الفصل العاشر

10.9K 289 4
                                    

وقفَت تنظُر إليه ببلاهَة ، لم تكُن تتوقَّع أن تجده شابًا لهذه الدرجة ، كانَت تتوقَّع كهلاً أو على الأقَل رجلٌ في العقد الرابع مِن عُمره . أمَّا هو فصار ينظُر إليها مُصيِّقًا حاجبيه مِن هذه الفتاة الجريئة التي نعتَته بالعجوز في كلمة " مهكع"

نور بحرج وهي تنظُر لأسفل : أنا آسفه مكنتش أعرف إنك أنت

مُعاذ وهو يرفع أحد حاجبيه : مكنتيش تعرفي إني أنا ؟

نور : قصدي إن حضرتك دكتور مُعاذ

مُعاذ بضيق : وهو ده يعطيك الحق تتكلمي عني في غيابي بالشكل ده ؟

نور بانفعال : ما أنت اللي معصَّبني

تداركَت نور الموقف لتُردف بحرَج

نور : بعترف إني غلطت بس حضرتك مفيش مُبرر إنك تعمل كُل ده عشان اتدخلت في الحاله بتاعتك

مُعاذ بتذكر : أيوه صح فكرتيني بالحاله بتاعتي ، ياريت بعد كده بلاش تتدخلي في حاجه أنا سبق ونبِّهت عليها

نور بثقة : يعني كنت أسيبه يموت ؟

مُعاذ بصرامة : أنا عارف كويس أنا بعمل أيه وبقول أيه

ليُقاطع حديثهما جهاز الإنذار بوضع طاريء في غُرفة الاستقبال

نور باستغراب : ده جرس الطواريء مش كده ؟

مُعاذ : تعالي ورايا

بعد قليل وصلوا ركضًا إلى غُرفة الطواريء ليتفاجأ بنقالة المرضى ومُمَدَّد فوقها فتاة شابَّة ويُرافقها نزيف من الدِّماغ

مُعاذ بصوت عالٍ : على العمليات بسُرعه

ثُم التفت إلى نور الواقفة بصدمة ليُفرقع أصابعه أمام عينيها حتَّى تستفيق مِن شرودها

مُعاذ : هتدخلي العمليات معايا ولا أيه نظامك ؟

نور باستفاقه : أكيد

...............

في فيلا الألفي بقنا

يدلُف إياد إلى داخِل الفيلا بجمودِه المُعتاد ليتصادَم برَهف والتي كانت قد هبطت من الدَّرج للتو ؛ ليقفا لحظاتٍ معدودة ينظُر كُل منهما لعين الآخر حتَّى يُقرِّر إياد وأخيرًا الصُّعود إلى غُرفته ولتُكمل هي طريقها حيثُ غُرفة المجلِس لتجلس بضع دقائق برفقة والدتها .

أمَّا عن إياد فمَا أنْ همَّ بالدّلوف إلى غُرفته حتى استوقفه صوت شقيقه الذي خرجَ مِن غُرفته

الحب الأبديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن