن يجد أشخاص حوله يكنون له المشاعر ويتشاركون معه حياتهم أن يخرجوه من دائرة الحادث والماضي يحتاج حياة جديدة تنسيه الماضي، وأنا سأفعل حتى النهاية  "
نظر لها ثائر بإعجاب
" قرأت هذا الكتاب سابقاً للمرة الأولى أجده مثيراً لتلك الدرجة وللمرة الأولى احسد قائد أنه يوجد من يفعل المستحيل لأجله"
سألته سورينا :
" هل تعتقد أنني سأنجح في تلك المهمة؟ "
" من عينيك أنا متأكد لكن أخشى يا محامية سورينا حين يحين الوقت لذهابك أن يتعلق بك قائد"
صححت له سورينا بذهول :
" يتعلق بي أنا ؟؟.. مستحيل إنه يكرهني "
" شخصيتك قوية ومؤثرة ربما إذا قلت سيحبك ستكون صعبة لكن ربما سيتأثر بك رغماً عنه"
شربت قهوتها تفكر بكلامه لكن من داخلها تصدق شيء واحد...
" مستحيل ما يفكر به ثائر "
. *******
لم  تتوسط الشمس السماء بعد، لكنها في الصباح الباكر الشديد هرولت وذهبت حيث المكان..
" صباح الخير"
هرول السائس نحوها بقلق :
"سيدة غسق.. ؟؟ هل هناك شيء.. "
نظرت حولها..
" لا.. جئت أسأل كيف هو حال المهرة الصغيرة؟؟"
" بأفضل حال تشبه أمها عنيدة "
ضحكت غسق وهتفت بفضول :
" أريد أن أراها الآن"
أخبرها السائس بتوتر شديد :
" والله أنا أعتذر يا سيدة غسق سيد شهاب لا يسمح لأي أحد بالدخول دون إذنه شخصياً.. انتظري لاتصل به قبل"
اقتربت غسق من السائس تنظر بتهديد :
" وأنا لست أي أحد افتح الباب سأراها وأخرج.. هيا قبل أن أقدم بفعل شيء مجنون.. "
توقف السائس مضطرباً فمدت غسق يدها إليه بابتسامة شريرة لا تقبل النقاش تهتف له :
" المفاتيح..!"
فتح لها الباب بتردد ودخلت خلفه تهرول..
" أمهليني ثواني سأذهب أتي بالمفاتيح الأخرى "
هزت رأسها فهرول بعيداً عنها يختبأ وأخرج الهاتف المحمول يتصل بسرعة..
بالتو أنهى صلاة الفجر وذهب إلى فراشه لينام قليلاً
لكن رنين هاتفه أيقظ غفوته وانتفض حين رأى اسم السائس فقفز يسأل بقلق:
" هل حدث شيء للمهرة الصغيرة؟"
استيقظت قوت على صوت شهاب وجلست تنظر له بقلق :
" لا يا سيدي.. لكن السيدة غسق أتت في هذا الصباح الباكر وأصرت على رؤيتها ولا أستطيع أن أقف أمامها انجدني يا سيد شهاب منها"
نهض للشرفة ينظر نحو الاسطبل ويراها من بعيد فابتسم من قلبه :
"في هذا الصباح الباكر؟! .. ماذا تنتظر دعها تدخل تراها"
أغلق شهاب هاتفه وهرول يرتدي ثيابه سألته قوت :
" هل هناك شيء؟ "
" لا سأذهب لإسطبل الخيول الآن "

إذا كنت قاتلاً لا تحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن