17

36K 1.1K 5
                                    

حملها عمر و ذهب بها إلى المشفى:
_طبيب: حضرتك قريبها؟
_عمر : لأ احنا بنشتغل مع بعض، في حاجة خطيرة يعني؟
_ شكل حالتها النفسية وحشة اوي من فترة و كاتمة ف نفسها لحد ماانهارت النهاردة... هي بقت كويسة الحمد لله دلوقتي فوقناها بس هي محتاجة تتكلم مع حد أو توديها لدكتور نفسي.
دلف إليها وجدها تبكي بصمت:
سما ببكاء: امشي
عمر ببرود وهدوء: هامشي بس هاكلملك بباكي يجي ياخدك
_ لأ مالوش داعي ... اصلا مش فارقة معاه ... انا مش بفرق مع حد، لا بابا ولا ماما ولا حتى اختي... ولو سمحت امشي وأنا هاروح لوحدي
_عمر محتفظا ببروده وصمته: الدكتور قال انك محتاجة تتكلمي مع حد او تروحي لدكتور نفسي أفضل عشان كاتمة حزنك جواكي.
_سما وهي تهم بالوقوف: طيب
_ رايحة فين؟ انا بكلمك
_ماشيه وانا قولتلك امشي
_ انتي فعلا معندكيش ريحة الدم ولا التربية
_ أيوة انا مش لاقيه حد يربيني... مش انت كل ما تشوفني تقولّي كدا... ف الفندق و في الشغل والنهاردة سيبني ف حالي بقا...
_ هاوصلك ويبقى هببي اللي انتي عايزاه زي ماجبتك هاخدك واروحك مش عايز رغي كتير...
                  ********
بجناح مالك جالس هو و رحمة أمام بعضهم يتحدثون بهدوء :
_ رحمة : دي ندى دي طلعت طيبة اوي، و خيبة خالص، بس حبيتها وارتحتلها
_ مالك و هو يمسك أحد خصلات شعرها : يعني بجد هاتعتبريها صحبتك زي ما قولتلها ؟...
_ أيوة مع اني في الأول هاتعب عشان انا مش متعودة على وجود صحاب في حياتي بس هاحاول ومش هاخسرها.
_ماشي يا ستي وهي باين عليها طيبة، يلا ننام بقا عشان عندي شغل كتير اوي بكرة
_رحمة بابتسامة: ماشي ...
احتضنها من الخلف فكان ظهرها في مواجهة صدره:
مالك بخفوت بآذانها: تصبحي على خير
_ وانت من أهله ... بس انت ماقولتليش رأيك ايه فى موضوع سيف ؟
_ابتسم: ولا حاجة اما يوصله الرد من ابوها يبقى نروح نخطبهاله ... ثم ضحك، فالتفتت له:
_ انت بتضحك ليه كدا؟
_ أصل عيلة ظهران اللي ماكنوش بيبقلوا ته مربوطة بقا بيخطبوا و بيتجوزوا وبيحبوا... صمتت لكلامه فاندفعت قائلة:
_ ضحكتك حلوة اوي
نظر بدهشة لاندفاعها : نامي يا رحمة بدل ما اتهور و انا مش عايز اتهور غير لما تاخدي عليا اكتر
_ رحمة بتساؤل: يعني إيه ؟
_ قولتلك نامي يا ماما بدل مانا مستحمل بالعافيه ....
                   ********
مرّ يومان. قد وافق إيهاب و ابنته على خطبة سيف من نسمة واليوم هو يوم الخطبة بمنزل إيهاب بحضور العائلتين فقط و طلب سيف أخذ نسمة لأحد المطاعم :
_ نسمة: بقولك ايه امشي من هنا
_ سيف : ليه؟!
_ نسمة: انا مش بحب الأماكن دي ... الأكل غريب و لازم تاكل بأتكيت وقرف وملل... اسمع يا بن الناس انت قولت لابويا هاتوكلني يبقى توكلني اللي انا عايزاه
_ سيف: بدأنا... عايزة تاكلي ايه يا اخرة صبري
_ نسمة : نضرب قد تلاتة كريب لكل واحد فينا مع رز بلبن و فخفينا بقا بعد الأكل
_ سيف بدهشة : يانهارك مش معدي النهاردة. انتي هاتكلي دا كله ؟
_ نسمة : اه ... هاتأكلني ولا ترجعني لابويا أفضل؟
_ سيف: أمري لله ...

بمطعم آخر:
_ سيف: اضربي ياختي،أوامر تانية؟
_ نسمة والأكل بفمها: لأ تشكر ي كبير
_ سيف: كبير!... بت انتي وافقتي عليا ليه ؟
_ نسمة و قد توقفت عن الأكل: عشان متريش
_ سيف بصدمة: نعم؟!... انتي طبيعية؟!
_ نسمة ببلاهة: بص يا بن الناس انا أبويا قالي انك بتاع بنات و خايف منك. أمي قالتلي دا عريس ما يتعوضش . اما أخويا قالي متريش...
_ سيف و مازال مصدوما:انتي يا بت هبلة!...الصبر يارب ... طب انا قبل ما اتعصب، و انتي قولتى ايه ؟
_نسمة بتردد: م مش عارفة ... انتي بتحيرني بصراحة ... طلعت زرابيني ... ليه انت اتقدمتلي؟
_ سيف محاولا الهدوء: بصي انا يمكن كنت زي ماابوكي قالك، بس انا بغيّر نفسي بجد. أما ليه اتقدمتلك فأنا بردو محتار كل اللي عارفه اني بفكر فيكي للأسف و دونا عن كل البنات بيبقى عايز اشوفك و ارخم عليكي و اهزر معاكي واشوف هبلك دا فدخلت دوغري عشان قررت اتغير واهو نعرف بعض اكتر ف فترة الخطوبة
_ نسمة بخجل و بلاهة: انت كمان
_سيف مسرعا: انا كمان ايه يا بت ؟... انطقي وإلا هالبسك الطبق ف وشك
_ نسمة باندفاع: خلاص خلاص ... انا كنت كمان بفكر فيك. ليه وازاي مش عارفة . و لما بتكون عندنا بيبقى عايزاك تطول اكتر ... انا اول مرة أفكر كدا اصلا ولا أحس كدا ولما اتقدمتلي وابويا قالي اتلغبط قوي ودا مش من عادتي فوافقت أما اشوف آخرتها...
_سيف بضحك: طب كلي ... شكلنا متفقين بس انتي هبلة
_نسمة: ماتقولش هبلة يا أخ عشان متزعلش
_سيف بابتسامة أظهرت وسامته أكثر: لأ هبلة واوزعة وطفلة بس معجب بيكي اعمل ايه، يخربيت حمار خدودك ياشيخة.خجلت واكملت أكل لتداري خجلها...
                     ********
بمكان آخر بأحد المناطق الشعبية دلفت فتاة ذات جمال أخّاذ بملامحها شديدة الجمال و عيونها السوداء الواسعة و يزيدها جمال الحجاب الذي ترتديه، إلى شقة متوسطة الحال :
_ماما !... انتي فين؟
_ تعالي يا شهد انا ف المطبخ
_ يا ماما دي الحاجة اللي انتي عايزاها، انا هادخل بقا اكوي لبس و اقعد اتفرج على حلقة المسلسل و بعدين انام ، بكرة أول يوم ف الشغل الجديد...
                    ********
بالقصر تحديدا بغرفة مالك، خرج من الحمام وجدها جالسة بالشرفة . ذهب إليها:
_مالك بابتسامة: واحد تاني داخل قفص الحب و الارتباط وواحدة تانية هاتدخل عرين ظهران
_ رحمة بابتسامة: أيوة... وكمان البنت شكلها مجنونة زي سيف
_ مالك : اللي تاخد سيف لازم تكون مجنونة ... بس انتي بتفكري ف حاجة تانية
_ ابتسمت على ذكاء هذا الأسد: مش سهل انت بردو... بصراحة أيوة ... انت ليه مش بتصلّي يا مالك؟
_ مالك: بصراحة ماجربتش
_رحمة: ربنا مدينا نعم كتير يا مالك... انت مديك نعم كتيرة اووي و الصلاة حق من حقوق ربنا علينا و لازم نذكره دايما والصلاة بتريح يا مالك ... هاترتاح اوي لما تصلي ، و بتزود الرزق وكمان دي ركن أساسي ف الاسلام... انا مش بفرض عليك حاجة والله بس انا اتمنى ليك أحسن حاجة و عايزاك تكون أحسن شخص اكتر واكتر دنيا ودين، ولما تصلي تكون عشان انت عايز كدا حاسس باهميتها مش عشان انا قولتلك.
_ مالك مفكرا بحديثها: تمام يا رحمة هاوعدك هاعيد تفكير في حياتي وسلوكي وديني
_ نسمة بابتسامة: ربنا معاك و يريح قلبك و يهديك للصح دايما وكمان تفضل جنبي على طول
_ مالك بنظرة حب: ولا يحرمني منك يارب...
                     *******
باليوم التالي كان يوم ملئ بالعمل و الإجهاد للجميع و كانت رحمة منهمكة كالعادة بالتنظيف و الترتيب و إعداد الطعام إلى أن أتاها مكالمة من ندى:
_ أيوة يا ندى
_ رحمة انا محتجاكي اوي ...

انثى في عرين الأسود(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن