لو تعلم يا آدم أن بكل ضعفي هذا يكمن جبروتي... و في جبروتي تكمن نقطة ضعفي، أنها معادلة غريبة لن يفهمها الكثير و ناتج المعادلة هي أنا، حواء...
********
عندما استمعت رحمة لهذه الكلمات التي أقل ما يقال عنها بذيئة و تجرح ادابها الشخصية، أغمضت عيونها و شرعت في التفكير السريع قبل أن يحدث شئ. و عند شعورها أنه لمس ايديها ابتعدت سريعا وألقت نظرة اشمئزاز تجاهه والتي جعلته يستغرب فكل جنس حواء يخضع له و عيونهم تتمحور بين الخوف والإعجاب به أو الرغبة، لكن هذه الفتاة كان لها رأي آخر ظهر من عيونها المحيرة فقال : _ايه مالك؟!... هاتعمليهم عليا؟!... عايزة كام ؟... ماهو كل حد ليه تمن، وانتو دايما ليكو رغبة وبتيجو بردو ._رحمة نظرت إلى الأرض قائلة : حضرتك ما ينفعش كدا، وأنا أسمع عن رجالة العيلة واللي حضرتك منهم يتميزو بالشهامة و الرجولة وناس مسئولين. انا معرفش حضرتك بتبص ازاي للبنت بس اللي اعرفو اني انا بخاف على نفسي و على ديني و كمان علي الأمانة وشغلي هنا أمانة لازم اصونها والكلام إللي حضرتك بتقوله ده ضد كل دا، وأنا اسفة لو ظهر مني حاجة وأنا مش واخدة بالي تخلي حضرتك تفكر فيا بالمنظر دا...
آه من حواء وجبروتها ودهائها اسكتته بكل زوق وأدب بل وأيضاً اشعرته بقلة رجولته و قامت بحماية نفسها و عملها...
دخل شاكر الجد ورأى سيف ينظر بسكوت فقد الجمته كلماتها. توقع الجد ما حدث فإنه يعلم أن من في المنزل من اسود تبغض الأنثى وسيف لديه العديد من العلاقات ويحصل على من يريد من جنس حواء وبعد ما يفعل ما يريد يتركهن و يبغضهن و يهينهن. وما أن رأت رحمة شاكر ابتسمت : صباح الخير يا فندم، حضرتك الفطار جاهز. دقيقة سيادتك هجيب العلاج إللي قبل الفطار.
ذهبت رحمة و جلس شاكر ينظر لسيف المطعن في رجولته وشخصيته لأول مرة من انثى. فقال الجد: صباح الخير مالك ؟... تتحسد يعني قايم تفطر والنهاردة يوم الإجازة.
أصاب شاكر الهدف وكأنه يريد أن يقول له انا اعرف ماذا تنوي. مما أصاب دهشة سيف من أنه يحمي ويبجل هذه الفتاة فقال :
_ مافيش قلقت قولت انزل ، بالهنا والشفا مقدما.
ابتسم شاكر وكأنه بهذه الجملة اعترف له عما فعل . دخلت رحمة وأعطت كبير اسود ظهران الدواء في هدوء ولم ترفع عيونها لسيف وكأنه غير موجود وذهبت إلى المطبخ وجدت حسنية مازلت تشعر بالهوان ولما لا فعمرها و صحتها أصبحت لا تصلح لهذا العمل...
_رحمة : لسة تعبانة يا ست حسنية ؟!
_حسنية: شوية ي بنتي
_رحمة: طب علاجك فين و خديه وارتاحي النهاردة وأنا إللي هاقوم بكل حاجة ، حتى النهاردة مافيش تنضيف يادوب الخدمة والأكل ويكفيني انك قاعدة جنبي النهاردة .
_حسنية : ماشي يا بنتي ربنا يصلحلك الحال وأنا هاقعد جنبك...
ساعات مرت و غادرت رحمة للسوق لإحضار بعض الأشياء للطعام نظرا لأن السيدة حسنية قد نسيت احضارهم وعند عودتها حدث ما لا تحسد عليه. حيث رأت مالك منتظرها بتعابير لا تبشّر بالخير ولما لا فإنه الأسد الأكبر ذو الطبع القاسي والذي لا يعترف بالمشاعر وهمجي كما تعتبره رحمة وقام بالصياح بوجهها الهادئ:
_انتي يا بت انتي كنتي فين ؟! ... زريبة أهلك هنا عشان تتحركي زي مانتي عايزة و كمان من غير اذن؟...انتى واحدة عايزة رباية شكلك ماتعرفيش يعني ايه شغل في قصر ظهران. ثم قام بامساك معصمها بقوة و حقد كبيرين وادخلها ورماها على الأرض وقال :
_ لما انده عليكي الاقيكي قدامي و لما احتاج حاجة بما ان انتي هنا الخدامة يا بتاعة انتي تنفذي وبسرعة و لما اكلمك تبصي في الأرض مش بتبصيلي كدا!. و عند اقترابه لصفعها صاح الأسد الأكبر للعائلة و بكل قوة وشموخ وجبروت لأول مرة تراهم رحمة منه قال:
_مالك !!... أبعد عنها واوعى تقربلها. استأذنتني و سبتها وبعدين دي ماكنتش بتلعب ولا بتتسرمح زي مانت فاكر دي كانت بتجيب حاجات للبيت. واقترب مناها وساعدها على الوقوف وقال :
_قومي اتفضلي جوة يا بنتي، و ممكن تعملي الأكل يا بنتي عشان بدأت اجوع. قال جملته الاخيرة بابتسامة لطلطيف الأجواء. واكتفت رحمة بالايمائة بمعنى نعم وذهبت.كل هذا تحت عيون أبناء القصر وكلهم دهشة من الجد والكل يفكر في ذات العيون المحيرة وأسباب تعامل الجد معاها بهذه الطريقة و لماذا سمح بدخول حواء للمنزل...
وبعد مرور بعض الوقت أنهت رحمة الطعام ودلفت لغرفة الجد الذي استقبلها بابتسامة خفيفة:
_اتفضلي يا بنتي
_رحمة : الأكل جهز تحب احطه على السفرة دلوقتي ولا استنى شوية ؟
_شاكر: تعالي يا بنتي اتفضلي
_رحمة : حاضر
_شاكر: بصي ي رحمة انا عارف انك في بيت غريب و ناس غريبة واللي بيحصل أغرب بالنسبة ليكي. بس انا معاكي يا بنتي، انا بحترمك جدا على فكرة وكل يوم معزتك بتزيد عندي لأدبك وشخصيتك. إللى في البيت هنا بيكرهو اي ست و في إلى بيتعامل بعنف واللي بقزارة والي بخبث والي واللي واللي ، بس متخافيش انا معاكي وجنبك و بعتزرلك عن إللى بيعملوه دا.
كل هذا و رحمة تنصت باندهاش و تمعن وتفكير فلاول مرة ترى شاكر يتحدث بكل هذا الاحترام والوضوح معها وكيف تحول من أسد ذو هيبة وشموخ وجبروت إلى حنية اب دافئة إلى أن قطع صمتها :
_بتفكري انا بقولك كدا ليه وأنا بعاملك كدا ليه؟ .. انا عارف انك عرفتي انك البنت الوحيدة إلى دخلت هنا غير حسنية طبعا وعرفتي ان إللي هنا تقريبا ما يعرفوش بعض و بيتعملوا بطغيان وجبروت وأنا اولهم وبالأخص مع بنت...انا بشوف فيكي حد عزيز عليا يا رحمة كان تقريبا في نفس ظروفك بس مع الفارق طبعا بالإضافة لشخصيتك المميزة ديت ي رحمة، انا عايزك مهما حصل من قطيع الأسود إلى فوق دا تستحملي وأنا من خبرتي وملحظتي عارف انك ذكية و مأدبة. انا ي بنتي عايزك هنا انتي متعرفيش انتي بوجودك دا بتعملي فيا معروف كبير مش لازم تفهمي الأسباب بس انا معاكي ومتخافيش، دانتي معاكى كبير الكبير فاهمه. و ابتسم لها فكان ردها بنعم وابتسامة رقيقة .
**************
حلّ الليل وفي شقة جمعة كان يتحدث مع ابنه حسن الذي مضت مدة عليه يتملكه الغضب والغيظ : يعني اي؟! كل دا فين ؟!.. هي حسنية... هي إلللي تعرف حاجة على الأقل لو صغيرة . لازم اعمل إللي انا عايزه لازم.
************
و في هذه الأثناء بملهى ليلي حيث تتمايل العديد من جنس حواء بكل إغراء لكل موجود و احتساء الخمور والكحوليات فهو مكان حيث يكثر الفجور .
بزاوية كاشفة لكل المكان يجلس سيف و يفعل كل ما حرمه الله، ولكن يأتي بتفكيره ذات العيون المحيرة ونظراتها و كلامها و موقف الجد معها وكيف يسمح بوجودها بهذا المنزل و معهم و بمفردها. كيف اهانته بكل زوق وأدب؟!... كيف طعنت بكيانه كأحد اسود هذه العائلة فهو يملك من الهيبة ما يجعلها تخشاه؟ كيف؟ كيف؟وظلت تستمر الاسألة بعقله إلى أن غاص أكثر في شرب المنكرات ومعه إحدى جنس حواء التي يبغضه وبشده فهي بنظره رخيصة لا تساوي شئ
**************
بعد انتهاء رحمة من صلاة القيام فجأة سمعت صوت دقات على باب الغرفة الخاص بها ، اقتربت من الباب : مين؟!...
#لكل من يقرأ عايزة اعرف الآراء وياريت فوت عشان اعرف أكمل ولا لأ
