الفصل الثالث عشر

10.4K 280 1
                                    

كان يهِم بالهبوط مِن السيَّارة حتَّى استوقفته بإمساكها ليده ليلتِفت إليها ليجدها تنظُر إليه بأعيُن نادِمة ليزفر بحنق ويسحب يده بهدوء .

مازن : محتاجه حاجه ؟

نور بحرَج : لا

مازن وهو يهبِط : طب يلا أنزلي

لتوميء له بهدوء وهي تحاول كبح رغبتها بالبُكاء .. لتتبعه وهي تنظُر إليه مِن خلفه وهو يسير بشكل مُستقيم واثق مِن نفسه كما اعتادَت عليه .. يسير كأنَّه لا يهتم بأمر أحد .. وبملابسه تلك التي كلن يرتديها كانت تعطي إيحاءً لمن حوله بقوَّته .. كانت تتمنى أن تركُض خلفه وتعانقه اعتذارًا له حديثها الأحمق الذي تفوَّهت به كما وصفَته .. ولكنَّه أيضًا لم يُصِّر ورد لها الإهانة بدون شفَقة .. ليصل كلاهما أخيرًا إلى باب الفيلا ليضغط مازِن برِفق على الجرَس لتفتح الخادِمة ويدلف كلاهما بصمت إلى الدَّاخل ليبدأ الترحيب التقليدي مِن الأُسرة .

.....................

في المشفى الخاص بالإسكندرية

كان يجلِس في كافيتريا قريبة مِن مبنى المشفى ليأخذ قهوته التي اعتاد على أخذِها في فترة الغدَاء وقد أراح ظهرِه للخلف وهو مُغمض عينيه لتأتِي هي بباله ليفتح عينيه بفزَع إثر تذكُّرها .

مُعاذ لنفسه : لا أهدى يا مُعاذ ! هي مش عشان شبهها شويه هتصحي فيك حاجات ماتت من زمان !

..................

في اليوم التَّالي وتحديدًا بعد انتهاء صلاة الجُمعة وانتهاء أفراد الأُسرة مِن تناول طعام الغداء يدلُف مُحامي الأُسرة وبيده حقيبته السَّوداء لتصطحبه الخادِمة حيثُ غُرفة الاستقبال حيث أفراد الأُسرة يستقبلونه ... كان حُسام يجلِس على مقعدٍ رئيسي وبجانبه على اليمين شقيقه وعلى اليسار ابن عمِّه يُقابلهم كمال وعلى يمينه تجلس نساء الأُسرة .

شهاب وهو يفتح حقيبته : كده كله موجود ؟

حُسام بهدوء : أيوه .. مُمكن تتفضَّل

ليسحَب شِهاب ملفًا مِن حقيبته ويقوم بفتحه ليقرأ عليهم نَص الوصيَّة

شهاب : " إذا كُنتم تستمعون الآن إلى هذه الوَصيَّة فإنني إذًا تحت التُّراب ؛ مِن حيثُ خُلقنا وإلى حيثُ عودتنا .. أخِي العزيز كمَال أنت ابن ولست أخًا بِالنِّسبة لي لذلك أتمنَّى أن تعتنِي بحالك لأنَّك دائمًا ما أوصَاني والدك بك .. وأُحب أن أُصدر في وصيَّتي أنْ يتِم تقسيم الميراث بشكلٍ شَرعي .. لا فوائد لأحد .. وأوصي بأن تكون فوائد الميراث صدقة جارية على روحي بعد مماتي وأُكلِّف بها ابني الحبيب مازِن الذي لم يعْص لي أمرًا حتَّى الآن .. حُسام رجل الأُسرة كُنت دائمًا في ظهر عمِّك لذلك أوصِيك بأبناء الأُسرة جميعًا .. أما طبيبتي الجميلة نور أوصِيك عندما تفتتحين مشفى خاصًا بكِ أن تهتمي بالمرضى الفُقراء الذين ليسوا بقادرين كصدقة جارية على روحي .. إياد كُنت مُنذ أشهر عديدة فاتحتني بموضوع زواجِك مِن ابنتي الغالية رهف وقد منحتُك فُرصة حتَّى أراكَ تتغيَّر أمَامي فإن لم توافقني ظروف حياتي فأنا أُخبرك الآن أننِّي راض وبشدَّة على زواجك مِن ابنتي .. تمنياتِي لكُم جميعًا بأحسن الأحوال ... أتمنَّى تنفيذ وصيَّتي منكُم يا أحبائي . "

الحب الأبديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن