23

32.4K 1K 5
                                    

مهما حاولت يا آدم لن تقدر، فأنا خلقت من ضلعك، خلقت لكي اساعدك ، خلقت لكي اهوّن عليك الحياة في مشقاتها... انا خلقت لحبك و حياتك ... انا خلقت لاكتمالك...
                    ********
أخذت ترمش عدة مرات ناظرة للفراغ بصدمة مما قاله. أتت مي و انتشلتها من دوامة التفكير و الصدمة:
_ بت ي شهد ... شهد...
_ ايه في ايه يا مي؟
_مالك سراحنة ليه كدا ؟
_هاااا
_ ها ايه بقولك مالك؟ ... ايه اللي حصل؟
_ تعالي على الحمام و انا اقولك...
بعد دقائق ارتفع صوت مي من صدمة ما قيل لها من شهد:
_ انتي بتتكلمي جد؟ و لا انتي كنتي بتحلمي احلام يقظة؟!
_ وطي صوتك يا مصيبة انتي ... أحلم ايه بس؟، بقولك قالي كدا هو بنفسه و كان وشه عليه غضب و زعق جامد لشهاب و انا واقفة معاه... انا خايفة اوي يا مي . مش عارفة اعمل ايه ولا أقول إيه اصلا و لا أمي ؟!!!
_ بصي هو من حقك تتوغوشي بصراحة ، بس دا ياسين ظهران و بصرف النظر عن هو مين انتي معجبة بيه من زمان و بنفسك قولتى أنه ساعدك قبل كدا في حاجات كتير على الرغم من بروده معاكي لما بتكلميه و كمان انتي لسه قايلة أنه اتعصب على شهاب جامد يبقى شكله كان غيران ... بصي انتي توافقي و شوفي بعد كدا الدنيا ايه ،أصل انتي دلوقتي مش عارفة راسك من رجلك فين،فيبقى نبتديها بأنك توافقي و بعدين تشوفي وتتأكدي من مشاعرك و مشاعره و شخصيته...
                     *******
بشركة المنياوي تفاجأ قاسم من دخول زين المفاجأ له:
_ قاسم بصدمة مختفية: زين باشا ظهران مشرفني؟
_ زين بهدوء مقلق : ازيك ي قاسم؟ عدّى وقت كتير اوى من أيام الجامعة
_قاسم : اه جدا... جاي ليه يا زين؟
_زين بهدوء: ابعد عني ي قاسم و بطّل الحاجات اللي بتعملها دي ... الشغل و المكسب مش بالعافية وأنا مش ذنبي ان شركتك مش على المستوى المطلوب ... و اه يبقى شغّل أكرم بقا معاك بدل مانت كنت سايبه ينقلّك كل حاجة من شركتي كدا ... غبي و ضعيف اوي يا قاسم ...
ثم تركه و ذهب تاركا قاسم يأكل داخله بغضب و غيظ و حقد:
_ مش بالساهل يا بن ظهران، مش بالساهل...
                  *********
بشركة عمر  يجلس منهمك بالعمل لكن تأتي بفكره من حين لآخر مما زاد حيرته و غضبه:
_ ايه يا عمر هاتفضل كدا كتير ؟!... بتفكر فيها ليه ؟ و دايما عايز اسألها عن حزنها اللي باين في عيونها ليه؟ و ليه اصلا بتضايق لما تلبس لبس ما يعجبكش؟... بطل يا عمر ... هيا زيهم ... انت مش هاترتبط و لا بتفكر في الارتباط ... أيوة هيا مجرد واحدة رخيصة بتبين جسمها للناس و كله طمعان فيها ... يووووه كفاية...
                    ********
بالمساء بالقصر يجلسون على طاولة الطعام، تحدث ياسين فجأة:
_ياسين: انا عاوز اكلمكوا في حوار كدا و ياريت ماحدش يسألني كتير و توافقوا...
_عمر : في ايه يا ياسين قلقتنا ؟!
_ ياسين : انا عايزكوا كمان ساعتين كدا تيجوا معايا أخطب
_ عمر بصدمة:نعم ياخويا ؟ انت جاي تقولّنا قبلها بساعتين و تحطنا قدام الأمر الواقع
_ ياسين:ليه بتقول كدا بس؟ الموضوع جه فجأه و انا ما ينفعش اروح من غير اهلي اللي يهموني
_ تحدث زين هذه المرة: لأ... لما تفاجأنا كدا قبلها يبقى مانهمكش و نبقى كمالة عدد مش اكتر
_ ياسين مبررا: يا جماعة أنا مقصدتش اللي انتو فهمتوه بس حقيقي الموضوع جه فجأه من غير مقدمات حتى بالنسبة لي
_ خرج مالك عن صمته: إزاي يعني ؟... اسمع، احكيلنا عشان نفهم ...
تنهد ياسين بضيق ثم قصّ عليهم ما حدث من مواقف مع شهد و بالتحديد كيف عرض عليها الزواج.
_ عمر: ياااااه طب ما تقول كدا م الأول يا شيخ عاملّنا فيها فيلم تشويقي ... ألف مبروك مقدما
_زين : بس انت كدا هاتجبرها
_ ياسين : مش عارف بقا و بعدين انا هاخطبها شهر و بعدين نعمل الفرح
_وأخيرا تحدثت رحمة: ياسين ... انت متأكد ؟... البنت ممكن تكون خايفة منك ،وبعدين الأمور دي مش بتتاخد كدا ... انت كدا بتفرض عليها
_ياسين:يا جماعة سيبولي الموضوع دا ... هاتيجو ولا ايه؟
لحظات و صدر رنين هاتف ياسين :
_ أيوة ... ايه؟!... ازاي؟!... طيب طيب اقفل ...
_ زين: في ايه؟
_ياسين بصدمة: أمها ماتت من ساعة ، وقعت من ع السلم ماقمتش منها ..
_رحمة بتأثر : لا حول ولا قوة إلا بالله
_مالك : قوموا يلا حضّروا نفسكوا عشان نروح ... انت قولت مالهاش حد لا هي ولا صاحبتها قوم يلا ...
                     ********
بمنزل شهد، تجلس شهد و تبكي بصمت و بجانبها مي تبكي على والدة شهد .
دخل الشباب بهيبتهم و معهم رحمة ، اندهش الجميع منهم :
_ ذهب ياسين إليها: البقاء لله...
_ شهد بهدوء و بعيون يملأها الحزن والألم كأنها تحدثه بحزنها : معلش مش هاينفع يا باشا اللي انت جاي عشانه، ولي أمري ماتت
_تدخلت رحمة : احنا مش جايين لكدا دلوقتي... احنا جايين عشانك ، البقاء لله شدّي حيلك
_ ياسين: ماتقليقش يا شهد...
                     *******
مرّ أسبوع خلاله لم يحدث جديد سوا رجوع العرسان من الخارج ...

بشقة شهد يدخل صاحب البيت:
_ مي : نعم يا حج عبد الحميد!
_ عبد الحميد : آمال فين الآنسة شهد
_ دلفت شهد: نعم
_بصي بقا انتو ولايا لوحدكوا ، ما ينفعش تكونوا لوحدكو
_ شهد: تقصد ايه ؟!
_ انا عايز اتجوزك وهو أبقى رجلكو
_ مي بعصبية: انت بتقول ايه يا جدع انت اتجننت ؟!
_ احترمي نفسك يا بت انتي و بعدين انا مش جايلك انتي، ماتفتحيش بوقك
_ شهد بضيق مكتوم: لأ
_ يعني ايه ؟
_ يعني لأ، مالهاش مفهوم تاني و اتفضل بقا من غير ماطرود مش ناقصة قرف ع المسا
_انتي بتطرضيني يا بت!... طب اسمعي بقا قدامك لحد بكرة ياتوافقي ي يتشوفيلك مخروبة تانية ...
بعد ذهاب المدعو عبد الحميد:
_مي بصدمة: ابن الرفضي...
_ شهد بضيق: خلاص يا مي يلا نلم حاجتنا و يبقى ان شاء الله نشوف حتة تانية...
                    ********
بالقصر يجلس الكل في جو ملئ بالمرح العائلي:
_ نسمة : لأ بجد يا رحمة انتي مستحملة ازاي العيشة لواحدك كدا؟ دول عاليهم طلبات مابتخلصش و غريبة
_ابتسمت رحمة: اهو انتو هاتساعدوني بقا
_ ندى: انا عن نفسي موافقة ...
لحظات قاطع جو المرح رنين هاتف ياسين :
_أيوة... ايه؟!... طب خاليك زي مانت و اوعى عينك تغفل لحظة ...أما نشوف آخرتها
_ زين: في ايه يا ياسين ؟، شهد و صاحبتها جرالهم حاجة؟
_ ياسين : الصبح هايبان كل حاجة...
                      *******
باليوم التالي همت شهد و مي بالرحيل، وهنّ واقفات بالشارع و على وجههم علامات الضيق:
_مي: و بعدين يا شهد؟
_شهد : مش عارفة
دقائق ووصل ياسين بالسيارة و معه رحمة :
_ مي بدهشة : ياسين بيه ؟!
_ ياسين و هو ينظر لشهد: اركبوا
_ شهد : ليه ؟ و بعدين انت جاي ليه ؟ سيبنا ف حالنا
_تحدثت رحمة بهدوء: شهد ... تعالي اركبي. وبعدين نتكلم،و بعدين ماتخفيش انا معاكوا اهو و انتي هاتفهمي كل حاجة
استلسمن للامر الواقع و ركبن السيارة، تحدث ياسين بالهاتف:
_ عايزكوا تعلموه الأدب و تفضحوه في الحارة على ندالته و قلة أصله و خاصة قدام عياله و مراته...
_ رحمة : انت قصدك على مين ؟
_ ياسين : على الكلب اللي حاول يتعدى حدوده
_ مين يعني يا ياسين؟
_ الكلب كان عايز يتجوز شهد و لما ماوفقتش طردهم م البيت
_ شهد بصدمة: وانت عرفت كل دا منين؟!
_مش معنى اني مش بشوفك طول الفترة اللي فاتت اني مش عارف ايه اللي بيحصل ... انا كنت سايبك عشان الظرف اللي انتي فيه و اني ماينفعش ان اتردد عليكوا كتير من غير مسمّى...
                     ********
وصلوا القصر :
شهد : احنا جايين هنا ليه؟!
_ ياسين بهدوء: هاتعيشو هنا
_ شهد : إزاي يعني ؟!
_ ياسين بهدوء: بصي في ملحق للقصر هنا هاتقعدي فيه انتي و مي برحتكوا
_ شهد: بأمارة إيه نقعد هنا ؟
_ بصي يا شهد انا مابحبش الكلام الكتير ، ماتفكريش اني هاخليكي تقعدي في حتة تانية بعيد عن هنا
_ قصدك ايه؟
_ تدخلت رحمة: بصي يا شهد ، ماتفهميش غلط و لا تحسبيها كدا . انتو هاتعيشوا ف الملحق هنا براحتكو و من غير ماحد يضايقكوا و ملوش علاقة بموضوع ارتباطك بياسين، دا مش ضغط عليكي نهائي... اتفضلوا و ماتعندوش و لا تفكروا بالطريقة دي و بعدين في بنات تانية عايشة هنا يعني ما فيش خوف ...
                     ********
مرّ يومين و لم يحدث جديد، شهد و مي يتأقلمون على العيش بمكانهم الجديد و شهد تشعر بحيرة شديدة ، أما مي فتراقب زين من وقت لآخر فهي معجبة به و بشدة. أما نسمة و ندى فيحاولن التقرّب منهن. أما رحمة و مالك فقد سافروا كما وعدها إلى الإسكندرية ...
                     *********
بالمساء  يجلس عمر بالحديقة يعمل على الحاسوب إلى أن تفاجأ بدلوف سما و هي تبكي بشدة :
_ سما ببكاء و هي تتجه الى عمر : فين رحمة ي عمر فين؟...

انثى في عرين الأسود(مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن