تقِف أمام مرآتها تُحكم حجَابها لتنتهي وأخيرًا مِن ارتداء ملابِسها ، لتنظُر في السَّاعة التي ترتديها في يدِها فتجد أنَّ مازال لديها عشرون دقيقة على موعِد خروجها ؛ فهي قد استيقظت اليوم مُبكرًا لأنَّه أول يوم للتعيين ، لتجلس على طرَف الفرَاش لتتذكر أهم ما حدث خلال الستة أشهر الماضية ....
"فلاش باك"
لحظات قضاها مُحمد الألفي يتحدث مع شقيقه أودَت بحياته ؛ كانت آخر صرخة شهدها القصر هي صرخة رهف ابنته الصُّغرى التي أعلَنت عن وفاة والدها ...
في اليوم التالي وتحديدًا بعد صلاة الظُّهر بدأت مراسم الدفن ، كان مازِن يحمل نعش والده ويسانده كلاً من حُسام وإياد وكذلك كَمال الذي لم تتوقف دموعه مُطلقًا ....
وبعد الانتهاء مِن مراسم الدفن دلفت الأُسرة إلى داخل فيلا الألفي حيثُ بدأ الصِّراع الأكبر في تاريخ الأُسرة ....
سماح وهي تلِف ذراعيها حول ليلى : شدي حيلك يا ليلى كُله قضاء وقدر
ليلى وهي تُنفِّض ذراعيها بعُنف : قضاء وقدر ! جوزك هو السبب في اللي حصل لمحمد وأنا لا يُمكن أسامحه أبدًا
سماح بتعجب : حرام عليك كده يا ليلى
ليلى بغضب : حرام ! أمال اللي جوزك عمله يبقى أيه ، عارف إن أخوه عنده القلب ومع كده فضل يتخانق معاه
سماح : طب استعيذي بالله وهدِّي أعصابك
ليلى بحقد : أنا لا يُمكن أهدى أبدًا قبل ما آخد حق ولادي اللي اتيتموا بسبب جوزك اللي قاعد فوق ده
ثُمَّ تركتها وصعدت لغُرفتها ...
سماح بتنهيدة : استغفر الله العظيم
دلفت نور إلى غُرفة رهف المُنهارة كُليًا من البُكاء ...
نور وهي تضع يدها على كتفها : رهف ، هو أكيد في مكان أحسن من هنا دلوقت .. ف إدعي له بالرحمة
رهف وهي تُشيح يدها بعُنف : أبعدي إيدك عني ؛ مش هتحسي باللي فيا عشان أنتي مجربتهوش
نور بتعجب : ليه بتقولي كده يا رهف ! والله ربنا وحده اللي عالم عمو محمد عندي أيه
رهف بغضب : أسكتي متجبيش اسمه على لسانك ! واتفضلي اطلعي بره
نور وقد تجمَّعت في عينيها الدموع : حاضر يا رهف
لتخرُج من الغُرفة وتتجه لغُرفتها مُسرعة ؛ لا تُريد أن يراها أحد بهذه الهيئة لتصتدم أثناء سيرها بزوجة أخيها ....
رودينا : نور ! مالك ؟
نور ببكاء : مفيش
رودينا : هو أيه اللي مفيش ؟ أنا عارفاكي كويس
ثُم اصطحبتها من يدها حتى وصلت إلى غُرفتها وأجلستها على فرَاشها ...
رودينا وهي تمسح دموعها : مالك يا حبيبتي ؟
أنت تقرأ
الحب الأبدي
Romanceأحبَّها ، دلَّلها ، عشقها ، خافَ عليها ، حماها ، أبكاها ... غار عليها من الفشل ، أرادها الأولي في كل شيء . قسا عليها كي لا تقبل بأقل من القِمَّة .. صقَّلها كي تلمعَ كالماسَّة حيث ما وجِدت .. وضعها أعلي السلم ثم سحب من تحتها السلم حتي لا تنزل عن د...
