وقفَت تنظُر إليه ببلاهَة ، لم تكُن تتوقَّع أن تجده شابًا لهذه الدرجة ، كانَت تتوقَّع كهلاً أو على الأقَل رجلٌ في العقد الرابع مِن عُمره . أمَّا هو فصار ينظُر إليها مُصيِّقًا حاجبيه مِن هذه الفتاة الجريئة التي نعتَته بالعجوز في كلمة " مهكع"
نور بحرج وهي تنظُر لأسفل : أنا آسفه مكنتش أعرف إنك أنت
مُعاذ وهو يرفع أحد حاجبيه : مكنتيش تعرفي إني أنا ؟
نور : قصدي إن حضرتك دكتور مُعاذ
مُعاذ بضيق : وهو ده يعطيك الحق تتكلمي عني في غيابي بالشكل ده ؟
نور بانفعال : ما أنت اللي معصَّبني
تداركَت نور الموقف لتُردف بحرَج
نور : بعترف إني غلطت بس حضرتك مفيش مُبرر إنك تعمل كُل ده عشان اتدخلت في الحاله بتاعتك
مُعاذ بتذكر : أيوه صح فكرتيني بالحاله بتاعتي ، ياريت بعد كده بلاش تتدخلي في حاجه أنا سبق ونبِّهت عليها
نور بثقة : يعني كنت أسيبه يموت ؟
مُعاذ بصرامة : أنا عارف كويس أنا بعمل أيه وبقول أيه
ليُقاطع حديثهما جهاز الإنذار بوضع طاريء في غُرفة الاستقبال
نور باستغراب : ده جرس الطواريء مش كده ؟
مُعاذ : تعالي ورايا
بعد قليل وصلوا ركضًا إلى غُرفة الطواريء ليتفاجأ بنقالة المرضى ومُمَدَّد فوقها فتاة شابَّة ويُرافقها نزيف من الدِّماغ
مُعاذ بصوت عالٍ : على العمليات بسُرعه
ثُم التفت إلى نور الواقفة بصدمة ليُفرقع أصابعه أمام عينيها حتَّى تستفيق مِن شرودها
مُعاذ : هتدخلي العمليات معايا ولا أيه نظامك ؟
نور باستفاقه : أكيد
...............
في فيلا الألفي بقنا
يدلُف إياد إلى داخِل الفيلا بجمودِه المُعتاد ليتصادَم برَهف والتي كانت قد هبطت من الدَّرج للتو ؛ ليقفا لحظاتٍ معدودة ينظُر كُل منهما لعين الآخر حتَّى يُقرِّر إياد وأخيرًا الصُّعود إلى غُرفته ولتُكمل هي طريقها حيثُ غُرفة المجلِس لتجلس بضع دقائق برفقة والدتها .
أمَّا عن إياد فمَا أنْ همَّ بالدّلوف إلى غُرفته حتى استوقفه صوت شقيقه الذي خرجَ مِن غُرفته
أنت تقرأ
الحب الأبدي
Romanceأحبَّها ، دلَّلها ، عشقها ، خافَ عليها ، حماها ، أبكاها ... غار عليها من الفشل ، أرادها الأولي في كل شيء . قسا عليها كي لا تقبل بأقل من القِمَّة .. صقَّلها كي تلمعَ كالماسَّة حيث ما وجِدت .. وضعها أعلي السلم ثم سحب من تحتها السلم حتي لا تنزل عن د...