الفصل السابع عشر

3.3K 129 8
                                    

(إذا كنت قاتلاً لا تحب)
الفصل السابع عشر..
...
وفي جوف الليل والكل نيام نهضت قوت تتنفس بعنف تحسم قرارها دون عقل ودون المزيد من التفكير، ارتدت عباءة سوداء ولفت الوشاح حول وجهها جلست على الفراش تنظر إلى هذه الطفلة التي لا ذنب لها في جنون أبيها!
هذه الصغيرة التي تبكي من الصباح بغية والدها حتى هي لا تستطيع أن تسكتها، ألا يكفي أن أمها ليست موجودة معها الطفلة مذعورة باختفاء أبيها المفاجئ من حياتها.
حملتها قوت على صدرها وفتحت الباب والكل نيام وبما أن اليوم احتفال الجزيرة بالحصاد فلن يكون بقصر فيان حراسة كبيرة. وإلى سجين المشتل ذهبت ينتفض صدرها خوفًا مما تفعله وقلقًا أن يكشفها أحد حتى قلبها العليل يؤلم صدرها من ثورته وحين وصلت وجدته يقف بسجنه ينظر بعينيه حيث المكر والخبث وكأنه كان ينتظرها أو لتقل أنه كان متأكد من مجيئها.
بيد ترتجف فتحت الأقفال بالمفاتيح التي أخذتها في الخفاء من غرفة المؤن وحيث رأت شهاب الدين يضعهم.
دفع ساري الباب وتناول منها طفلته النائمة يحضنها بقوة، ثم استدار لقوت اللاهثة والتي هتفت متوسلة:
"اتوسل إليك اذهب من الجزيرة السلاطين إذا علموا أنك هربت من السجين لن يرحموك"
وينتفض بالقول المجنون:
"تعالي معي"
فتصرخ به:
"هل جننت؟؟؟... هل تراني من هذا النوع؟؟"
ويقترب منها ساري يمسكها من كتفيها:
"لقد فككت سراح رجل غريب عنك يا قوت أنتِ لا تحبين شهاب الدين اعترفي بهذا"
فيزداد شهيقها وانتفاض قلبها تدفع يديه بعنف:
" لقد فعلت هذا من أجل ابنتك ليس لأجلك "
" تودين اقناعي بهذا!.. اقنعي عقلك وقلبك بهذا الكلام أولاً.. لماذا إذن كنت ترسلين لي الطعام لماذا أتيت إلي في جوف الليل أكثر من مرة؟؟ "
لكن قلبها لا يحتمل كل هذا الخوف كل هذا الضغط لطالما كان هذا الرجل لا يرحم بصراحته ووقاحته، فتضيق أنفاسها ويستمر الألم والضغط بصدرها تشحب بقوة ويزداد تعرقها.. عرفت حينها أنها يجب أن تختفي من أمامه لا يجب عليه أن يراها بهذا الشكل لا يجب أن يكتشف مرضها... لن تتحمل أن يشفق عليها..
هذه الشفقة بأعين الجميع تمقتها بقوة...
وحين استدارت تنسحب وتعود سمعت صوته الحاد يصرخ بها بغل:
"قوت سلطان أنتِ خائنة"
وطعنت الكلمة صدرها وبقليل من القوة وقلب نازف تحملت حتى رجعت للقصر وهرب ساري بعيدًا بابنته متوعد أن يفسد حياتها..
فتحت باب غرفتها وسقطت على الأرض من الاعياء وظلت تحبو حتى وصلت لأدويتها تناولتها بسرعة واستراحت حتى شعرت بالتحسن، لكنها تتذكر فجأة قوله عديم الرحمة "أنتِ خائنة"
لماذا يتعمد أن يؤذيها! لماذا يفعل هذا بها لقد جعلها ترتكب ذنب عظيم لن تسامح نفسها عليه، لم يستحق شهاب الدين خيانتها له.

............ ....
كان الفجر قد اقترب حين استيقظت على رنين هاتفها اعتقدت أن الفجر أذن، فتحت عينها تنظر للهاتف فوجدت اسم شهاب وقد تبقى على أذان الفجر ساعة ونصف،
ردت من وسط نومها العميق
"شهاب... هل حدث شيء ؟؟"
"أنا انتظر أمام باب غرفتك.. اخرجي لي.."
فتحت عينها بصعوبة شديدة فلم تنم سوى لساعات قليلة بعد حفل الحصاد وسألته بنعاس :
"ماذا حدث؟؟ انا لم أنم كفاية"
"غسق أنا أريد أن أراكِ الآن، فإن لم تخرجي سوف أدخل إليك في التو "
لم تجب فهتف بانفعال
" غسق هل نمتِ؟؟!!.."
هزت رأسها تستعيد القليل من وعيها ونظرت لفاطمة النائمة على الاريكة وأخبرته بإرهاق :
" فاطمة نائمة يا شهاب وأنا لو مت لن انهض من فراشي الآن "
" لم تدع لي فرصة أخرى سوف أدخل.. "
نهضت جالسة بصدمة:
" انتظر... ماذا بك ألم ينتهي هذا اليوم لديك بعد.. !!!.. اسمع لا تتحرك سوف أخرج لك الآن لدقائق وعلى الله يمسك بنا جدك من جديد"
ابتسم يغلق الهاتف حين خرجت له ترتدي عباءة فوق ثياب نومها وهتفت بانفعال لمفسد النوم
" نعم... لم لا تدعني أنام حقاً... ما الشيء الذي ينتظره العالم مني لتوقظني في هذه الساعة... "
نظر لوجهها بعين المحب وهتف بعاطفة:
"أريد النوم على مرأى وجهك فقط هذا كل ما أريده "

إذا كنت قاتلاً لا تحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن