24

31K 1K 5
                                    

تفاجأ عمر من هيأتها و بكائها:
_ عمر : اهدي اهدي... رحمة مسافرة هي و جوزها و قافلين الفون... مالك؟!
_ سما ببكاء: طب نسمة و ندى هنا؟!
أتت نسمة و ندى عندما لمحوها:
_ندى بدهشة: سما مالك يا حبيبتي فيكي ايه اي الحاله اللي انتي فيها دي؟!
_ نظرت لهن بتردد وقالت ببكاء و كسرة: عايزين يجوزوني مصلحة و يغصبوني ...
_ انصدمن من ما سمعوا غير مصدقين:
_نسمة بصدمة : ايه؟! ازاي يعملوا كدا؟!...
تدخلت نسمة سريعا: معقولة أهلك يعملوا كدا؟... ازاي يعني و انا اسمع انك انتي اللي بتاخدي قراراتك و أنكو عيلة متفتحة ...
سما بدأت تتحدث ببكاء و الم بعد ذهاب عمر ليتحدثن براحة :
دا اللي كله مفكره ، سما اللي مافيش حاجة بتقف قصادها، من عيلة قوية و باباها و مامتها بيعملولها كل حاجة و متكبرة و بايعة جسمها و كل يوم مع واحد و في ديسكو  ... احنا مانعرفش بعض ف البيت ، أمي انا بالنسبة ليها عروسة باربي اللي بتلبسها بمزاجها و أمر، كل حاجة من غير ما تحافظ على جسم بنتها .و أبويا انا بالنسبة ليه أداة لثفقة عمل و شغلني معاه بس كأداة لحد ما تيجي الثفقة الصح و يستغلني و اختي عمرها ما قعدت معايا و هي بالنسبة لبابا و ماما الابنة الصالحة عشان دماغها زيهم... كله للشغل و العلاقات الظاهرية وأنا لوحدي، طول عمري لوحدي... اه بروح الديسكوهات بس مغصوبة اني اعمل كدا منهم عايزين اتعرف على اي واحد  و خلاص و بنتهم ماتفرقش عشان الفلوس ... وكل دا لو مسمعتش كلامهم أبقى الابنة العاقة اللي ماتستهلش ... على الرغم من اني بتضايق من أفعالهم، بس كنت بعمل اللي هما عايزينه عشان احس أنهم معايا ولو لحظة ... كنت بتضايق من نفسي اوي و بموت ميت مرة لما اشوف كل العيون بتبصلي بشهوة بسبب لبسي اللي ماما جابراني عليه و لما حد يتجرأ عليا ... و العريس هو كمان، اهو يستفيد من الثفقة و ياخد اللي هو عاوزه مني ...
ندى بشفقة على حالها: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اهدي يا سما و كل حاجة هاتتحل ان شاء الله... وانتي يا نسمة بطلّي عياط احنا بنهديها ما ينفعش كدا ...
نسمة و هي تكفكف دموعها : خلاص اهو بطلّت وانتي يا سما بطلّي عياط...
كانوا غافلين عن عمر الذي يسمتع لهن بدون أن يعرفن ...
                   *********
بفيلا امام البحر بالإسكندرية، بجو هادئ لا يصدر سوا صوت هطول الأمطار ، كان المشهد لوحة خيالية من صنع الخالق ... تشاهد من الشرفة البحر و الأمطار و السماء بصمت تستمع لموسيقى هادئة بالسماعات. أما هو فينعم بالنوم الهادئ. ظلت لوقت طويل هكذا إلى أن استيقظ و رآها و هي كانت مغمضة العينين سارحة في ملكوتها الخاص  نظر إليها للحظات بصمت و هي غافلة عن وجوده ثم تحدث :
_ مالك بعدما أخذ السماعات من اذنها:سرحانة في ايه ؟
_ ابتسمت برقة: نمت كويس؟
_ أيوة الحمد لله ... سرحانة في ايه بقا؟
_ ابتسمت : دانت مصّر بقا... كنت سرحانة في الوضع اللي انا فيه . بعد ماكنت لوحدي و عايشة مابهتمش بحد غير نفسي، بقى ليا عيلة و أخوات أخاف عليهم و يخافوا عليا وكمان متحملة مسئوليتهم و مساعدتهم ... كمان بعد ماكنش حد يلفت نظري ف الدنيا ولا حتى أفكر اني اكون مع حد، الاقيك  و ماكنش عايزة غيرك ف الدينا ولا حد يملى عيني غيرك . الحمد لله على كل حاجة و على نعمة انك ف حياتي... تعرف انا ماكنتش بخاف غير من الناس، دلوقتي بقيت أفكر انك معايا وهاتكون جنبي. خوفي الوحيد دلوقتي أو الفوبيا اللي عندي هي انك ماتكنش ف حياتي ي مالك...
_ أخذها بين احضانه و تحدث بصوت اجش باذانها: ربنا يخليكي ليا يا رب و ان شاء الله هانكون مع بعض لآخر العمر...
                   ********
بشركة ياسين... يمر بالصدفة على المكاتب ليتابع الموظفين بهدوء ، وجد مدير مكتب الحسابات يعنف رحمة بعنف شديد و هي واقفة بحزن و عيونها تملأها الدموع مما أشعل غضبه :
_ ياسين بحدة و عصبية: انت ازاي تتكلم معاها بالطريقة دي انت اتجننت؟!
_ الموظف بخوف من هيئته: يا فندم دي غلطت غلطة كبيرة في الشغل
_ ياسين و مازال يتحدث بحدة: ولو انت تتكلم معاها بأدب واحترام. مش حرم ياسين ظهران اللي حد يتكلم معاها بالشكل ده، و لو اتكررت تاني اعتبر نفسك مرفود... وأخذ شهد من معصمها و ذهب لمكتبه وظلت مي و الجميع مندهش مما صرّح به ياسين...
دخل المكتب و هي مازالت منصدمة منه حتى لم تكن تعي له و هو ممسك بيديها:
_تحدث ياسين بهدوء وهو مازال ممسك بيدها: شهد انتي كويسة؟... خدي اشربي ميه و اهدي ماتقلقيش ... شهد ... شهد!
_ انتبهت له و ليده الممسكة بيدها ، تحدث و هي تبعد يده عنها و خاجلة : انا الحمد لله تمام
_ الحمد لله، الحيوان دا اتعدى حدوده غير أنه كلمك بطريقة وحشة ؟
_ كان يدور ببالها ألف سؤال الى ان اندفعت : لأ... انت عايز مني ايه ؟ وليه قولت اني مراتك ؟!!
_ تحدث بهدوء: انا بحس ناحيتك دايما انك مسئولة مني و عايزك دايما معايا ... مش عارف امتى و ازاي بس هو دا اللي بيحصل و بعدين لولا الظروف كنا ارتبطنا دلوقتي
_ اه صحيح ... انت ايه الثقة اللي عندك دي ؟  تقولي هاتوفقي و تتصرف معايا بالطريقة دي، مين قالك اني موافقة ارتبط بيك؟ ...
_ تحدث بهدوء و برود قاتل: قولتلك انا بحسّك مسئوليتي و مابحبش حد يقربلك. و بعدين مش هاسمح لحد يقربلك غيري أنا بس اللي هاتتجوزيه... و اه ماتفكريش تبعدي و لا تمشي م البيت انتي خلاص بقيتي من عيلة ظهران شئتي أم أبيتي، عاجلا أم آجلا...
                    ********
بمكان آخر يجلس رجل بالاربيعنات غاضب بشدة و يتحدث لأحد الرجال:
_يعني ايه راحت هناك ؟... وانت مامنعتهاش ليه يا حيوان  ؟
_ الرجل : يا باشا كان في حرس على البوابة لو قربتلها كانوا هايفروموني
نظر الرجل لوالد سما: بنتك مش هاتيجي بالزوق...
                    ********
عاد الجميع إلى القصر بعد يوم ملئ بالأحداث و علم الشباب بمشكلة سما :
_ نسمة لسيف برجاء: خاليها قاعدة معانا يا سيف دي ملهاش حد و دي صاحبتنا و لجأتلنا
_ سيف : انا مش عارف هو البيت دا بقا مأوى
_ زين: سيف ما ينفعش كدا
_ سما بحزن و كسرة : انا اسفة جدا لازعاجكوا ...
كان يراقيبهم عمر من بعيد  و لا يعرف لما يشعر بالحزن من أجلها و غضب من تسرع سيف و أيضا لما بالأساس يهتم بها كثيرا و يريد مساعدتها و بالأخص بعدما علم بمأساتها...
فجأة دخل أحد الحراس :
_ زين : في ايه يا حسن؟
_ الحارس : في ناس برة عايزين يدخلوا و بيقولوا بنتهم هنا
_ زين : دخلهم
دخل الرجل الاربيعيني و معه والد سما :
_ والد سما بغضب: سما!... ازاي تهربي بالشكل دا ؟!
ما أن راتهم سما حتى زاد نحيبها و اختبأت باحضان ندى
_ الرجل بمكر: انا سامح الدمنهوري و خطيب الآنسة سما، و في سوء تفاهم خلاها تهرب من كتب كتابنا و تيجي هنا... سما!... تعالي يا حبيبتي
_ سما ببكاء: لأ أنا لا حبيبتك و لا هاتجوزك و سيبوني في حالي بقا
_ والد سما وهو يقترب منها يأخذها بالقوة: بنت!... اظاهر انتي فعلا اتجننتي قومي يلا لينا كلام ف البيت ماينفعش كدا في بيوت الناس...
اقترب عمر و دفع يده عنها بهدوء و تحدث ببرود:
_ ايدك عنها ...

انثى في عرين الأسود(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن