الفصل الثامن

3.3K 133 7
                                    

(رواية :إذا كنت قاتلاً ،لا تُحب!)
الفصل الثامن 🌼
..
" قائد الصياد "
عندما تمر لحظة وحدث بعينه يرغمك أن ترى كل ما بعده سوداوي كئيب،
ومهما مررت بعده من أحداث مثيرة فالحياة توقفت لك عند هذه اللحظة،
لا الابتسامة تخرج من القلب ولا السعادة عادت تعرف دربك
ما هي إلا أيام تحسبها بالساعة للموت
وتعتقد أن في الموت لقاء آخر..،
راحة عن هذا الألم الذي لا يُشفى بالعلاج ولا الأطباء ولا حتى محاولات الانتحار،
ألم يراودك كل دقيقة تليها دقيقة يتمكن منك حتى الحلقوم
يقف هناك يخنقك بكل أياديه
فهل للألم ترانيم ساحرة تشفيه !
هل يضحى شبح رجل بشرا في يوم !
هل لرجل فوضوي كئيب صدر رحب يضم ألمه يمسح حزنه يحتضن كآبته ويعانقه كطفل صغير !
عناق واحد قد ينقذه من ركن الاكتئاب قد يجذب يده من هوة الموت.
…..
أعطاها ثائر معطف ثقيل فلبسته وهي ترتجف بقوة ودفع بقائد داخل السيارة وسورينا فتحت الباب تركب بالخلف، الحقيقة أن كل أفكارها الآن متناثرة ولا تستطيع تحليل أي شيء حدث..
سوى أنها ظلت على الرمال بعدما غادر عاجزة عن الحركة من الصدمة حتى عاد قائد لها يرمي فوقها سترة لا تعلم من أين أتى بها ولبستها من شدة البرد حتى جاء ثائر إليها ،
حين استدار ثائر لها وجد الدماء تنزف من رأسها:
"علينا أن نذهب لمشفى، محامية سورينا أنتِ ليس بخير.."
وبصوت ضعيف أجابت :
"لا أحتاج للمشفى... أريد فقط العودة للمنزل.."
بإصرار هتف :
"سأعيدك لمنزل والدتكِ .."
التفت قائد له بحدة فواجهه ثائر بنظرات قاتلة بمعنى أن لا ينطق.
بينما هتفت سورينا :
"لا اعتقد أنها فكرة جيدة أن أدخل على أمي هكذا ، لا أستطيع التفسير لها إذا رأتني بهذا الشكل.. "
وكانت على حق وصلهما ثائر لمنزل قائد فكان أول من خرج يصفق باب السيارة هو قائد، نزل ثائر وحاول مساعدة سورينا بشتى الطرق لأنها كانت تمشي بصعوبة شديدة لكنها رفضت بلطف، هتف ثائر بأسف عميق ينظر لها:
" أعتذر لكِ عما حدث نيابة عن قائد..."
"لا بأس كل شيء سيكون بخير.. "
" لا تخافي منه سوف امكث معه الليلة.. "
قبل أن تصعد الدرجات القليلة لغرفتها هتفت :
"أنا لا أخاف منه.."
بينما نظر ثائر في أثرها مبهوراً
"أي امرأة هذه ؟ .. "
..
الفجر قارب على الطلوع وهو يقف مكانه ينظر من أعلى نافذة في القصر للظلام والثلج القليل الذي بدأ بالهطول
لماذا هذا الثلج يشبهها..؟
ويتذكر حين لمست جانب وجهه تعده
"سنكون بخير كلانا "
ويتذكر حين امسكها يصعد بها لسطح الماء حين فتحت عينيها ونظرت نحوه تتأكد أنه بخير حين تعلقت بعنقه..حين كانت تبكي بقوة ثم ابتسمت فجأة و..
امسك رأسه بقوة يهزه
"توقف عن التفكير بهذا الشكل المريب، توقف"
وجرعة أخرى من المنوم لا تفلح بمساعدته وينظر لغرفة ثائر الذي مكث بها ثم ينزل الدرج يتطلع إلى صورة فيوليت يلمسها بألم ويسألها :
"هل ترين ما يحدث؟؟.. أنا.. أمك.. المحامية سورينا.. أصبحنا بحلقة واحدة"
نزل السلم وذهب يفتح باب القصر ويخرج حيث حجرتها يقف هناك أمامها طويلاً لا يعلم ماذا يفعل هنا..
حتى رأى ضوء الغرفة يضيئ ويأتي من أسفل عقب بابها المغلق، فيتساءل :
"هل تستيقظ بهذا الوقت الباكر... ؟؟؟"
نظر للباب طويلاً..
" هل كرهتني كثيراً.. كيف سأوجهها بعدما رأت أسوأ ما بي..! "
رأى نور الفجر كيف يكسر عتمة الليل.. فأغمض عينيه بهذا الشعور،
أرأيت أيها الشبح الليلي كيف يمحي نور الصباح ظلام الليل.. مهما طال الظلام لابد أن تشرق الشمس..
تطلع للسماء التي بدأت زرقتها تتضح ببطء من خلال الظلام..
وكان
( الفجر يشبهها كثيراً ).
وحين غادر يدخل للقصر ثانية ويغلق بابه خرجت سورينا وقد ضمدت رأسها وصنعت حامل لذراعها الذي تعتقد أنه أُصيب بدرجة قليلة..
ابتسمت للفجر ورأت أشعة الشمس تخرج من مخبأها فهتفت :
"أعتقد أن الجو سيكون لطيفاً اليوم"
وجلست على درجات السلم القليلة تمسك بكتاب ما وتقرأ القليل حتى يحين موعد عملها..
ولو رآها قائد لكان أُصيب بنوبة قلبية أهذه المرأة مرت أمس بتجربة الموت .. أهذه المرأة التي كاد يقتلها والتي ذاقت طعم الموت برفقته؟
أي بهجة هذه على وجهها الهادئ!
****

إذا كنت قاتلاً لا تحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن