الفصل الثامن عشـر

3.5K 127 5
                                    


الفصل الثامن عشـر

تكاد تسمع صوت قرع دقات قلبها تسمع حسيس الخوف بصدرها، وتدعو الله لو لا تتوقف تلك السيارة لو لا يصلا لشقة أخيها، فيبدو أن شهاب الدين يعرف الطريق للمكان جيدًا فكما يبدو لم يعتمد عليها تبدو خطة محكمة. هذا جعلها أكثر تأهبًا ماذا ينتظرها هناك؟
وحين توقفت السيارة فجأة لم يتحرك كلاهما حتى استدار هو أولا وامسك بكلتا يديها يخبرها بجدية:
"ثقي بي أرجُوك"
لكنها كانت في وضع لا تحسد عليه، ما بين صراخ قلبها هذا شهاب الدين يا غسق هذا الرجل الذي يحبك، هذا الرجل الذي ألقى عليك الله محبة إليه وما بين ضجيج عقلها إنه قاتل أخيك وأنت كنت الشاهدة على مدخل الجزيرة، إنه الذي انتهك صداقة أخيك إنه القاتل..
القاتل أم العاشق؟
"غسق.....؟.. هل تخشينني ؟؟؟"
وكان هذا سؤاله وأغمضت عينيها بقوة،
بلى هي تخشاه رغم عنها..
سابقاً لم يكن يهمها شهاب الدين إذا اكتشفت انه الشرير أو لا لكن الآن وبعد أن أحبته تخاف أن يكون هو القاتل، تخاف لأنها لو تأكدت من هذا ستكون هذه هي النهاية،
ستحرص هي أن تسدل الستار وتختم المشهد الأخير بانتقامها.
لا ليس انتقام إنه قصاص أخيها!
ترجلت من السيارة وهو الآخر، صعدت السلم وصعد خلفها حتى وصلا لباب الشقة فتقدم حارس العمارة يفتح لهما الباب بعد أن تعرف على هوية غسق.
وحين دخلت اجتاح قلبها بمشاعر مؤلمة لقد جهزت هذه الشقة مع محمد كل ركن بها، لكن اليوم تدخلها مع شهاب الدين..!
إن الحياة حلقة ضيقة جدًا رغم ذلك فهي غير متوقعة فيوم تجعلك بالسماء السابعة وباليوم التالي في أسفل الأرضين،
يوم تضحك لك ويوم تبكيك، تعطيك في ساعة كل شيء وتسلب بلحظة منك أغلى شيء.. هذه هي الحياة.
"هل كان محمد يأتي لهنا كثيراً؟"
سألها شهاب الدين وهو ينظر للمكان حوله، لكنها بقيت تنظر له تحاول حل اللغز أو الحلقة المفقودة بالحكاية.
"لماذا أتيت بي لهنا يا شهاب الدين؟ أليس أنت من هتفت بي ألا ابحث عن الحقيقة؟! ما الذي غير رأيك؟"
ودون أن ينظر لها هتف بثقل:
"محمد أخوك أخفى شيء قبل موته موجود هنا على ما أظن.."
تقدمت منه تحتبس الأنفاس بصدرها:
"ماذا تعرف عن أخي وأجهل أنا به؟؟؟"
"أنت كنت مقربة من محمد كثيراً ورغم ذلك لم تعرفيه جيدًا يا غسق.. "
انتفض صدرها بألم:
" محمد كان كتوم لا يفصح لأحد عن تصرفاته الغريبة"
وأقترب منها شهاب يمسح على رأسها..
" اهدئي أنا أعرف "
وأقترب أكثر يهمس:
"هل يمكنك معرفة في أي مكان من الممكن أن يخبأ محمد أشيائه السرية؟ "
عقدت حاجبيها:
" هل هذا الشيء به الحقيقة؟ "
أومأ برأسه.. فهتفت تتسع عيناها..
" هذا يعني أن كل الحقيقة موجودة هنا بالشقة..."
أومأ برأسه وتركها مع ذكرياتها وخرج الشرفة ربنا يجري محادثة هاتفية فقد غرقت مع موجة الذكريات التي اجتاحت كل كيانها... ولكن مع كل غرفة تدخلها تزداد صدمتها فمعظم أشياء محمد الشخصية غير موجودة؟
وحاولت البحث بعدة أماكن عن هذا الشيء السري الذي يخبرها شهاب الدين عنه لكنها فشلت في الوصول لمكانه..
ووقفت في منتصف الصالة اقترب شهاب الدين منها
"لم تعثري على شيء بعد؟"
عقدت جبينها فجأة تهتف
"هناك مكان كان محمد يخفي به ألعابه عندما كنا صغار.."
ذهبت إلى المطبخ وشهاب خلفها
"خزانة المطبخ كان يخبئ ألعابه فيها دائماً"
بحثت هي وشهاب لكن لم يعثر كلاهما على شيء فوقفت غسق تنظر له بيأس :
"لا يوجد شيء؟"
وقبل أن يغادران المكان تصلب شهاب الدين يدق بحذائه الأرضية الخشبية فيجدها تهتز..! هتف بغسق المراقبة بقلب خائف:
" احضري لي اي سكين من عندك"
وفعلت ما طلبه تراقبه ينزع لوح الخشب وتكاد تسمع رجيف قلبها من الخوف حين ازاح شهاب الدين هذا اللوح الغير ثابت وظهرت علبة صغيرة سوداء فتحها شهاب الدين بسرعة ومن نظرة عينيه اللامعة عرفت أن هذا هو الشيء الذي يبحث عنه.. نهض واقفًا ينظر لها..
" لم نكن لنعثر على هذا المخبأ ولو بأحلامنا لقد ساعدتني"
اقتربت منه غسق وكل ما يهمها هو هذا الصندوق وما به.. سر أخيها فلذة كبدها..
"أعطيني هذا الشيء"
صمت تام ساد الأجواء ثم صوت شهاب الدين القاطع
"ليس لكِ يا غسق"
هتفت بصدمة مقهورة تردد كلامه:
"ليس لي؟؟!!"
" لن أدعك تعلمين الحقيقة أبدا... "
اتسعت عينيها ولاح غشاء من الدمع وصرخت مهتزة
"لقد خدعتني... لقد أخبرتني أنك ستدعني أعلم الحقيقة؟!.. الحقيقة الموجودة بهذا الصندوق الذي معك!!"
"اسمعيني يا غسق جيداً.... أنا أعرف مصلحتك والحقيقة لن تكون بصالح أي أحد "
ويستمر صراخها مقهورا بالبكاء:
" لماذا تفعل هذا معي.... ؟؟؟.. لقد وثقت بك..."
وامسكت فجأة السكين تشهره أمامه تهتز يدها وتهدده رغبة فقط بمعرفة السر:
" اعطيني الصندوق يا شهاب الدين... "
" تعرفين أنني لا أخافك يا غسق "
" سأطعنك... "
" افعلي إذا كان هذا سيشفي غليلك"
ودون كلمة أخرى ولم يتوقع حركتها المفاجئة شعر بتفجر   الدماء من جنبه ووقفت غصة بحلقه.. بألم ينظر لعينيها المتسعة وصرختها :
"لا... لا... لم أقصد.. شهاب الدين!! "
وضع يده يسد الدماء من مكان طعنتها..
فاقتربت تتمسك به برعب وهستيريا من هذه الدماء خائفة:
" شهاب الدين.. شهاب.. "
فكان صوته جامد :
" لا تخافي إنه جرح سطحي"
وتبكي صارخة حين رأت يده يتخلل من بين أصابعها الدماء:
"لم أقصد أقسم لك"
وحين حاولت تفحص الجرح منعها بقوة:
"هشش.. لم يحدث شيء أنا بخير"
"امسحي دموعك وهيا بنا بسرعة من هنا"
سمعت كلامه وذهبت خلفه إلى سيارته لكنه ظل قابع بها لفترة دون حركة حتى رأت سيارة أخرى وكان بها هذا الضابط اللعين الذي يتولى قضية محمد الذي يدعى " غمار"
ثم أخرج شهاب الدين قرص مضغوط من الصندوق أعطاه له يهتف:
" أعتقد أن كل شيء هنا "
نظر هذا الضابط  لكل من غسق وشهاب وهاله بقعة الدماء بقميص شهاب الدين :
"هل تعرضت لهجوم ما؟"
"لا.."
كان رد شهاب مختصرا فهتف الضابط "غمار" بهما..
"عليكما العودة للجزيرة في الحال... المدينة ليست أمان"
أومأ شهاب الدين وشغل سيارته عائدًا بها للجزيرة...
ولم تصمت غسق فكانت تشعر بالغدر لكن في رأسها مئات التساؤلات خرج أحدهم مرتجف من حلقها..
" هل كان أخي متورط مع أشخاص ما؟؟"
لكن شهاب الدين كان يركز بالطريق أمامه ولم يرد عليها...
فصمتت تكتم القهر بداخل قلبها تراقب وجه شهاب الدين الذي يشحب...
وحين اقتربوا من مشارف الجزيرة سمع صوتها باسمه..
"شهـــاب.."
هتفت بها بصوت مقهور من البكاء طوال الطريق، فيرد عليها بألم غير محتمل :
"لا تبكي"
فتصرخ مرتجفة:
"أنت تنزف بقوة.. أنا السبب.. أنا السبب"
"لا بأس"
لكن هذا الضباب الذي يغشي على عقله وعينيه ويمنعه من رؤية الطريق أمامه بوضوح يقلقه فيسد بيده جانبه الذي ينزف بغزارة ويحاول أن يصل إلى مدخل الجزيرة فقط حتى يستطيع الاطمئنان، غسق معه وهذا جل ما يريده.
ويسمع صوتها الهستيري حين ظهرت مشارف الجزيرة:
"لا أريد العودة معك.. ماذا ستفعل بي ثانية؟؟ "
ومروا على حراس المدخل ودخلوا إلى طريق الجزيرة الغير ممهد في هذا الظلام الدامس، لكنه قد اُستنزفت كل قوته فأبى أن يستسلم، وشعر بكلتا يديها تحيط بوجهه المتعرق من شدة الألم :
"أوقف السيارة الآن"
فيتمسك بها بآخر ما لديه من مقاومة:
"لا ترحلي عني أنا أُحبك"
..
وعلى جانب الطريق الترابي أسفل أحد الأشجار الشاهقة أوقف السيارة لأجلها خوفاً أن يصاب بحاد وهي معه.
نظرت إليه وهو يرجع رأسه للخلف وقد بدا أنه سيفقد وعيه في التو كان يهذي باسمها مراراً وتكرارا ويهذي ألا ترحل يهذي بحبها، لكن صراع الانتقام والخوف يطغي على حبها لهذا الرجل. فنزلت تترجل من السيارة تنظر إلى الطريق الترابي وبالجانبين حقول شاسعة لا تتبين مداها من الظلام الحالك، الجو كان به لسعة من البرودة طيرت غطاء رأسها قليلاً وبردت حمرة وجهها من البكاء فكانت تتنفس وكأنها بصراع تقاوم وقدميها مثبتة على الأرض، أترحل!
تغمض عينيها ويدق قلبها وكأنه سينفجر، أترحل وتتركه بهذا الحال؟
إنها خائفة..
ثم تعود وتنظر إلى شهاب الدين الذي لا زال يهذي والدماء التي لازالت تنزف منه..
لو تركته هكذا سيبقى للصباح ينزف وربما يحدث له شيء!
شهقت تهز رأسها بالنفي ودخلت السيارة بسرعة تحيط وجهه من جديد تبكي له:
"لا أريد أن اؤذيك لا أريد رؤيتك تموت يا شهاب الدين "
وبالتدريج يفتح رموشه عن عينين حمراء وبخفوت هامس يخبرها:
"أموت كل ليلة وأنا لا أستطيع أن انالك بينما أنت على سريري وتحت سقف بيتي لكنك بعيدة عني"
وتبكي هاتفة:
"لماذا جعلتنا على هذا الحال؟؟ لماذا؟؟"
"أتريدين قتلي يا غسق الدجى؟؟... أخبريني فقط ولو لمرة أنني ملكت قلبك اهمسي لآخر مرة أنك أحببتني"
هزت رأسها:
"أنت تهذي... سأقود السيارة لقصر فيان الطبيب يجي أن يراك"
وحملته إلى المقعد الخلفي وقد حسمت قرارها ستنقذه وبعدها ستهرب.. ستهرب منه حتى تأمن على روحها من جديد، حتى تفهم سر الحكاية المخفي؟
وما إن شغلت السيارة سمعت صوته الضعيف:
"لا تذهبي بي لفيان وأنا بهذا الحال، بيت الشيخ ولي في نهاية الطريق هذا لا تحيدي عنه"
وأغمضت عينيها لدقائق قبل أن تذهب بالسيارة إلى هذا البيت الأبيض الصغير وما إن أوقفت السيارة ترجلت تحمل على كتفها شهاب الدين ووجدت شيخ بلحية طويلة يقترب منهما فهتفت
" أنت الشيخ ولي؟؟ شهاب الدين معي مصاب بجرح من السكين بجانبه وأخبرني أن أتي لهنا"
وقبل ان تنهي جملتها كان عدة رجال يحملون شهاب الدين منها وكأنهم كانوا ينتظرونهم.. ويسألها الشيخ مقتربا يتفحصها..
" أنتِ إذن هي زوجته التي يحبها! سبحان الله كما وصفك يا سيدتنا.. أخبريني هل أصبته بجرح جديد؟"
عقدت حاجبيها كيف عرف عن هذا الأمر!
" ساعده أرجوك"
هذا ما هتفت به وهي تنوي أن تغادر لكنها وجدت نفسها محاطة بثمان رجال أشداء مخيفين فشهقت تتسع عيناها تصرخ بهم:
" ماذا تظنون نفسكم فاعلين ابتعدوا عن طريقي!! "
فاخفضوا رؤوسهم يهتف واحد منهم باحترام:
"سيدتي أنتِ ممنوعة من مغادرة بيت الشيخ وليّ حتى يأمرنا سيد الجزيرة بشيء آخر"
ضغطت على أسنانها تتحكم بأعصابها دون جدوى، لقد اوقعها في المصيدة من جديد؟! هذا الملعون رتب لكل خطوة بدقة وهي كانت تنفذ خطته كالحمقاء!!
لقد كان متأكد أنها ستنقذه وأعد الرجال هنا بانتظارهما؟
وصرخت تضرب الأرض كما تغضب وأحد الرجال يشير لها،
" إلى الداخل يا سيدتي دون مقاومة رجاءً "
وقبل أن تصرخ بهم جميعا كانت فاطمة تأتي من الجانب الآخر من الطريق الآخر وما إن رأيتها غسق حتر هرولت إليها وارتمت بأحضانها تشهق بالبكاء
"فاطمة.."
ويصاب فاطمة القلق والخوف من حال غسق:
"سيدتي غسق ماذا حدث لقد نادوني لهنا؟؟"
"شهاب الدين مصاب بالداخل.. "
وبداخل غرفة فاطمة أغلقت الباب بإحكام وتعود لغسق بكوب عصير وصينية طعام، تهتف برعب وهي تجلس بجانب غسق :
"من فعل هذا بسيد شهاب؟؟ إنها مصيبة للجزيرة.... لو أعلم من فعل هذا بسيد الجزيرة والله لأقتله"
نظرت لها غسق شزرا بينما تقترب فاطمة تحضنها:
" هل أنت قلقة على سيدي؟ "
رفعت غسق رأسها تهتف:
"أنا من فعلت هذا به"
وعادة فاطمة حين تصدمها غسق بمصيبة  الفم المفتوح ذهولاً وضربة يدها على صدرها.. نهضت غسق للشباك الخشبي تفتحه قليلاً فترى رجال جماعة شهاب الدين يحيطوا المكان تهمس لنفسها:
" كيف وقعت في شباكه بهذه الطريقة؟"
اقتربت فاطمة منها بقلق:
" ماذا حدث من جديد ألم يدق سيد الجزيرة قلبك"
عادت غسق تجلس تهتف وهي تنظر للأرض:
"لقد غدر بي وكنت على وشك معرفة الحقيقة بأكملها، لقد فتح شهاب الدين جراح قلبي التي لم تندمل ما كان عليه إطلاق سراح شياطيني مجدداً "
هتفت فاطمة بصوت منخفض:
"ان إصابته كبيرة لقد استدعى أبي طبيب الجزيرة "
رفعت غسق وجهها الشاحب خوفاً ونهضت يؤلمها قلبها، ماذا لو حدث له شيء؟
وضعت يدها على صدرها بخوف.. لن يحدث له شيء، إنه شهاب الدين واللعبة لم تنته بعد.
وفي جوف الليل وظلامه نظرت إلى فاطمة التي نامت وقد أخبرتها أن الطبيب قد غادر وشهاب الدين لم يفق بعد..!
تركت الفراش ونهضت تقف أمام باب الغرفة ارتدت حجابها وحسمت أمرها تذهب إلى الغرفة المقابلة والقابع هو بها.
أغمضت عينيها وجمعت أنفاسها المبعثرة وحاولت التحكم بدقات قلبها وهتاف عقلها ثم فتحت الباب تغلقه خلفها ووقفت هناك أمام فراشه تنظر إليه وكل ما تحكمت به أمام الغرفة ذهب هباء فها هي عيناها تجمع الدموع بمقلتيها وتذرفها بغزارة وها هو قلبها يصرخ بالضجيج لكن عقلها ودعها في هذه اللحظة واقتربت منه وقد كان عاري الجذع وجهه شاحب بشكل أخافها والجرح التي تسببت هي به قد ضُمد وجلست على طرف فراشه تهتف والبكاء حليفها صوتها مجروح
" هل تريد أن تخيفني؟؟.."
هزته برفق تبكيه وتحاول أن توقظه:
"شهاب الدين استيقظ أرجوك....... "
لكنه لم يتجاوب معها فتلمس بيدها قسمات وجهه ويؤلمها قلبها أكثر:
" لقد خفت انهض...
هل تريد أن يكتبوا أنني قتلت الرجل الذي يحبني؟.. سأكون عار على قصص الحب"
وتسند رأسها على كتفه بتعب تسأله:
" لماذا أحببت امرأة مثلي..؟ امرأة أصابها الحب بلعنة.. لماذا وقعت بحبي وأنت تعلم أنني شريرة الحكاية ؟"
تتنهد وترفع رأسها تحيط وجهه وذقنه بيديها الناعمتين وتقترب منه حتى باتت أنفاسها تلفح وجهه:
" شهاب الدين لقد أخفتني حقاً... شهاب هل تنهض أرجوك.... شهاب "
فتح عينيه فجأة يهتف بصوت غير مسموع :
" آه... قبليني وأنهي هذه المهزلة"
أصدرت تأوه تبكي بعنف وتحيط عنقه بقوة:
" أيها اللعين لقد خفت أن تموت"
رفعت رأسها حين لم يجبها ورفعت رأسها تنظر إليه فتجد عينيه قد أغلقت من جديد هزته بقوة:
" شهاب الدين هل فقدت وعيك؟ "
تأوه بألم:
" يا فتاة دعيني أفيق بالله.. ستقتلينني حقاً.. أنت من وضعوا لكِ جملة قبليني أو اقتليني"
هتفت غسق به:
" لا تغمض عينيك هكذا "
نظر إلى وجهها بتعب، فهتفت به:
" أنت تخيفني حين تغمض عينيك"
"إذن انهي هذه المهزلة بقبلة"
واقتربت من وجهه ثانية تخبره :
"شهاب أنا من فعل هذا بك.. هل تطلب مني أن اقبلك وأنا كنت على وشك الهروب منك وقتلك؟ "
ولكن عيناه قد ذهبت مع اللاوعي فهزته:
"شهاب الدين "
شعرت بيده على رأسها يمسح عليها مغمض العينين هاتفاً:
"لا تخافي "
فتضع رأسها على صدره تسمع دقات قلبه ثم تنهض تقترب منه:
"سأقبلك "
" افعلي أرجوك فأنا اتألم بقوة "
وقد فعلت زالت عنه كل ألمه حتى أفاق بعد وقت طويل ينظر إليها وقد نامت بجانبه تتمسك بذراعه فدفع الغطاء إليها :
"سألتني لماذا أحببتك إذن؟"

إذا كنت قاتلاً لا تحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن