الفصل الخامس عشر

3.7K 119 4
                                    

قل لقلبك أنني أحببته ..  فلعل صوتَ الحب يبلغُ مسمعك
رفقاً بحالي إن قلبي موجعٌ .. وشفاؤه في أن يراك ويسمعك
مهما ابتعدتِ عن الفؤادِ فإنني
مستوطن رغم المسافة أضلُعك ..
إن كنتِ قررت الرحيل تذكر
أنّي تركتُ الناسَ كي أبقى معك
شعر ماجد عبد الله

هرولت للباب لا تحسب حساب شيء لا الظلام ولا جنوده لا الخوف ولا تبعات الشوق لا الطريق الطويل ولا المقابر واشباحها فحين يأتي حصار الذكريات ينعدم العقل عن العمل ويحركها الاشتياق والفراق..

وفتحت الباب فصرخت بفزع للواقف أمامها كشبح عملاق مسنداً بظهره ورفع قائد يده إليها باتهام منتصر :

( عرفت أنك ستفعلين هذا، أرأيتِ..؟! ) 
شهقت بفزع تضع يدها على صدرها  
" قائد ما الذي أتى بك هنا؟؟؟.."  
اقترب منها يشير عليها باتهام  :
" عرفت أنك ستفعلين هذا.. ستذهبين لقبر مارية بعد منتصف الليل وتقطعين كل تلك المسافة وحدك في هذا الظلام والجو البارد.. لماذا لا تخافين..؟"  
هتفت بعين مصدومة وهي تنظر لداخل الشقة : 
" امي تنام بالداخل هل جننت كي تأتي هنا في هذا الوقت ... لقد طردتني من منزلك" 
امسكها يفاجئها من يدها: 
" نحن سنعود الآن يا سورين لن اتركك أنتِ لست بحالة جيدة "
واتسعت عينيها من الذهول
"ماذا تقول هل أنا التي ليست بحالة جيدة حقا ؟"
ويعقد حاجبيه بحدة وبصوت غاضب
"نعم وسنعود الآن لمنزلي "
ويتفاقم عنادها الوليد معه:
"منزلك الذي طردتني منه هه؟؟؟؟"
وبدا كلاهما في تلك اللحظة للمرة الأولى كزوجين طبيعيين يتشاجران، وهذا جعلها تتوتر مما يحدث ..عليها أن تتمالك أعصابها كعادتها عليها أن تكون باردة لا يثيرها اي شيء مهما كان ..
وكان هذا الغضب للمرة الأولى يراه على وجهها بصدق غير تلك الواجهة الباردة التي تصدرها دومًا في كل المواقف التي تحتاج للغضب، تلك التقطيب فوق حاجبيها وفمها المذموم  ..

لكنها فجأة سحبت يدها من قبضته بهدوء
"لن أعود معك أنا غاضبة منك.. حين أنهي قضيتي التي لا تليق إعجابك ربما أعود"
ويمسك رسغها ثانية بصدمة
"ربما ؟" 
ويقترب منها بصوت منخفض:
"سورينا لا تفعلي هذا عودي معي هيا "

لماذا عليها أن تمتلك هذه العاطفة القوية اتجاهه ؟
لماذا تشعر أنها تريد أن تتراجع عن قرارتها التي اتخذتها حديثاً بشأن وجود قائد بحياتها .. فقط في المساء هتفت لنفسها بقوة ولعينيها في المرآه أن دورها انتهي في حياة قائد وأن مهمتها تمت بنجاح وأن عليها أن تفيق وتبتعد ..
وبصوت مهزوز تلك المرة تخبره:
"أنت طردتني من جديد يا قائد وفي كل مرة لن يعجبك مني شيء ستطردني من حياتك.. هذا بالإضافة إلى أن عملي فوق كل شيء لتعرف هذه النقطة" 

وأقترب منها فجأة ويتحدث من قلبه دون عناء إخفاء مشاعره.. ويبدو لها كطفل يعترف لها للمرة الأولى بتخبط مشاعره..
"أنا خائفُ ...خائفٌ عليكِ يا سورينا.. هذه هي مشكلتي .. وخوفي هذا الذي أتى بي خلفك على بابك منذ ساعات انتظرك في هذا البرد"  
لطالما قائد الصياد يفاجئها كل مرة تقول أنها وصلت لقرب النهاية معه فيلقي عليها طريق يتخذه نحوها من جديد،  
ابتعد فجأة عنها ينظر خلفها بذهول..   فسألته برعب تدعو أن ينفي.. 
" هل أمي خلفي؟؟"  
همس بصوت خفيض : 
" أجل " 
أغمضت عينها كمن وقعت في المصيدة .. ثم استدارت ببطء لأمها التي أشارت لها بحركات يدها تسألها عما يجري ولماذا ترتدي ثياب الخروج في هذا الوقت المتأخر.. ولماذا تقف على الباب مع هذا الغريب..؟
امسكها قائد من ذراعها يلفها إليها وسألها بذهول ..  
" سورينا هل أمك صماء؟؟؟ " 
فهمست له باستسلام : "نعم.."
تنهدت بصوت مرتفع ودخلت تدعوه للدخول فدخل خلفها ومن أمامهما أمها..  
يجلسان مثل المذنبان بجانب بعضهما وأمامهما أمها أشارت لسورينا ببعض الايماءات  المتتالية والتي لم يفهما هو ..
نظر لها قائد فهتفت سورينا وهي تمسك جبينها : 
"إنها تسأل عمن تكون؟.. وماذا تفعل أمام باب الشقة في هذا الوقت؟" 

إذا كنت قاتلاً لا تحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن